في أحد احياء بغداد الفقيرة البائسة، التقت مستشارة الرئيس الاميركي باراك اوباما العوائل العراقية، وبين جدران عتيقة آيلة للسقوط، وحيث تغص الطرقات الضيقة بمياه اسنة، ويتوزع الاسى والحزن على وجوه العراقيين، تحدثت (سامانثا) الاميركية التي ترتدي احدث الازياء، وتذكرت طفلها البالغ من العمر ست سنوات. لم تتطرق مستشارة (اوباما التغيير) والوعود الكاذبة عن الآلام التي تتفجر بدواخل الامهات اللائي فقدن الاحبة منذ ان غزا الشرير الاميركي هذا البلد قبل ما يقرب من سبع سنوات، ولم ترسم خارطة للحزن العراقي، الذي يتوسد تراب الرافدين على مسافات بعيدة، واكتفت بإلقاء نظرة على جسد الفقر العراقي. قد لا تعرف هذه السيدة وغيرها من المسؤولين الاميركيين، ان العراقيين يلتصقون بالذاكرة الدامية، وما خلفته قنابل الشر والاجرام الاميركية من قتلى ومعاقين ومشردين وارامل ويتامى. لا ينسى العراقيون تلك اللحظات الدموية التي اطلق فيها الطياريون الاميركيون صواريخهم على سطح (ملجأ العامرية) في 13/2/1991. تلك الصواريخ التي صمموها وصنعوها بطريقة خاصه جدًا، هكذا اعلن قائدة الشر والاجرام في البيت الابيض والبنتاجون، فسقطت القنبلة الاولى لتحكم اغلاق ابواب ملجأ العامرية، الذي كان بداخله ما يقرب من خمسمائة عراقي من العوائل التي تسكن حي العامرية غرب بغداد، الذين هربوا من حجيم القصف الاميركي إبان حرب الخليج الثانية عام 1991. وبعد ان احكمت هذه القنبلة الشريرة ابواب (الملجأ) وكان توقيت ذلك مع دقائق اذان الفجر، جاءت القنبلة الثانية، لتخترق الجدران المحصنة، وتصل إلى وسط الملجأ، لتنفجر بقوة عاصفة هائلة، فأشعلت النيران في تلك الباحة الصغيرة، التي تغص بالأبرياء من الاطفال والشيوخ والنساء. واصلت النيران التهامها لأجساد الاطفال والنسوة والشيوخ، وبعد اكثر من خمس ساعات من القصف، كانت اصوات العراقيين تخرج من بين فوهات النار الاميركي. احترق الاطفال هناك، في ذلك الملجأ، ومنذ ذلك اليوم، بدأ مسلسل استهداف الطفولة بأكبر وأوسع واخطر العناوين. فهل تدرك ذلك مستشارة الرئيس الاميركي اوباما بوش. وسنأتي على بعض فصول الطفولة المأساوية الاخرى في العراق المحتل.