طلب الرئيس الصومالي دعما عربيا قدره ب 10 مليون دولار شهريا لتدبير احتياجات الحكومة والبرلمان وأجهزة الأمن ، معتبرا أن مثل هذا المبلغ يمكن أن يتحمله شخص عربى واحد .. وفيما كان يوجه خطابه الي المندوبين الدائمين ، " والذي شرح الوضع المؤلم للصومال " قال أن حكومته توافق علي أي آلية عربية تشرف علي مصادر انفاق هذه الأموال ، في الوقت الذي طلب أن تتسلمها " سائلة ". وقال خلال زيارته الجامعه العربية واجتماعه مع مجلسها علي مستوي المندوبين الدائمين بحضور الأمين العام عمرو موسي أعلن أن 75 % من الشعب الصومالي يحتاجون الي المساعده ، وأن المشردين من جراء الحرب بلغ 2،5 مليون منهم 1,5 مليون بالداخل ومليون بالخارج ، مشيرا الي أن من لم يمت بالرصاص مات جوعا . وقال أنه لا يجد حرجا من أن يتقدم في مثل هذه الحاجة الشديدة بطلب الدعم الي الأشقاء العرب لثقته في قدرتهم علي الوفاء بها ،مؤكدا أن " الكرم العربي مازال موجودا ونحن بحاجه اليه " ، مؤكدا أن الحكومة الصومالية وضعت ميزانية لم تتحصل سوي على 1% منها ، كما أن القوات الصومالية وصلت أعدادها الى نحو10 آلاف جندى للجيش و 7 آلاف جندى بالشرطة وأنهم يحتاجون الى مرتبات وأسلحة لكي ينفذون المهام الوكله اليهم ويقاتلوا بها . وشكا من أن مؤتمر المانحين الدولي الذي عقد في بروكسيل أبريل 2009 الماضي لم يدفع سوي 3،5 مليون دولار من حجم المبلغ الذي كان قد تقرر خلاله وهو 2 مليار و256 مليون دولار . وحذر شيخ شريف أحمد من تزايد النفوذ الأجنبي والتدخل في بلاده في السنوات الأخيرة ونمو الفكر المتطرف والجماعات التي قال أنها تسيئ الي الدين الاسلامي وتسببت في وصمه بالارهاب وهو منها براء ، وقال أن الوضع بالصومال لا يتهدد شعبه أو منطقة القرن الأفريقي فحسب وانما بات يتهدد العالم أجمع . وحمل الرئيس الصومالي جماعات الشباب مسئولية تعثر المصالحة في الوقت الذي أكد أن يدي حكومته ممدوده لاتمام هذه المصالحه ، لافتا الي أنها فتحت الأبواب منذ توليها للسلطة للحوار والسلام والمصالحه ، التي رفضتها هذه الجماعات وآثرت الاقتتال ورفع السلاح ، وقال أن الفكر المتطرف لا يقصد الصومال وحده ، انما بات يتهدد المنطقة برمتها بل والعالم أجمع ، مشيرا الى انه اذا لم يتم تدارك هذا الأمر سوف يحدث ما لا يحمد عقباه. وثمن الأمين للجامعه عمرو موسي علي مطالب الرئيس الصومالي ، خاصة في ظل موافقته علي تولي آلية عربية الاشراف علي مصادر انفاق هذه الأموال ، وحذر من استمرار تدهور الوضع الأمني بالصومال ، وقال أن هذه المطالب سيتم عرضها خلال اجتماع مجلس الجامعه القادم،فيما طالب باعداد ورقة صومالية بهذا الخصوص . ولفت موسي الي أن الأجهزة الصومالية تضخمت، خاصة البرلمان وقال أن موضوع الصومال يمثل بندا دائما وموضوعا رئيسيا علي مختلف مجالس الجامعه ، مشددا علي أهمية المطالب التي عرضها الرئيس الصومالي خاصة ما يتعلق بالجانب الأمني. وتحدث سفير سورية بالقاهرة ومندوبها لدي الجامعه العربية " يوسف أحمد " نيابة عن المجلس مؤكدا مشروعية مطالب الرئيس الصومالي ووعد بأن ينقلها هو وزملاؤه بالمجلس الي حكوماتهم ، فيما دعا الأشقاء الصوماليين الي تجاوز خلافاتهم والحفاظ علي وحدتهم . وقال يوسف أن الأمة العربية تعيش مأساة بكل صورها ووجوهها سواء فى الصومال أو العراق أو السودان أو فلسطين ، وهى مؤامرة واحدة تستهدف الأمة والكيان العربى كله ، وقال أن علاقاتنا تتجه لمزيدا من التشتت والفرقة فالمأساة مستمرة والمذابح تتم فى مواعيدها المقررة وهناك من يسعى الى ايجاد دويلات هزيلة للكيان العربى مرهونة القرار . وأضاف بأننا مع توجهات الصومال وحكومتها لتفعيل المصالحة الوطنية مع جميع مكونات المجتمع الصومالى فى الداخل والخارج ونرفض أى محاولات لتدويل منطقة البحر الأحمر وخليج عدن ، مشددا على ضرورة التضامن . أضاف بأن مطالب الرئيس الصومالى ليس بها ما يتجاوز امكانيات وقدرات دولة عربية واحدة ، مشيرا الى أنه اذا كان الوضع العربى صحيحا وجيدا لكان بامكان شخص واحد بالفعل أن يقدم الدعم المطلوب للصومال ، وتابع بأننا سنعمل كسفراء عرب ومندوبين بالجامعه على نقل المطالب الصومالية لحكوماتنا العربية وسندعمه بالدفوع اللازمة لتحقيق الدعم المطلوب .