فيما يعد ضربة لجهوده وهزيمة شخصية للرئيس الأمريكي باراك أوباما، فاز المرشح الجمهوري سكوت براون في انتخابات فرعية لمجلس الشيوخ بولاية ماساشوسيتس، بالمقعد الذي كان يشغله السيناتور الديمقراطي الراحل تيد كيندي. وبهذا يفقد الديمقراطيون أغلبيتهم الموصوفة والتي كانت ستساعد أوباما على تمرير مشروع الرعاية الصحية.
ويشكل فوز الجمهوري سكوت براون بمقعد السناتور الراحل ادوارد كينيدي الثلاثاء (19-1)، ضربة مؤلمة جدا لباراك أوباما تضع مستقبل إصلاح التأمين الصحي ومن خلاله البرنامج الإصلاحي للرئيس الأميركي كله في مهب الريح.
ومن المصادفات السيئة ان يكون تيد كينيدي، الذي كان سناتورا لماساتشوسيتس (شمال شرق) لنحو نصف القرن، قد جعل من إصلاح النظام الصحي معركة حياته قبل ان يقضي عليه مرض السرطان الصيف الماضي.
كذلك فان هزيمة الديمقراطيين تأتي عشية الذكرى الأولى لتولي أوباما مهامه كرئيس للولايات المتحدة.
ويواجه أوباما، الذي حقق انتصاره الانتخابي بفضل وعده بالتغيير، استياء متزايدا لدى الأمريكيين ولا سيما بشأن القضايا الاقتصادية، خصوصا وان الخروج من الركود لم يترجم حتى الآن بانتعاش في سوق العمل.
ويمكن ان تؤثر هزيمة الديمقراطية مارثا كوكلي، الناجمة جزئيا عن حملة انتخابية باهتة، على الحالة المعنوية لأعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين المنتهية ولايتهم مع ارتسام ملامح انتخابات الإعادة المقررة في نوفمبر المقبل.
وهي تهدد في الوقت الحالي مشروع قانون إصلاح التأمين الصحي الذي اعتمد بشق الأنفس في قراءة أولى في مجلس الشيوخ نهاية ديسمبر الماضي.
وكان باستطاعة أوباما وحلفائه ان يعولوا في مجلس الشيوخ على 60 من أعضائه المائة اي تماما "الأغلبية الموصوفة" اللازمة لتجاوز اي عراقيل للجمهوريين. وقد ركز سكوت براون في المقابل حملته على الوعد بعرقلة هذا الإصلاح.
ولا يزال بإمكان الديمقراطيين إنقاذ هذا النص، الذي اقر ولكن ببنود مختلفة في مجلس النواب، بجعل هذا المجلس يعتمد النسخة التي اعتمدها مجلس الشيوخ، الأمر الذي يجنبه العرض من جديد لتصويت الشيوخ.
وكانت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي قد أكدت الثلاثاء، انه أيا كانت نتيجة الانتخابات "سيكون لدينا نظام صحي جيد النوعية وفي متناول أيدي جميع الأمريكيين وذلك في وقت قريب جدا".
وردت الخبيرة السياسية باربرا كيليرمان الأستاذة في جامعة هارفرد قائلة "من المؤكد ان الأمر يبدو سيئا بالنسبة للحكومة ويبدو سيئا أيضا بالنسبة للتأمين الصحي".
وعلى المدى المتوسط يمكن للجمهوريين ان يسعدوا بتجميد النصوص التي يسعى أوباما لإقرارها.
ومن مشاريع القوانين المختلف عليها المدرجة في الأشهر القادمة، مشروع بشأن مكافحة الاحتباس الحراري وآخر للإصلاح المالي وثالث للهجرة وغيرها من المشاريع المثيرة للجدل.
ويقول بروس بوكانان أستاذ العلوم السياسية في جامعة تكساس (جنوب) ان "الجدول الزمني سيشهد بعض التأخير لا لسبب سوى المناخ السياسي".
من جانبه قال كوستاس باناجوبولس خبير شئون الانتخابات في جامعة فوردام "لا يمكنني تصور رسالة اقوي من رسالة الناخبين، لكنني لست على ثقة من ان البيت الابيض يستمع" إليها.
وأثناء اقتراع الثلاثاء نفت الرئاسة فكرة ان تكون هذه الانتخابات رفضا لإستراتيجيتها. وقال المتحدث باسم الرئيس روبرت جيبس ان أوباما يعرف ان الأمريكيين يشعرون ب "الإحباط والغضب"، مؤكدا في الوقت نفسه ان الرئيس يدين بانتخابه لموجة الاستياء هذه نفسها.
لكن هل تكون هذه الانتخابات المسمار الأول في نعش رئاسة أوباما التي توشك ان تدخل عامها الثاني فحسب من أعوام ولايتها الأربعة؟
التاريخ الحديث يظهر ان رؤساء آخرين نجحوا في النهوض من كبوات مماثلة: بيل كلينتون وقبله رونالد ريغان استطاعا الوقوف من جديد على قدميهما وساعدهما في ذلك الانتعاش الاقتصادي كما يشير بوكانان.
ويوضح هذا الأستاذ الجامعي ان "للاقتصاد والبطالة تأثيرا مهولا على الرأي العام".