أكدت الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، أنّ الشعب الفلسطيني قرر إنهاء الحصار الظالم الذي لم يعد من المقبول بأي شكل من الإشكال استمراره، و"أنها تدعم بدورها هذا التوجّه"، مشددة على "حق الشعب في مقاومة الظلم والدفاع عن نفسه بكل الوسائل". وقال طاهر النونو، الناطق باسم الحكومة في مؤتمر صحفي عقده بغزة يوم السبت (12/4)، "لقد تعاطت الحكومة بمرونة عالية مع الجهود المصرية من أجل فتح معبر رفح وتحقيق التهدئة المتبادلة، إلاّ أنّ أطرافاً غير معنية بإنهاء الحصار تسعى لإبقاء معاناة شعبنا الفلسطيني وتعزيز بذور الخلاف الداخلي". وأضاف المتحدث "مع ذلك؛ نؤكد أننا سنواصل جهودنا مع مصر الشقيقة من أجل التخفيف عن شعبنا وإنهاء معاناة شعبنا وهذا الحصار الظالم، وندعو إلى فتح فوري لمعبر رفح لكسر الحصار". وشدّد النونو، على متانة العلاقة مع مصر، وقال "نشدد على أننا لن نفقد البوصلة، وأنّ أي انفجار محتمل موجّه فقط ضد الاحتلال الصهيوني، لأنه العنوان الرئيس للحصار، ومحاولة البعض لتوتير العلاقة مع مصر ستبوء بالفشل"، كما قال. ودعا الناطق باسم الحكومة الفلسطينية، حكومات الدول العربية والإسلامية إلى التحرّك العاجل، وقال "نتساءل؛ إلى متى سيستمر هذا الصمت القاتل غير المبرر؟!". كما دعا النونو وسائل الإعلام إلى التركيز على ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية "من إرهاب وعدوان وحصار ظالم يدمر الحياة الفلسطينية، ونقول لها: إنّ شعبا هنا يُذبح، وهنا دماء تسيل ومعاناة تقشعر لها الأبدان، فلا تتركوا شعبنا يموت وحيداً". وفي سياق منفصل؛ قال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية "إنّ جرائم الاحتلال البشعة التي تُرتَكب ليل نهار، والتي كان آخرها يوم الجمعة (11/4) في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وما سبقها من اعتداءات؛ تأتي في سياق مخطط إرهابي صهيوني لضرب صمود شعبنا وتمسكه بحقوقه ثوابته ودفاعه عن نفسه"، على حد تحذيره. وأضاف المتحدث أنّ التهديدات الصهيونية المتكرِّرة باستهداف رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية وقادة شعبنا الفلسطيني؛ "لن تستطيع أن تفت من عزيمة الحكومة أو تحدّ من دورها في قيادة شعبنا والتشبث بحقوقه الوطنية وثوابته الراسخة، ولن تجعل شعبنا الفلسطيني يرفع الراية البيضاء وينكسر أمام العدو"، وفق تأكيده. وحذّر النونو، الاحتلال الصهيوني من "ارتكاب أي حماقات من أي نوع كان ضد أبناء شعبنا الذي سيردّ بكل قوة وعنفوان". كما شدّد المتحدث على تحميل المجتمع الدولي لمسؤوليته تجاه ما يجري في الأرض الفلسطينية من "عدوان وحشي وحصار ظالم"، وقال إنّ عليه "التحرك العاجل لوقف الإرهاب الصهيوني، ووقف سياسة الكيل بمكيالين، واحترام المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، واعتبار دولة الاحتلال خارجة عن القانون الدولي". من جهة أخرى؛ جدّد الناطق باسم الحكومة الفلسطينية الدعوة لرئاسة السلطة إلى "انتهاج سياسة وحدوية على أساس الحرص على المصلحة الوطنية العليا، ووقف تغليب الرهان الحزبي لإسقاط الحكومة عبر الحصار". وقال طاهر النونو متابعاً "ندعوهم إلى الشروع الفوري في الحوار، والكف عن التحريض الإعلامي والسياسي ضد الحكومة والشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وجدّد النونو تحذير الحكومة الفلسطينية، من مخاطر اللقاءات المتزايدة لسلطة محمود عباس مع قيادة الاحتلال، "والتي تتبعها دائما مجازر بحق شعبنا"، معتبراً أنّ "ما حدث في مخيم البريج أمس الجمعة دليل دامغ على خطورة تلك اللقاء". كما حذّر الناطق باسم الحكومة من مفاجأة شعبنا ب"أوسلو جديدة يجري الإعداد لها بعناية فائقة، وتأهيل الشعب الفلسطيني لتقبلها ميدانيا وسياسيا"، وفق ما ذكر. الانفجار قادم في أي لحظة ولن يوجه ضد مصر ابدا حمدان تصريحات خليل الحية فسرت سلبيا من بعض الكتاب والسياسيين المصريين
أعرب ممثل حركة 'حماس' في لبنان، أسامة حمدان عن أسفه للتفسير السلبي الذي ذهب إليه بعض الكتاب والسياسيين المصريين في قراءة تصريحات الدكتور خليل الحية عن معاناة أهل غزة تحت الحصار. وأوضح حمدان في تصريحات صحفية أنّ الصراحة والوضوح هي أساس علاقة 'حماس' بمصر. وقال:' نحن حريصون على علاقات جيدة وإيجابية مع كافة الدول العربية وعلى رأسها مصر، وقد حرصنا دائماً على الوضوح والصراحة، وقد تفاجأنا واندهشنا من أن يفسر البعض مواقفنا بطريقة سلبية، فتصريحات الأخ الدكتور خليل الحية الذي كان يتحدث عن معاناة غزة وأنها تسير باتجاه الانفجار، عمد البعض إلى تشويهها واعتبارها كما لو أنها تهديد لمصر، وما هي كذلك'. وتابع حمدان قوله:' نحن لا نسعى لتهديد أي دولة عربية ولا أمن مصر، ويعرف الأشقاء المصريون أننا حريصون على أمنهم، والأخ خليل الحية أراد أن يشرح معاناة أهل غزة ويتوجه بنداء إلى مختلف الشعوب العربية ومنها مصر للعمل على مساعدة الشعب الفلسطيني لفك الحصار، ولا شك أنّ سوء التفسير كان مؤسفا لنا، ونحن نعتقد أنّ الذين أساؤوا التفسير لا يخدمون لا مصر ولا أمنها'، على حد تعبيره. واتهم حمدان المروجين لفكرة أنّ 'حماس' تخدم أجندة سورية في غزة بأنهم يريدون التغطية على مشاريعهم السياسية التي تغامر بالقضية الفلسطينية. وقال ممثل الحركة في لبنان:' الذين يتهمون حماس بأنها تنفذ أجندة غير فلسطينية عليهم أن يسألوا أنفسهم: هل معانقة أولمرت في وقت يسيل في الدم الفلسطيني هي أجندة فلسطينية؟ وهل يعتبر تنفيذ خطة أمنية مشتركة بين قوات الاحتلال وأجهزة أمن السلطة أجندة وطنية؟ وهل استمرار المفاوضات في وقت تستمر فيه مشاريع الاستيطان أجندة وطنية؟'. وحذّر القيادي الفلسطيني من أنّ 'الذين يتهموننا بأننا ننفذ أجندة غير فلسطينية هم الذين ينفذون أجندة صهيونية وأمريكية، ويتهموننا للتغطية على ذلك، ولكن الشعب الفلسطيني يعرف من ينفذ الأجندة الأجنبية على أرضنا'. ومضى أسامة حمدان إلى القول 'أمّا علاقتنا بسورية فهي شأن العلاقات مع الأطراف العربية المختلفة؛ هدفها مصلحة القضية الفلسطينية ودعم نضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه، وكل من يتجاوب مع قضيتنا فنحن نرحب به، وكل العواصم العربية مدعوة لأن يكون موقفها داعما للقضية الفلسطينية، ونحن لا نخشى من عمقنا العربي الذي نعتبره أصلا لنا' وخلص حمدان إلى التأكيد بأنّ 'حركة حماس لم تشكل في يوم من الأيام خطراً على أمن دولة عربية، ولا خاضت معارك خارج معاركها مع الاحتلال'.