عقد الرئيس مبارك ورئيس الوزراء الصهيونى ايهود اولمرت يوم الخميس الماضى قمة في شرم الشيخ على امل تحريك عملية السلام في الشرق الاوسط كشفت عمق الخلافات بين الجانبين. وفي مؤتمر صحفي بعد اللقاء وجه الرئيس مبارك انتقادات حادة للهجوم الصهيوني على رام الله في الضفة الغربية الذي اسفر عن مقتل اربعة فلسطينيين وجرح حوالى عشرين آخرين. وعبر مبارك عن "رفض مصر واستيائها" من العملية العسكرية التي قامت بها القوات الصهيونية في رام الله واي ممارسات من شأنها ان تعطل جهود مصر من اجل السلام". واكد مبارك ان "امن (اسرائيل) لا يتحقق بالقوة العسكرية وانما بالسعي الجاد نحو السلام" داعيا الى "الوقف الفوري لاعمال العنف والامتناع عن اي ممارسات تعوق جهود السلام". وقال ان "امل السلام لا يتحقق الا بالالتزام بروحه واسسه ومبادئه (...) وامن اسرائيل وكافة شعوب المنطقة لا يحققه الا السعى الجاد نحو السلام العادل والامتناع عن كافة الممارسات التي تعرقل مسيرته". من جهته عبر اولمرت عن "اسفه لسقوط ضحايا ابرياء" خلال العملية لكنه اصر على ضرورة الدفاع عن النفس. وقال "اشعر باسف شديد لاصابة ابرياء في غزة لكن حكومته مضطرة للقيام بعمليات من هذا النوع لتعزيز امنها". واضاف ان "اسرائيل ستتخذ كل الاجراءات لمنع الارهابيين من ايذاء المدنيين الاسرائيليين". ووجه اولمرت انتقادات للحكومة المصرية التي اتهمها بانها فشلت في منع تهريب الاسلحة والاموال الى قطاع غزة. وقال "عبرت عن قلقي من حصول عمليات تهريب سلاح الى قطاع غزة ومحاولات ادخال اموال غير شرعية عبر معبر رفح". واضاف "اعرف ان مصر تريد وستعمل على اتخاذ اجراءات خاصة لمنع التهريب". الا ان مبارك رد بالتأكيد ان "القانون المصري يسمح بنقل الاموال في حال تم التصريح عنها". واضاف "سنرى الاجراءات التي يمكن ان نتخذها لمنع تهريب الاسلحة. طلب مني رئيس الوزراء تعزيز الجهود وسنرى ما يمكن ان نفعله" مؤكدا في الوقت نفسه انه لا يوجد "ضمانة مئة بالمئة في هذا المجال في اي بلد في العالم". وردا على سؤال حول استمرار اطلاق الصواريخ الفلسطينية على المدن الصهيونية قال مبارك "صواريخ قسام... لكنهم سيطلقونها يوميا" متسائلا "هل بسبب شخص او شخصين يطلقان صواريخ نوقف عملية السلام؟". ولم تسفر القمة الثانية بين مبارك واولمرت منذ تولي رئيس الوزراء مهامه في مارس الماضي عن تقدم في صفقة لتبادل الاسرى بين الفلسطينيين والصهاينة. وقال مبارك "نحن نعمل منذ مدة طويلة وحريصون على الافراج عن المسجونين الفلسطينيين لدى الجانب (الاسرائيلي ) والمسجونين (الاسرائيليين) في الجانب الفلسطيني وهناك مجهودات مستمرة". واضاف "هناك الجندي (جلعاد) شاليت وهناك مسجونون كثيرون منهم وزراء وغير وزراء لدى الجانب (الاسرائيلي). فنحن نعمل على الجانبين" معبرا عن امله في "التوصل القريب الى نتيجة فى هذا المجال". وجاء اجتماع مبارك واولمرت قبل زيارة لوزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى المنطقة في 13 و14 يناير.