بعد انتخاب الحزب اليساري اليوناني "سيريزا"، ورئيسه أليكسيس تسيبراس، سادت "إسرائيل" العديد من المخاوف من المس بعلاقاتها مع اليونان، وخاصة في المجال الأمني، كما تخشى من أن يتم تعيين أحد المشاركين في أساطيل الحرية إلى قطاع غزة في منصب وزير الدفاع. وعلى الرغم من أن الحكومة الصهيونية، أبرقت بتهنئة للحزب اليساري لفوزه بالانتخابات اليونانية، إلا أن صحفا عبرية عدة تحدثت عن مخاوف يخشاها الاحتلال خلف الكواليس، بعد أن أدى زعيم الحزب "أليكسيس تسيبيراس (40 عاما) اليمين الدستورية" رئيسا لوزراء البلاد. وكتب إيتمار آيخنر، في موقع صحيفة "يديعوت أحرونوت" على الشبكة، أمس الاثنين، أن اليونان ساعدت "إسرائيل" في السابق في عرقلة وصول أساطيل الحرية إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها، إلا أن الحزب المنتخب يقوده شخص (تسيبراس)، كان قد اتهم "إسرائيل" بقتل الأطفال خلال الحرب الأخيرة (صيف 2014) على قطاع غزة. ويضيف الكاتب، إنه يوجد ل"إسرائيل" أسباب لا يستهان بها للقلق على علاقاتها مع اليونان، حيث إن "حزب اليسار الراديكالي، سيريزا، نظم أثناء الحرب الأخيرة على قطاع غزة عدة مظاهرات ضد "إسرائيل"، كما أن زعيم الحزب، أليكسيس تسيبراس، صرح حينئذ بأن "إسرائيل" (تقتل أطفالا في فلسطين، وهذا أمر غير مقبول، وعلى العالم أن يتوحد وأن يعبر عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني)". ويرى آيخنر أن هذا التصريح لا يعكس ما تشعر به "إسرائيل"، حيث إن هناك مخاوف واضحة من إمكانية "نهاية العلاقة الخاصة بين "إسرائيل" واليونان". من جهته، قال السفير الصهيوني السابق في اليونان، أرييه مكيل، إن اليونان مشغولة حالياً في مواجهة الاتحاد الأوروبي، مضيفا أنه يتوقع في المدى البعيد فتورا في العلاقات التي تعتبر اليوم حميمة جداً. ويوضح مكيل، الذي يعمل باحثا كبيرا في "مركز بيغين – السادات للدراسات الاستراتيجية في جامعة بار إيلان"، إن العلاقة بين الاحتلال واليونان شهدت في السنوات الأربع الماضية ازدهارا لم يسبق له مثيل، بما في ذلك في المجال الأمني". وحول مخاوف تراجع العلاقات، أضاف مكيل أن ذلك لن يحصل بين عشية وضحاها، حيث إن هناك قضايا عاجلة بالنسبة لليونانيين، مواجهة الاتحاد الأوروبي وتمويل المصاريف، خاصة وأنها تنوي التراجع عن سياسة التقشف، إلا أنه أشار إلى أن العلاقات سيشوبها الفتور على المدى البعيد، وأن ذلك سيتجلى بشكل أساسي في المجال الأمني، وعلى التعاون في "مكافحة الإرهاب". وبالرغم من ذلك، فإن المتحدث باسم خارجية الاحتلال، عمانوئيل نحشون، قال: "إن "إسرائيل" تتوقع استمرار التعاون المثمر مع الحكومة اليونانية الجديدة، والحفاظ على منظومة العلاقات الخاصة بين اليونان و"إسرائيل". وبحسب "يديعوت أحرونوت"؛ فإن "إسرائيل" تستخدم المجال الجوي اليوناني لتدريبات سلاح الجو الصهيوني، الأمر الذي سيصبح موضع شك مع فتور العلاقات. كما سبق وأن منعت اليونان انطلاق أساطيل الحرية التي كانت تسعى لكسر الحصار المفروض على غزة، وأوقفت السفن التي خرجت من دول أخرى، أما اليوم فمن المتوقع أن يتم تعيين أحد المشاركين في أساطيل الحرية في منصب وزير الدفاع. وكتبت الصحيفة أن ثيودوروس دريتسز، أحد المسؤولين في الحزب، كان على متن إحدى السفن ضمن أساطيل الحرية التي كانت تنوي التوجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار المفروض عليها. وأن تعيينه في منصب وزير الدفاع يثير المخاوف لدى الاحتلال، حيث إنه من المستبعد أن يواصل التعاون مع "إسرائيل" في عرقلة أساطيل الحرية. وعلاوة على ذلك، فإن الاحتلال يخشى من أن يؤدي انتصار اليسار إلى وضع حد للمبادرة التي بادر إليها وزير خارجية الاحتلال، أفيغدور ليبرمان، في "عقد تحالف بين "إسرائيل" وبين دول البلقان، حيث تشكل اليونان المحور المركزي فيه". ويوضح السفير الصهيوني السابق مكيل، أنه بالرغم من أن تركيبة الحزب اليساري اليوناني، التي تتألف من 14 مجموعة صغيرة توحدت قبل سنوات معدودة، تضم ذوي آراء مختلفة، إلا أنها بالنتيجة "أقرب إلى الجانب الفلسطيني منه إلى "الإسرائيلي"، وأنه مما لا شك فيه، فإن الحزب اليساري اليوناني سيكون نقديا جديا تجاه "إسرائيل". وأشار مكيل إلى أن تسيبراس قد التقى في صيف عام 2012، مع الرئيس الصهيوني في حينه، شمعون بيرس، في لقاء هو الوحيد من نوعه مع مسؤول صهيوني. ويضيف أنه لا يتوقع أن يكون للحكومة اليونانية الجديدة أي تأثير على عدد السائحين الصهاينة الذين يتدفقون سنويا إلى اليونان، بعد تأزم العلاقات مع تركيا، حيث زار اليونان في العام الأخير نحو 400 ألف سائح صهيوني.