حذرالدكتور نادر فرجانى - أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة - جموع الشعب المصرى من انهيار الأوضاع فى البلاد على يد قائد الانقلاب العسكرى عبدالفتاح السيسى، الذى أشار إليه فى حديثه ب"السلطان البائس". وكتب "فرجاني" عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" تدوينة تحت عنوان "هذا ما سيفعله فيكم السلطان البائس في حرب المماليك الفنكوشجية الاقتصادية عليكم، قبل نهاية العام الحالي". وقال فى بداية حديثه : "لماذا يقدم السلطان البائس، وعصبته على هذه الحرب الاقتصادية المدمرة والمشينة على شعب مصر"؟. وتابع "فرجانى" قوله:" للحق، الرجل كان قد أعلن عن مهمته هذه بوضوح منذ كان مرشحا للرئاسة، كما بينت أنا بوضوح في مقال شهير في " الأهرام" في مارس 2014. ولذلك يتحمل بعض من المسئولية عما سيفعل في أبناء شعب مصر من انتخبوه رغم هذا الوعيد، ويتحملها بصورة أقوى من هللوا لتلك الرئاسة قبل أو بعد الانتخاب، خصوصاً وذلك بعد تكشف سوءات حكمه، بما لا يقبل شك إلا من مخدوع أو معنوه". وأضاف: "في التفسير يمكن التقدم بإطروحات على أكثر من مستوى. وقال أيضًا: إنه في المستوى الأول يكمن التفسير، فردياً، في اعتلال شخصي ونفسي، يعود لظروف التكوين والنشأة، أحالت الكائن القابل للمرض... سادياً مؤذياً يستمتع بتعذيب الآخرين". وأشار بقوله: "بعيدًا عن الأغوار السحيقة والمعتمة للنفس البشرية المعتلة، وعند مستوى تحليل الاقتصاد السياسي، نجد وازعاً سياسياً شخصيًا وأنانياً لدى عصبة المماليك الفنكوشجية يتمثل في القروض الضخمة التي يسعون للحصول عليها من مؤسسات التمويل الدولية القائمة في العاصمة الأمريكية، أو التي تأتمر بأمرها. والخبرة المستقرة في مصر وغيرها، أن هذه القروض الضخمة قلّ ما استغلت في ظل الحكم التسلطي الفاسد، في إصلاح الاقتصاد الوطني، أوتحسين حال الشعب، بل بُدّد جلها في مشروعات تفاخرية تخدم اقتصادات مانحيها، مثل: شراء الأسلحة باهظة التكلفة، والمشروعات الضخمة المكلّفة بلا عائد محسوس، ينهض بالاقتصاد أو بمستوى معيشة الشعب، وقد ينتهي جلها منهوباً ومهرباً بواسطة الحكام الطغاة وحواشيهم الفسدة. ومن ثم لا يبقى للشعب المبتلى إلا عبء رد الديون التي اقترضت بإسمه وبُدّدت، مع فوائدها بالطبع. وأضاف قائلاً: "على المستوى الأخير من التفسير كظاهرة تاريخية، يمكن اقتراح أن عصبة الحكم التسلطي الفاسد جاءت لسدة الحكم مستأجرة، من أعداء شعب مصر في الإقليم والعالم، لتدمير البلد وإخضاع شعبه بالإفقار والتجويع، إلى حد قرب الفناء، وستثاب على إنجازها لهذه المهمة المنحطة بالمال الوفي،ر ووعود الأمان الشخصي". وتابع "فرجاني": "نهاية، ليس من خلاص لشعب مصر الكنانة، أو بقاء للبلد الطيب كما نحب، إلا بنهوض الشعب المهدد بكل العواقب المدمرة لهذه الحرب الاقتصادية الغادرة، والغاشمة لمقاومة عذابات القهر والإفناء القادمة لامحالة، إن ظلت جموعه مستكينة لحالة الرضي السلبي المفروض بالقهر االباطش، وبتزييف الوعي والحقائق المغيّبة لبسطاء العامة". واختتم أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية قوله: "كما ذكرت في موضوع سابق، هناك بوادر قد تبدو للبعض ضعيفة متناثرة حتى الآن لهذه المقاومة الشعبية الدفاعية عن حق الوجود والعيش الكريم ولكن "أول الغيث قطرة" كما يقال، وسيخلق تراكم هذه البادرات حقائق مقاومة فاعلة ومؤثرة على الأرض بالتعهد والرعاية.. وهذا واجب على كل مصري يحب وطنه واسرته وحتى نفسه، أن يسهم في تمتين وتفعيل هذه المقاومة بكل ما يملك ويستطيع". يجدر بالذكر أن عبد الفتاح السيسي منذ انقلابه على الرئيس الشرعي المنتخب من قبل الشعب "محمد مرسي"، ومصر تشهد انهيارًا في جميع المؤسسات بداية من الأمن والسياحة والاقتصاد الذي انهار على يديه، بعد أن أهدر ثروات مصر في بناء أكبر عدد من المعتقلات، وزيادة مرتبات العسكر والقضاة، ثم اتجه إلى إنشاء مشاريع وهمية، لم تعد على مصر بأي نفع مثل "تفريعة قناة السويس" وغيرها، ولم يجد سبيلاً لإنعاش خزينة الدولة غير الإستدانه من البنوك الدولية، والقروض، ورفع الدعم عن المواطنين.