حالة غليان يشهدها الشارع التركى مع خروج الحشود المعارضة ضد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان ومطالبته بالاستقالة إثر فضيحة الفساد التى هزت حكومة حزب العدالة والتنمية الإسلامي. ويواجه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان فضيحة فساد أدت إلى استقالات فى حزبه وتراجع سعر الليرة التركية. وفرقت الشرطة بالقوة آلاف المتظاهرين فى أنقرةواسطنبول الذين كانوا يطالبون باستقالة حكومة أردوغان. وفى اسطنبول، جرت مواجهات أطلق خلالها بعض المحتجين أجساما نارية على الشرطة التى ردت باستخدام خراطيم المياه والرصاص المطاطى والغازات المسيلة للدموع التى أدت إلى إصابة عدد كبير من المتظاهرين. وقامت شرطة مكافحة الشغب بتفريق مئات المتظاهرين فى الساحة المركزية فى أنقرة. وخلال هذه التظاهرة حمل المحتجون علب أحذية، فى إشارة إلى صور التقطت لعلب كانت تضم ملايين الدولارات فى منزل أحد الموقوفين بشبهة الفساد، رئيس المصرف العام «هالك بنك». كما رفع المتظاهرون شعار «حان الوقت لاستقالة أردوغان» و«ثورة الشعب ستتسلم السلطة»، و «الشعب سيطهر قذارة حكومة أردوغان»، و«وداعا أردوغان»، و«استقالة الوزراء ليست كافية» و«الشعب ضد فساد الحكومة». وقد أعلن الجيش التركى الذى سيطر أكثر من مرة سابقا على الحكم فى تركيا رفضه التدخل فى هذه الأزمة. وقال فى بيان على موقعه الالكترونى إن «القوات المسلحة التركية لا تريد التدخل فى النقاش السياسي». وكانت الشرطة قد اعتقلت يوم 17 ديسمبر عشرات بينهم ابن وزير الداخلية وابنا وزيرين آخرين إضافة إلى رئيس بنك «خلق» الحكومى بعد تحقيقات فساد جرت فى سرية على مدى شهور بمنأى عن القادة الكبار الذين قد يبلغون الحكومة بتطوراتها. وقد قوبلت مساعى أردوغان لاحتواء آثار الفضيحة بضربة موجعة عندما عرقلت محكمة محاولة حكومية لإرغام ضباط الشرطة على الكشف عن تحقيقاتهم لرؤسائهم ومديريهم. وانخفضت الليرة التركية إلى مستويات قياسية جراء الأزمة وتراجعت أسعار الأسهم إلى أقل مستوى منذ 17 شهرا وقفزت تكاليف التأمين على القروض لاعلى مستوى منذ 18 شهرا. ويهدد عدم استقرار الأسواق بانتكاسة فى أهم انجازات حكم أردوغان وهو التنامى السريع للاقتصاد التركي. ومن جهته ندد أردوغان الذى كان يتحدث أمام كوادر حزبه العدالة والتنمية ب «مؤامرة واسعة النطاق» لزعزعة استقرار البلاد واقتصادها. وقال «هناك بعد دولى لكل هذه المؤامرة، إنها قضية تم تقديمها على شكل عملية قضائية ولكنها فى الواقع تهدف إلى تقويض مستقبل تركيا». وندد أردوغان أيضا بالهجوم الذى يتعرض له متهما ضمنيا جمعية الداعية الإسلامى فتح الله جولن باستعمال هذه الفضيحة لضرب التقدم السياسى والاقتصادى لحكومته فى السنوات العشر الماضية.