شهدت الحكومة المؤقتة الصومالية استقالاتٍ جديدةً على الرغم من فشل البرلمان في سحب الثقة عن الحكومة، بينما انطلقت أولى الرحلات التجارية من مطار مقديشو، الأمر الذي يوضح سيطرة المحاكم الإسلامية الكاملة على المدينة. فقد قدم 4 وزراء بالحكومة المؤقتة الصومالية استقالتهم احتجاجًا على ضعف الحكومة الصومالية، وذلك على الرغم من إفلات الحكومة من اقتراع ثقة برلماني أُجرِي عليها يوم الأحد الماضي؛ حيث فشل البرلمان في الوصول إلى أغلبية الثلثَين، وهي الأغلبية اللازمة لحجب الثقة، وقد أدى فشل البرلمان في حجب الثقة عن الحكومة إلى دعم موقف رئيس الحكومة علي محمد جيدي في مواجهة معارضيه بالحكومة التي تعاني من الضعف الشديد؛ نظرًا لاستنادها على توافقات تعتمد على قوة السلاح والعامل القبلي. وتأتي هذه الاستقالات بعد استقالة حوالي 18 وزيرًا من الحكومة؛ احتجاجًا على موافقتها على دخول القوات الإثيوبية للأراضي الصومالية؛ بغرض الحصول على دعم تلك القوات في مواجهة اتحاد المحاكم الإسلامية، وذلك على الرغم من نفْيِ المحاكم نيتَها مهاجمةَ مدينة بيداوا التي تتخذها الحكومة الصومالية مقرًّا لها. من جانب آخر انطلقت يوم الأحد الماضي رحلةٌ تجاريةٌ من مطار مقديشيو هي الأولى من نوعها منذ حوالي 10 سنوات، ونقلت "BBC" عن رئيس شركة جوبا إيرويز الصومالية عبد الرحمن حسن محمد مفو قوله إن الرحلة انطلقت إلى الإمارات. وأكد المراقبون أن انطلاق هذه الرحلة من مطار العاصمة الصومالية مقديشيو يوضح السيطرة الكاملة للمحاكم الإسلامية على العاصمة، وذلك بعد أن نجحت في الأشهر الماضية في طرد ميليشيات أمراء الحرب المدعومين من الولاياتالمتحدة والصومال لتصبحَ بذلك القوة الأولى التي تسيطر على المدينة منفردةً منذ سقوط نظام الرئيس محمد سياد بري في العام 1991م واندلاع الحرب الأهلية. وقد قابل المواطنون والعديد من الساسة في الصومال سيطرةَ المحاكم الإسلامية على المدينة بالترحاب؛ نظرًا للفظائع التي ارتكبتها ميليشيات أمراء الحرب ضد المواطنين في مقديشيو وغيرها.