طالب الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد الجامعة العربية بالتدخل لانقاذ الصومال من المشهد المروع الحالي الذي تشهده ، وأن تسهم بدعم الصومال ب10 مليون دولار شهريا من أجل اقامة الدولة الصومالية واعادة الأمن والاستقرار والتصدي لتهديدات الدول الخارجية الكبرى ، محذرا في الوقت ذاته من تردي الأوضاع على الساحة الصومالية والتي أدت إلى غياب البنية الأساسية للدولة وسوء الأوضاع الاقتصادية في ظل حالة الاقتتال والارهاب التي تشهدها البلاد منذ فترة التسعينيات ، والتدخل الاجنبي في شؤون البلاد والذي تفاقمت حدته خلال الآونة الأخيرة لتغذي الصراعات الداخلية..وقال الرئيس الصومالي خلال اجتماعه اليوم مع عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وبحضور المندوبين الدائمين للجامعة : ان بلاده منذ العام 1991 لم يشهد استقرارا منتقدا تصاعد حالات الاقتتال والعنف القبلي التي تعذيها عناصر خارجية بسبب انتشار الفقر الامر الذي جعل تلك العناصر تبث افكارها في الشعب الصومالي .واوضح ان الحكومة حاولت مرارا فتح الباب لكل من يرغبون في السلام والمشاركة في اعادة البناء والتعمير ورغم ذلك لم يستجب الا جزء من الحزب الاسلامي ممن انضموا للحكومة ، وأهل السنة ، لكن مجموعة الشباب رفضوا المصالحة الوطنية ومشروع اقامة الدولة الصومالية وهذه الجماعات تغذيها افكار خارجية ارهابية الاسلام بريء منها .وأوضح ان هذه التداعيات ترتب عليها نزوح حوالي مليون ونصف المليون صومالي الى الداخل وما يقارب مليون شخص للخارج ، وترتب على ذلك تهاوي اقتصاد الصومال الذي كان يعتمد بالاساس على الزراعة والرعي .واكد الشيخ شريف أهمية الدعم العربي للصومال من اجل بناء الجيش لافتا الى أن حكومته بذلت جهودا مضنية لبناء الجيش والشرطة والاتصال في هذا الصدد مع جميع المنظمات ذات الصلة بالامن لكن تنقص الصومال الامكانيات المادية لدفع الرواتب وبناء قدرات هذه القوات من خلال التدريبات اللازمة .وحذر الرئيس الصومالي من توافد عناصر ارهابية غريبة من الخارج الى الصومال تاتي من اوروبا والولايات المتحدة وآسيا وافريقيا ، وتتزوج من الصوماليات ويتم من خلالها تدريب عناصر داخلية لزعزعة الأمن وتهديد كل الدول التي تساعد الصومال ، لافتا الى أن ما حدث في كمبالا دليل على ذلك .وشدد الرئيس الصومالي على أن ما يحدث في الصومال يهدد البلاد والمنطقة كلها والعالم ولابد من تدارك ذلك من خلال بناء الدولة وانقاذ الشعب الصومالي ومساعدته على استعادة كوادره بالخارج ودعمه لتحمل اعبائه لافتا الى ان مؤتمر بروكسيل وعدت الدول خلاله بدعم الصومال بملياري وربع المليار دولار ولم يصل منها سوى 3ونصف مليار دولار كما أن الحكومة الصومالية رصدت ميزانية لم تحصل منها الا على 1 بالمائة وهناك 10 آلاف من جنود الجيش و7آلاف من الشرطة يحتاجون لمرتبات واسلحة وعلاج .ولفت الى ان الحكومة الصومالية بحاجة الى 10 مليون دولار شهريا للصرف على البرلمان وميزانية الحكومة وتقوية الجيش والشرطة الصومالية ، لافتا الى أن بلاده سوف توافق على أية آلية يتم تحديدها لايصال الاموال اليها على أن تصرف في القنوات المحددة لها .وأكد الحرص على تحقيق المصالحة الوطنية في الصومال على ان يتم البدء اولا ببناء الدولة من حيث قوات الجيش وتوافر الامكانيات المادية .وحذر من الاقتتال الذي تشهده البلاد والذي لا يمكن القبول به لأن الصومال بلد اسلامي ، مشددا على ان هذا الأمر ادى الى ضعف الاقتصاد الذي تضرر كثيرا حيث ان 75 بالمائة من الصوماليين في حاجة حقيقية للدعم ومن لا يموت بالرصاص يموت جوعا .من جانبه أكد عمرو موسى دعم الجامعة العربية للصومال لافتا الى انه في ضوء العرض الانساني والأمني والاقتصادي الذي قدمه الرئيس الصومالي سيكون لب التقارير التي سترفعها الجامعة العربية للحكومات العربية وسفراء الدول ومندوبيها خاصة وانهم على استعداد لقبول الآلية التي سيتم تحديدها لترسل الاموال لمشروعات محددة في الصومال وتصرف عبر البنوك.واشار موسى الى أن قضية الصومال هي احد البنود الرئيسية المطروحة على المجالس الرسمية في الجامعة العربية وعلى رأسها القمة العربية وسيتم عرض الوضع الصومالي أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب المقبل وتأكيد مطالب الرئيس الصومالي ، مطالبا الصومال بتقديم ورقة عمل في هذا الشأن متضمنة المطالب المعهودة والمتعلقة بالأمن وبناء قوات الجيش ودعم البرلمان الذي شهد تضخما ملحوظا بسبب كثرة اعضائه .وقال موسى : ان ما طالب به الرئيس الصومالي سيجد طريقه خلال الاسابيع القليلة المقبلة نحو الدعم وسيتم عرضه على اجتماع وزراء الخارجية العرب في سبتمبر المقبل تمهيدا لعرضه على القادة العرب في قمتهم الاستثنائية في اكتوبر المقبل بليبيا .من جهته شدد السفير يوسف أحمد مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية على ضرورة التضامن العربي لمساندة الصومال في ظل التحديات التي تواجهها ، داعيا كافة القوى الصومالية الى تحقيق المصالحة الوطنية والعمل على اعلاء كرامة ووحدة وسيادة بلادهم .كما دعا الى عدم تدويل قضية الصومال ومنطقة البحر الاحمر وخليج عدن معربا عن ضرورة توفير كل اشكال الدعم لاعادة الاستقرار للصومال .