نفى احمد عيسى رئيس المكتب الصحفي للأمين العام لجامعة الدول العربية، قيام عمرو موسى الأمين العام، بزيارة سرية إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا يوم الثلاثاء الماضي، للتحاور مع المسؤولين بها لحل أزمة مياه النيل التي اندلعت مؤخرًا بين دول المنبع الأفريقية ودولتي المصب مصر والسودان. وأوضح عيسى في تصريح صحفي اليوم "الأربعاء"، أن الأمين العام يقوم حاليًا بجولة أوروبية خاصة من يوم الثلاثاء ولم يقم إطلاقًا بزيارة أثيوبيا في هذا اليوم لا زيارة قصيرة ولاغيرها، كما أنه سيقوم بعدها بالتوجه إلى العاصمة الأوغندية "كمبالا" للمشاركة في القمة الأفريقية المقرر عقدها الأسبوع المقبل، والتي يلقي خلالها كلمة حول العلاقات العربية الأفريقية. وأضاف أنه من المقرر أن يلتقي السيد عمرو موسى مع جميع الزعماء الأفارقة. وردًا على وجود وساطة بشأن ملف مياه حوض النيل، لم ينفي عيسى تدخل للوساطة من الأمين العام في أزمة دول حوض النيل، مشيرًا إلى أنه من الممكن أن تكون هناك مجموعة من الاتصالات جرت في هذا الشأن من الجدير ذكره أن أزمة بين دول حوض النيل قد اندلعت مؤخرًا بين دول المنبع الأفريقية من ناحية، ودولتي المصب مصر والسودان من ناحية أخرى بشأن إعادة توزيع حصة مياه النيل وهو ما ووجه باستنفار من الأجهزة المصرية السيادية العليا وكذا السودانية على مستويات مختلفة لتدارك أبعاد تلك الأزمة خاصة بعد توقيع بعض من دول الحوض اتفاقية إطارية منفردة استبعدت مصر والسودان منها. من جانبه قال سمير حسني مدير إدارة أفريقيا بالجامعة العربية أن الأمين العام سيعقد مجموعة من المباحثات تدور جميعها حول العلاقة بين الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي، خاصة دول الجوار العربي منها، وذلك تمهيدًا لتنفيذ مشروعه الذي وافقت عليه قمة العربية ال22 بمدينة "سرت" حول إنشاء رابطة للجوار العربي تضم دولاً عربية وأخرى أفريقية بالإضافة إلى تركيا وربما إيران. جاء ذلك النفي بعد وجود تسريبات صحفية نشرت بأحد الصحف العربية اليوم "الأربعاء"، بأن الأمين العام لجامعة الدول العربية توجه يوم الثلاثاء إلى اثيوبيا في زيارة لم يعلن عنها، وتناولت تلك الصحيفة وهي العرب القطرية الموضوع بجانب من السخونة، حيث زعمت أن مصادر عربية مطلعة أكدت تلك الزيارة، وأنها تكهنت أن تكون لهذه الزيارة علاقة بملف مياه النيل، خاصة أن موسى حريص على عدم التدخل بشكل مباشر في الأزمة، ويكتفي بالدعوة لتعزيز العلاقات مع دول أفريقيا عبر القمة العربية الأفريقية، واقتراحه بإنشاء دول رابطة دول الجوار. وردًا على وجود اتصالات بين الجامعة العربية وأثيوبيا لإثنائها عن أية نوايا للتدخل العسكري في الصومال خاصة بعد اعتداءات كامبالا التي أعلنت حركة شباب المجاهدين الصومالية المناوئة لحكومة شيخ شريف أحمد، مسؤولية تنفيذها، قال عيسى، ل"مصر الجديدة" أنه ليست لديه أية تفاصيل بشأن وجود اتصالات من الجامعة العربية وأثيوبيا لمنعها من التدخل في الشأن الصومالي مرة أخرى، لكن السيد عمرو موسى طالب الرئيس الصومالي بتقديم ورقة عمل متضمنة المطالب المعهودة والمتعلقة بالأمن وبناء قوات الجيش ودعم البرلمان، تمهيدًا لرفعها على مجلس الجامعة ومن ثم القمة العربية الاستثنائية بليبيا أكتويبر المقبل يذكر أن، الرئيس الصومالي أكد خلال لقائه الأمين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى والمندوبين الدائمين يوم 18 يوليو الجاري، أن بلاده منذ العام 1991 لم يشهد استقرارًا بسبب تصاعد حالات الاقتتال والعنف القبلي التي تعذيها عناصر خارجية بسبب انتشار الفقر الأمر الذي جعل تلك العناصر تبث أفكارها في الشعب الصومالي، وطالب بمبلغ 10 ملايين دولار سنويًا لدعم من أجل اقامة الدولة الصومالية واعادة الأمن والاستقرار والتصدي لتهديدات الدول الخارجية الكبرى. كما أن مصر أكدت للرئيس الصومالي عقب عقب لقائه الرئيس المصري حسني مبارك استعدادها للتجاوب مع أية مبادرة إيجابية تساعد على تسوية الصراع في الصومال وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي. وأكدت على أهمية دعم المجتمع الدولي للتنسيق الإقليمي وتأمين مشاركة الأطراف المعنية بإيجابية في جهود التسوية، وبحث أية مبادرة في هذا الشأن على رغبة الأطراف الصومالية والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإقامة عملية مصالحة شاملة تتأسس على اتفاق جيبوتي والتزام الأطراف بقرارات الأممالمتحدة واتخاذ خطوات بناءة لتحقيق المصالحة الصومالية.