بعد صراع طويل مع مرض السرطان، فاضت روح المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير دفاع مصر السابق إلى بارئها، وذلك في ساعة متأخرة من مساء أمس السبت عن عمر يناهز 78 عامًا، وذلك بمستشفى الجلاء التابع للقوات المسلحة. ويعتبر المشير أبو غزالة من أبرز القادة الذين ظهروا في مصر خلال الثلاثين سنة الأخيرة وعُيِّن وزيرًا للدفاع عام 1981م، واستمر في منصبه حتى أبريل عام 1989م بعدما تردد من شائعاتٍ عن قيامه بدور قوي في تطوير برنامج الصواريخ المصري، وهو ما أثار استفزاز الولاياتالمتحدةالأمريكية. وُلد أبو غزالة في فبراير 1930م بقرية زهور الأمراء بمركز الدلنجات، محافظة البحيرة لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي, وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية وتخرَّج فيها سنة 1949م, كما حصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961م, كما حصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة. وتدرج في المواقع القيادية العسكرية، وعُيِّن وزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة سنة 1981م، رقي إلى رتبة مشير سنة 1982م، ثم أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدًا عامًا للقوات المسلحة منذ 1982م وحتى 1989م، شارك في ثورة 23 يوليو 1952م؛ حيث كان من الضباط الأحرار. وشارك في حرب فلسطين وهو ما يزال طالبًا بالكلية الحربية، كما شارك في حرب السويس وحرب أكتوبر وكان أداؤه متميزًا. والراحل كان يتميز بخبراته العسكرية الهائلة وإحاطته الواسعة بالعلوم العسكرية، وله عدة مؤلفات في المجال العسكري، منها: انطلقت المدافع عند الظهر والقاموس العلمي في المصطلحات العسكرية. وكان لافتا حالة التعتيم من الصحف الحكومية على حالة أبو غزالة، حتى أن أيا منها لم تبد اهتماما بنشر ولو حتى خبرا مقتضبا عن حالته الصحية ومحنته مع المرض في الأيام الأخيرة. إنا لله وإنا إليه راجعون