يبذل عبد الفتاح السيسي قاءد الانقلاب العسكرى والملك الأردني عبد الله الثاني جهودا مضنية في محاولة لمنع فوز حركة المقاومة الإسلامية حماس في الانتخابات البلدية التي ستجرى في أكتوبر بقطاع غزة والضفة الغربية. هذا ما خلص إليه "روني بن-مناحيم" المحلل الصهيونى للشئون العربية في مقاله المنشور على موقع "نيوز1” بعنوان "مصر والأردن تخشيان فوز حماس"، أكد فيه أن السيسي وعبد الله طلبا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) التصالح مع القيادي المفصول بحركة فتح محمد دحلان لتحقيق الوحدة داخل الحركة، لكن عباس تهرب منهما. وزار الملك الأردنيالقاهرة الأسبوع الماضي على رأس وفد كبير والتقى الرئيس السيسي، وناقشا الأوضاع في سوريا والعراق وتهديدات تنظيم داعش المتشدد، والانتخابات الأمريكية، فضلا عن قضايا أخرى بالشرق الأوسط.
وبشكل طبيعي كانت إحدى القضايا الرئيسية التي تناولها السيسي وعبد الله المستجدات على الساحة الفلسطينية والانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في الضفة القطاع 8 أكتوبر المقبل.
وتؤيد الأردن المبادرة المصرية ووفقا لمصادر في عمان يرى الملك عبد الله أن القاهرة هي الوحيدة القادرة على المصالحة بين جميع الفصائل الفلسطينية، كأمر حيوي لإنجاح المبادرة المصرية ليكون بإمكان الفلسطينيين إظهار موقف سياسي موحد في المفاوضات المستقبلية مع الكيان الصهيونى.
لكن- والكلام ل"بن- مناحيم"- فإن أكثر ما أقلق السيسي والملك عبد الله خلال اللقاء هو الفوز المحتمل لحركة حماس في الانتخابات واتساع نفوذها السياسي من قطاع غزة إلى الضفة الغربية.
ويرى المحلل الإسرائيلي أن تعاظم قوة حماس بالضفة ينطوي انعكاسات خطيرة على استقرار المملكة الهاشمية، على خلفية علاقة حماس بجماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن التي تمثل قوة معارضة حقيقية.
تقارير عربية تحدثت في 27 أغسطس أن الأردن رفضت رسائل بعث بها رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، حول الانتخابات البلدية في محاولة لتليين موقف عمان تجاه حماس.
وتابع "بن- مناحيم":”مصر أيضا تخشى من تعاظم محتمل لقوة حركة حماس التي أصبحت قوة إقليمية هامة تتعاون مع جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر، ومع تنظيم داعش بشمال سيناء ومع تركيا وقطر. كل هذه القوى تعمل لإسقاط النظام المصري الحالي.
واعتبر أن السبب الأساسي في تزايد قوة حماس واحتمالية فوزها في الانتخابات البلدية بالضفة الغربية أيضا هو الانقسام الحاد داخل حركة فتح والخلافات العميقة بين تياري دحلان وأبو مازن.
لذلك وبشكل غير معتاد نشر السيسي والملك الأردني عبد الله بيانا مشتركا عن أهمية القضية الفلسطينية وضرورة الوحدة وحل الخلافات داخل حركة فتح نفسها. بكلمات أخرى “يعكس البيان جدول الأولويات المصري الأردني، وعلى رأسه تحقيق مصالحة داخلية بحركة فتح، وبعد ذلك مصالحة بين فتح وحماس. ودعا البيان بالفعل محمود عباس للتصالح مع خصمه اللدود محمد دحلان كي تخوض حركة فتح الانتخابات بشكل موحد للحيلولة دون فوز حماس”. وليست هذه المرة الاولى التي يطلب السيسي من عباس التصالح مع دحلان، فقد طلب ذلك منه عدة مرات في الماضي، وقوبل طلبه بالرفض، ذلك لأن اللجنة المركزية لفتح تعارض التصالح. ويرتبط دحلان بعلاقات جيدة مع الرئيسي المصري والملك الأردني ويطمح الاثنان أن يصل إلى منصب الرئيس، بعد مغادرة عباس الحياة السياسية. فيما تشهد علاقات السيسي وعباس توترا على خلفية رفض الأخير المبادرة المصرية للسلام.