أعلن آلاف السودانيين المقيمين فى مصر مناصرتهم ومبايعتهم للرئيس السودانى عمر البشير فى مواجهة اتهامات المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدين دعمهم لترشيحه فى الانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها العام المقبل. وقدم ممثلون عن الجالية السودانية فى القاهرة، يتقدمهم لاعب نادى الزمالك السابق عمر النور، للرئيس السودانى – خلال لقائهم به فى مقر السفارة السودانية بالقاهرة مساء أمس الأول - وثيقة عهد وميثاق، مؤكدين فيها مناصرتهم ومبايعتهم له لكى يظل رمزاً لعزة السودان وكرامته.
وحرص البشير كعادته فى مثل هذه اللقاءات الجماهيرية على التلويح بعصاه الشهيرة لأنصارة، والقيام بفاصل من «العرضة السودانية»، وهم يرددون له «أبشر يالبشير».
كما حرص البشير على استغلال اللقاء – الذى عقد تحت عنوان «لقاء النصرة والتأييد»، والذى يعد الأول الذى يجمعه بالجالية السودانية فى مصر- على التأكيد على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين مصر والسودان، مقراً بأن هذه العلاقات شهدت «بعض التقلبات السياسية».
وقال البشير: «جعلنا من أهدافنا أن تكون العلاقة مع مصر علاقة استراتيجية، خاصة أن أمننا القومى مرتبط بشكل وثيق بالأمن القومى المصرى، وروابطنا مع مصر روابط جغرافية وتاريخية وعرقية وثقافية واجتماعية ووجدانية ودينية».
وأضاف البشير: «العلاقات بين القاهرة والخرطوم شهدت تقلبات نظراً للظروف السياسية»، مشيداً بدعم مصر الدائم من أجل تحقيق الاستقرار والسلام فى السودان.
وحرص البشير على أن يسترجع ذكرياته فى مصر، ومشاركته فى حربى الاستنزاف عام 1968 وأكتوبر 1973، موضحاً أنه قضى فى مصر تسعة شهور فى مدرسة المظلات فى أنشاص، وتعايش مع ضباط القوات المسلحة المصرية فى دورات مختلفة، وتدرب عمليا على الهبوط فى مناطق مختلفة فى مصر من بينها دهشور.
واستعرض الرئيس السودانى جذور العلاقات التاريخية التى تربط بين مصر والسودان ثقافيا وجغرافيا ووجدانيا واجتماعيا والمصير المشترك.. مشيرا إلى أنه لاتوجد أسرة فى السودان لم يتعلم أحد أفرادها فى مصر.
وقال: «حتى أسرة البشير نفسه تعلمت فى مصر، فالدكتور عبدالله البشير هو خريج جامعة الإسكندرية». ولفت البشير إلى ما قامت به مصر لمساندة السودان أمام المحافل الدولية، منوهاً إلى أن رفع العقوبات عن السودان تم بدعم من مصر.
وأكد البشير أن اتفاقية السلام الشامل بين شمال وجنوب السودان هى اتفاقية منفذة، وتسير للأمام بالرغم من بعض الصعوبات.
وقال: «السودان مقبل على مراحل حاسمة من بينها الانتخابات، التى كانت هى قرارنا ولم يفرضها أحد علينا، والفترة التالية من الفترة الانتقالية هى حق تقرير المصير فى الجنوب وهى جزء مهم نركز عليه».
وأضاف: «إننا مقتنعون بأن وحدة السودان هى مصلحة لنا جميعا، ولكل أبناء وشعب السودان، وأن أى انقسام هو إضعاف للبلاد».
وحذر البشير من أن انفصال جنوب السودان سيفتح شهوة الانفصاليين فى عدد من المناطق بل فى كل أفريقيا، وقال: «نحن على قناعة بأن كثيرين جداً من إخواننا فى الحركة الشعبية مع الوحدة، التى هى فى الحقيقة تحتاج إلى عمل كثير من كل الأطراف».
وتابع البشير: «هناك قوى تريد أن تشغلنا عن هدف تحقيق الوحدة التى هى القضية المهمة والأساسية لنا خلال العامين المقبلين».
وأوضح الرئيس السودانى أن هدف الحملة الانتخابية لحزب المؤتمر الوطنى الذى يتزعمه البشير، خاصة فى الجنوب، سيكون الترويج لخيار وحدة البلاد، مشيرا فى هذا الصدد إلى أن كثيراً من الاحزاب الجنوبية مع خيار الوحدة.
وقال: «نريد أن نتفق مع الإخوة فى الحركة الشعبية على قانون الاستفتاء لأننا فى النهاية نشجع على أن تكون النتيجة النهائية هى وحدة السودان».
وقال الرئيس السودانى: «نريد تداولاً حقيقياً للسلطة، ونحن لا ندعى أننا الأفضل والأحرص على السودان من غيرنا، لكننا نريد أن نزيل الحساسيات، خاصة أننا لن نحكم للأبد، ومن الضرورى أن نرجع إلى صناديق الانتخابات بحرية كاملة، ونرحب بأى جهة تريد أن تراقب الانتخابات فى السودان».
وعلى جانب أخر أكد مسئول أوغندي يوم الجمعة (17 – 7) أن الرئيس السوداني عمر البشير لن يشارك في قمة الزعماء الأفارقة المزمعة في أوغندا الأسبوع المقبل ، بعد أن حث المدعي العام بالمحكمة الجنائية الدولية حكومة كمبالا على اعتقاله بتهمة ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور في السودان.
وقال جوزيف تامالي ميروندي المتحدث باسم الرئاسة في أوغندا لوكالة الأنباء الألمانية : "وزارة الشئون الخارجية ذكرت أن البشير سوف يرسل ممثلا عنه".
ووجهت المحكمة الجنائية الدولية للبشير تهمة ارتكاب جرائم حرب في دارفور التي قتل فيها عشرات الآلاف وتشرد مئات الآلاف بفعل القتال الدائر بين الميليشيات التي تدعمها الحكومة والمتمردين.
وحث لويس مورينو أوكامبو خلال زيارته إلى أوغندا حكومة كمبالا على اعتقال البشير الذي تلقى دعوة للمشاركة في مؤتمر المشاركة الذكية المقرر أن يبدأ في 26 يوليو الجاري.
وقرر الاتحاد الأفريقي خلال اجتماعه الأخير في ليبيا عدم التزامه بتنفيذ قرار المحكمة الجنائية الدولية بشأن اعتقال البشير لحين ظهور نتائج التحقيق الجاري بشأن هذه الاتهامات.
ولكن بوتسوانا أوضحت أنها سوف تلتزم بمطالب المحكمة لتصبح الدولة الوحيدة في أفريقيا التي تتخذ هذا الموقف.
وكانت أوغندا وهي من الدول الموقعة على معاهدة روما لتأسيس المحكمة الجنائية الدولية قد أصدرت بيانات متناقضة بشأن قضية البشير.
ففي الوقت الذي صرح فيه وزير الخارجية الأوغندي سام كوتيسا بأن كامبالا سوف تلتزم بموقف الاتحاد الأفريقي ، أعلن وزير دولة أوغندي أن البشير سوف يعتقل بمجرد وصوله لحضور القمة مما تسبب في شبه خلاف دبلوماسي بين البلدين.