عمرو موسى: الدعم الذي طالب به الرئيس الصومالي سيجد طريقه خلال الأسابيع القليلة المقبلة شدد الرئيس الصومالي الشيخ شريف شيخ أحمد، على حرصه بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية في الصومال على أن يتم البدء أولا ببناء الدولة من حيث قوات الجيش وتوافر الإمكانيات المادية . وحذر خلال لقائه مساء أمس "الأحد" مع السيد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية وبحضور المندوبين الدائمين للجامعة، من الاقتتال الذي تشهده البلاد والذي لا يمكن القبول به لأن الصومال بلد إسلامي، مشيرًا إلى أن هذا الأمر أدى إلى ضعف الاقتصاد الذي تضرر كثيرا، حيث أن 75 بالمائة من الصوماليين في حاجة حقيقية للدعم ومن لا يموت بالرصاص يموت جوعا . كما حث جامعة الدول العربية بالتدخل لإنقاذ الصومال من تردي الأوضاع على الساحة الصومالية، والتي أدت إلى غياب البنية الأساسية للدولة وسوء الأوضاع الاقتصادية في ظل حالة الاقتتال والإرهاب التي تشهدها البلاد منذ فترة التسعينيات، والتدخل الأجنبي في شؤون البلاد والذي تفاقمت حدته خلال الآونة الأخيرة لتغذي الصراعات الداخلية، مطالبًا منها أن تسهم بدعم الصومال ب10 مليون دولار شهريا من أجل إقامة الدولة الصومالية وإعادة الأمن والاستقرار والتصدي لتهديدات الدول الخارجية الكبرى. وقال الرئيس الصومالي: أن بلاده منذ العام 1991 لم يشهد استقرارًا منتقدًا تصاعد حالات الاقتتال والعنف القبلي التي تغذيها عناصر خارجية بسبب انتشار الفقر الأمر الذي جعل تلك العناصر تبث أفكارها في الشعب الصومالي . وأشار إلى أن الحكومة حاولت مرارًا فتح الباب لكل من يرغبون في السلام والمشاركة في إعادة البناء والتعمير ورغم ذلك لم يستجب إلا جزء من الحزب الإسلامي ممن انضموا للحكومة، وأهل السنة، لكن مجموعة الشباب رفضوا المصالحة الوطنية ومشروع إقامة الدولة الصومالية وهذه الجماعات تغذيها أفكار خارجية إرهابية والإسلام بريء منها . وأوضح أن هذه التداعيات ترتب عليها نزوح حوالي مليون ونصف المليون صومالي إلى الداخل وما يقارب مليون شخص للخارج، وترتب على ذلك تهاوي اقتصاد الصومال الذي كان يعتمد بالأساس على الزراعة والرعي . وأكد الرئيس الصومالي على أهمية الدعم العربي من اجل بناء الجيش، لافتا إلى أن حكومته بذلت جهودًا مضنية لبناء الجيش والشرطة والاتصال في هذا الصدد مع جميع المنظمات ذات الصلة بالأمن، لكن تنقص الصومال الإمكانيات المادية لدفع الرواتب وبناء قدرات هذه القوات من خلال التدريبات اللازمة . وحذر من توافد عناصر إرهابية غريبة من الخارج إلى الصومال تأتي من أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وإفريقيا، وتتزوج من الصوماليات ويتم من خلالها تدريب عناصر داخلية لزعزعة الأمن وتهديد كل الدول التي تساعد الصومال، معتبرًا أن ما حدث في كمبالا دليل على ذلك . واعتبر أن ما يحدث في الصومال يهدد البلاد والمنطقة كلها والعالم ولابد من تدارك ذلك من خلال بناء الدولة وإنقاذ الشعب الصومالي ومساعدته على استعادة كوادره بالخارج ودعمه لتحمل أعبائه، مشيرا إلى أن مؤتمر بروكسيل وعدت الدول خلاله بدعم الصومال بملياري وربع المليار دولار ولم يصل منها سوى 3ونصف مليار دولار، كما أن الحكومة الصومالية رصدت ميزانية لم تحصل منها إلا على 1 بالمائة وهناك 10 آلاف من جنود الجيش و7آلاف من الشرطة يحتاجون لمرتبات وأسلحة وعلاج . وأوضح أن الحكومة الصومالية بحاجة إلى 10 مليون دولار شهريا للصرف على البرلمان وميزانية الحكومة وتقوية الجيش والشرطة الصومالية وأن بلاده سوف توافق على أية آلية يتم تحديدها لإيصال الأموال إليها على أن تصرف في القنوات المحددة لها . من جانبه أكد عمرو موسى دعم الجامعة العربية للصومال، وأنه في ضوء العرض الإنساني والأمني والاقتصادي الذي قدمه الرئيس الصومالي سيكون لب التقارير التي سترفعها الجامعة العربية للحكومات العربية وسفراء الدول ومندوبيها خاصة وأنهم على استعداد لقبول الآلية التي سيتم تحديدها لترسل الأموال لمشروعات محددة في الصومال وتصرف عبر البنوك. وأشار موسى إلى أن قضية الصومال هي احد البنود الرئيسية المطروحة على المجالس الرسمية في الجامعة العربية وعلى رأسها القمة العربية وسيتم عرض الوضع الصومالي أمام الوزاري العربي المقبل وتأكيد مطالب الرئيس الصومالي، مطالبا الصومال بتقديم ورقة عمل في هذا الشأن متضمنة المطالب المعهودة والمتعلقة بالأمن وبناء قوات الجيش ودعم البرلمان الذي شهد تضخما ملحوظا بسبب كثرة أعضائه . وقال موسى : أن ما طالب به الرئيس الصومالي سيجد طريقه خلال الأسابيع القليلة المقبلة نحو الدعم وسيتم عرضه على الاجتماع الوزاري العربي في سبتمبر المقبل تمهيدا لعرضه على القادة العرب في قمتهم الاستثنائية في أكتوبر المقبل. وكان السفير حسام زكي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، قال في تصريحات للصحفيين أمس، أن زيارة الرئيس الصومالي شيخ شريف شيخ أحمد إلى القاهرة ولقائه بالرئيس حسني مبارك، تشير إلى استعداد مصر للتجاوب مع أية مبادرة إيجابية تساعد على تسوية الصراع في الصومال وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. وأكد على أهمية دعم المجتمع الدولي للتنسيق الإقليمي وتأمين مشاركة الأطراف المعنية بإيجابية في جهود التسوية، وبحث أية مبادرة في هذا الشأن على رغبة الأطراف الصومالية والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإقامة عملية مصالحة شاملة تتأسس على اتفاق جيبوتي والتزام الأطراف بقرارات الأممالمتحدة واتخاذ خطوات بناءة لتحقيق المصالحة الصومالية. ولفت أنه في ضوء زيارة شيخ شريف على رأس وفد يضم كبار المسئولين الصوماليين فقد تم إجراء مشاورات بين أعضاء الوفد رفيع المستوى المرافق للرئيس الصومالي ونظرائهم في مصر، حيث تم بحث مختلف أوجه العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المستقبلي بين البلدين. وأوضح أن تلك المشاورات أسفرت عن بحث سبل تعزيز الجهود المصرية لدعم الحكومة الصومالية والشعب الصومالي الشقيق وصولاً إلى تحقيق السلام والاستقرار والتنمية الاقتصادية في مختلف أرجاء الصومال. وأكد أن أطر التعاون بين البلدين تتخذ محاور عديدة اقتصادية وتنموية واجتماعية وسياسية بهدف المساعدة في توفير حياة كريمة لمختلف فئات وأطياف الشعب الصومالي، موضحًا أن الصندوق المصري للتعاون الفني مع أفريقيا بوزارة الخارجية يقدم 40 منحة دراسية سنويًا للطلبة الصوماليين، وأنه يوجد في الصومال بعثة أزهرية مصرية قوامها 30 مبعوثًا أزهريًا، كما يوجد 15 خبيرًا موفدين من الصندوق ما بين أساتذة جامعة ومدرسين. وأضاف أن مصر تستقبل العديد من الكوادر الصومالية سنويًا في مختلف المجالات في دورات تدريبية كان آخرها تدريب 15 من الكوادر الدبلوماسية الصومالية في مصر، كما قدمت مصر معونات غذائية ودوائية عديدة على مدار الأشهر الماضية للشعب الصومالي.