• تخصيص مائة مليار يورو لتحديث الجيش الألماني يتيح تحقيق هدف "الناتو" المتمثل بإنفاق كل دولة عضو 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع • التزمت "برلين" بشراء 35 طائرة مقاتلة من طراز F-35 أمريكية الصنع؛ لتعزيز مساهمة ألمانيا في تعزيز قوى الردع لدى "الناتو" • وزيرة الخارجية الألمانية تطالب باستخدام بعض الأموال للدفاع السيبراني، وعدم اقتصار الصفقة على تمويل المعدات العسكرية نشرت "وول ستريت جورنال" افتتاحيًّة حول سعي ألمانيا إلى تخصيص مائة مليار يورو لتحديث الجيش الألماني، في إطار أهداف حلف شمال الأطلسي "الناتو" لإلزام أعضائه بإنفاق 2% من الناتج المحلي الإجمالي على شؤون الدفاع. وذكرت أنّ الائتلاف الحاكم المُكون من حزب الديمقراطيين الاشتراكيين بقيادة المستشار الألماني "أولاف شولتز"، وحزب الخضر، والديمقراطيين الأحرار، بالإضافة إلى الديمقراطيين المسيحيين، قرر إجراء تعديل دستوري لإنشاء صندوق خاص للمشتريات العسكرية. يُذكر أنّ "شولتز" وعد في أواخر فبراير 2022 بإعادة التسلح، في محاولة لرفع مستوى الاستثمار العسكري، كما التزمت "برلين" بشراء 35 طائرة مقاتلة من طراز F-35 أمريكية الصنع؛ لتعزيز مساهمة ألمانيا في تعزيز قوى الردع العسكري لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو". ومن المقرر أن يتم إنشاء صندوق خاص بقيمة 100 مليار يورو خارج إطار الموازنة العامة، فيما طالبت وزيرة الخارجية الألمانية "أنالينا بربوك" -من حزب الخضر- باستخدام بعض الأموال في مجال الدفاع السيبراني، وعدم اقتصار الاتفاق على تمويل المعدات العسكرية. وتجدر الإشارة إلى أن ذلك الاتفاق قد تم إنجازه بعد أسابيع من المفاوضات بين الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحاكم والمحافظين؛ حيث تعرض "شولتز" لانتقادات منذ بداية الأزمة الأوكرانية بعدم اتخاذ إجراءات ملموسة فيما يتعلق بتسليم أسلحة للجيش الأوكراني. ووفقًا لمحللين وخبراء عسكريين، فإنّ الأزمة الأوكرانية دفعت ألمانيا -أكبر قوة اقتصادية في أوروبا- إلى إحداث تغيير ملحوظ في سياستها الدفاعية، خلافًا للسياسة التي ظلت تتبعها "برلين" منذ نهاية الحرب الباردة بتقليص قدرات الجيش، بواقع 500 ألف جندي عام 1990 إلى 200 ألف في الوقت الراهن، كما تراجعت القدرات العسكرية للجيش الألماني خلال السنوات الأخيرة؛ حيث إنّ أقل من 30% من السفن الحربية فقط تعمل بكامل طاقتها. وأكدت الصحيفة أن هدف إعادة التسلح لدى ألمانيا يتطلب تغييرًا في مواقف "برلين" خاصة تجاه روسيا، مشيرًا إلى أنّه يتعين على ألمانيا اتخاذ خطوة لمواجهة التهديد الروسي بمجرد انتهاء الأزمة الأوكرانية.