الرئيس المصري له مكانته المركزية في المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ولن يسمح لأي طرف بأن ينسى هذه الحقيقة «مفتاح وقف إطلاق النار في يد السيسي»، هكذا عنونت صحيفة «هآرتس» العبرية تقريرًا لها، لافتة إلى أن الرئيس المصري له مكانته المركزية في المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولن يسمح لأي طرف بأن ينسى هذه الحقيقة خاصة حركة حماس، لهذا هو أيضا لا يريد المسارعة بالتوصل لوقف إطلاق النار. وذكرت أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عرف مجدًدا أن منظومة العلاقات مع السيسي لا تشبه مثيلتها بين واشنطن والرئيس الأسبق مبارك، موضحة أنه قبل أيام أعلن وزير الخارجية المصري سامح شكري أنه لا يوجد سبب لإدخال تعديلات في المقترح المصري للتهدئة، والوفد الأمريكي الذي زار القاهرة لعدة أيام قبل وصول كيري حاول مناقشة إدخال بعض التعديلات الفرعية لكنه قوبل بنفس الموقف المصري الرافض. وأضافت الصحيفة « القاهرة غير مستعدة لإعطاء حماس أي تسهيلات، على الأقل في هذه المرحلة، والمرونة الوحيدة التي تبديها القاهرة هو في تصريحاتها بأن أي تعديل في المبادرة لابد وأن يكون بموافقة كل الأطراف، والمقصود بذلك حماس والقاهرة ورام الله وحركة الجهاد الإسلامي وتل أبيب». وأضافت «السيسي يقسم المسئولية فيما يتعلق بالتهدئة على حماس وباقي الفصائل الفلسطينية من ناحية، وبين تل أبيب ورام الله والقاهرة من الناحية الآخرى، وبهذا يكون بقدرة كل طرف استخدام حق الفيتو فيما يتعلق بوقف النار». وذكرت هآرتس «هذا ليس معناه أن كل ما توافق عليه تل أبيب ستقبله القاهرة، لكن في هذه المرحلة يبدو أن السيسي غير متأثر بشكل كاف باستمرار العمليات العسكرية في القطاع، ومن الممكن أنه الرئيس المصري يعتبر تل أبيب قادرة على ضرب حماس بقوة وتركيعها، أو أن هناك احتمالًا آخر وهو ربط السيسي الحادث الإرهابي في الفرافرة الذي قتل فيه 22 جنديًا مصريًا وبين المعركة في غزة، وأنه عندما يعلن عن إجراءات واسعة ضد الإرهاب هو لا يريد الظهور كمن يقدم تنازلات لمنظمة تعتبر إرهابية، مشيرة إلى أنه في نفس الوقت السيسي الذي يتمتع بمركز حاسم وفي يده أوراق الضغط الأكثر أهمية لوقف إطلاق النار، مستمر في خوض اختبار القوة الخاص به أمام الوسطاء الأخرين وبالأخص قطر وتركيا». وقالت الصحيفة الإسرائيلية «يبدو أن السيسي يمكنه الانتظار في صبر، خاصة أن هناك خلافات بين حركتي الجهاد وحماس حول المبادرة المصرية للتهدئة، فالجهاد تصر على أن تكون القاهرة الوسيط، بينما حماس ما زالت تتعنت في مشاركة قطر وتركيا في الأم». وختمت الصحيفة تقريرها قائلة«حماس تطالب بضمانات مصرية لفتح معبر رفح، الأمر الذي لم تصادق القاهرة عليه وتريد إشراف رجال الحرس الرئاسي الفلسطيني على المعبر، لافتة إلى أن تل أبيب في المقابل ما زالت تصر على أن يكون فتح المعبر بموجب اتفاق المعابر الموقعة عام 2005 إلا أن هذا الاتفاق لم توقع عليه القاهرة، مضيفة أن هناك شك في أن ينجح وزير الخارجية الأمريكي في حل هذه الخلافات في الأيام القادمة بالأخص إزاء الموقف المصري، والنتيجة أنه في غضون ذلك ليس فقط تل أبيب وحماس هما اللتان تحددان مسار الحرب وإنما الأجندة المصرية».