حظيت هزيمة الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ بعد انتخابات ولاية ماساشوستس التي فاز بها الحزب الجمهوري باهتمام واسع في الداخل الأمريكي، واعتبرت معظم ردود الأفعال فوز المرشح الجمهوري سكوت براون بالمقعد للمرة الأولي منذ 38 عاماً دليلاً واضحاً وتقييماً حقيقياً لرأي الناخب الأمريكي المحبط من أداء رئيسه بعد عام من توليه الإدارة. وقالت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية إن البيت الأبيض يحاول مواجهة ما وصفته ب «الكارثة السياسية» التي مني بها الديمقراطيون عبر التأكيد أن الرسالة التي وجهها الناخبون الغاضبون قد وصلت إلي الإدارة. مضيفة أن الرئيس باراك أوباما وفريقه الديمقراطي يواجهان أزمة سياسية داخلية بعد فقدان الحزب الديمقراطي الأغلبية في مجلس الشيوخ. ومن ناحيتها، قالت شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية المقربة من الجمهوريين إن الحزب الديمقراطي قد يضطر إلي إعادة تقييم خططه لإصلاح قطاع الرعاية الصحية بعد فوز براون.وأضافت أن ذلك الانتصار أظهر أن المستقلين وبعض الناخبين الديمقراطيين يشعرون بالقلق من الإصلاحات التي يدور النقاش حولها في واشنطن. واعتبرت أن الفوز الذي حققه براون يشكل «ضربة للديمقراطيين» لأنه حرمهم من أغلبية الثلثين الكافية لمنع الجمهوريين من تعطيل الأجندة التشريعية للديمقراطيين في مجلس الشيوخ وذلك في وقت يدخل فيه مشروع إصلاح الرعاية الصحية مراحله النهائية. وأشارت إلي أن الديمقراطيين يناقشون وسائل للإسراع بإنجاز القانون وإرساله إلي الرئيس باراك أوباما لتوقيعه قبل أن يلتحق براون بمجلس الشيوخ رسمياً، خاصة وأن الأخير قد عبر صراحة عن رفضه مشروع القانون وعزمه التصويت ضده إذا أتيحت له الفرصة. ونقلت الشبكة عن السيناتور الديمقراطي ديك ديربين قوله إن هناك عدة أساليب يمكن معها للحزب أن يحقق ما يريده من مشروع إصلاح الرعاية الصحية. في المقابل، نقلت شبكة «سي إن إن» عن أحد كبار مستشاري الرئيس باراك أوباما قوله إن «التصويت لصالح المرشح الجمهوري ليس استفتاء علي سياسات الرئيس أوباما أو السياسات الديمقراطية» معتبراً أن الحملة التي قادتها المرشحة مارثا كوكلي هي السبب في خسارتها الانتخابات. وأكد البيت الأبيض في الوقت نفسه أن الإدارة سوف تواصل الضغط لتنفيذ أجندة الرئيس بما في ذلك مشروع الرعاية الصحية. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس إنه «ينبغي أن يدرك الشعب الأمريكي أن تركيز الرئيس منذ اليوم الأول لولايته وحتي اليوم الأخير يظل علي الوضع الاقتصادي للأمريكيين». وأكد أن الهزيمة الديمقراطية في ماساشوستس لا تعني أنه ينبغي التخلي عن مساعي الإدارة في أشياء مهمة للطبقة الوسطي. جدير بالذكر أن ولاية ماساشوستس ظلت تصوت لصالح الحزب الديمقراطي لعقود، كما أن المقعد الذي انتقل للجمهوريين هو مقعد السيناتور الراحل تيد كينيدي مما يكسب خسارته بعداً أكبر، لاسيما أن كينيدي كان من أكبر المنادين بإصلاح نظام الرعاية الصحية. وسيصبح براون هو الجمهوري رقم 41 في مجلس الشيوخ البالغ عدد مقاعده مائة مقعد ليسلب الديمقراطيين الأغلبية الكبيرة الخاصة بالستين مقعدا والتي تسمح لهم بالتغلب علي محاولات المعارضة لعرقلة المصادقة علي مشاريع القوانين في المجلس.