لأول مرة في تاريخ الشعب المصري يعيش فيها تجربة انتخابية حقة.. شفافة لا يعرف فيها رئيسه مسبقا.. لأول مرة في تاريخ هذا الشعب ينتظر نتيجة اختياره ويرضي عنها سواء كانت لصالح مرشحه أو لأحد من منافسيه.. يشعر براحة البال والضمير لأنه لم يقصر في حق نفسه وأبنائه ومارس حقوقه التي كفلها له القانون وأدلي بصوته ليشارك في اختيار ربان سفينة مصر في أربع سنوات قادمة.. لأول مرة أيضا يواصل هذا الشعب ليله بنهاره تابع علي القنوات الفضائية مصير الرئاسة ولمن سيكون الكرسي أو بين من ستكون مرحلة الإعادة التي ستسفر عن واحد فقط يدير الدفة.. لقد استطاع الشعب المصري أن يكتب تاريخا جديدا وأسس لنفسه مرحلة جديدة من الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في انتخابات تعبر عن إرادته بحرية وشفافية ومسئولية دفع ثمنا لها دماء عشرات المئات واصابة الآلاف من شبابه في الثورة علي النظام الفاسد من أجل هذه اللحظة التي يختار فيها رئيسه في جو من الديمقراطية الحقة الشفافة وليست كالتي كان يتشدق بها الساقطون والتي ما كانت الا مساحيق يستر بها وجهه القبيح لحالة التزوير في الانتخابات التي كانت نتيجتها معروفة مسبقا والتي كانت تلامس أحيانا نسبة المائة في المائة رغم ان الشعب كان يقاطع تلك الانتخابات.. زحف أبناء هذا البلد "الصابر" الذين اختزنوا حزنهم وآلامهم وفقرهم طوال ثلاثة عقود إلي صناديق الاقتراع لاختيار حاكمه بنفسه من بين مرشحين حقيقيين للرئاسة ليس من بينهم الرئيس الحالي ولا مرشح الحزب الحاكم.. ذهب ليصوت بنفسه بدلا من أن تصوت له السلطة نيابة عنه.. يبغي حفظ كرامته وانتشال حياته من براثن الظلم والاستبداد والتسلط التي جثمت علي صدره طوال عقود مضت.. يتطهر من ادران 30 سنة حتي دب في جسد مصرنا الفساد والظلم وجعل منها النظام السابق مصنعا لفيروسات الفقر والمرض والحرمان والبطالة وكل ما هو سييء. جاء اليوم الذي يقف الشعب المصري علي أطراف أصابعه مترقبا بشغف رئيسه الجديد الذي جاء بإرادته أو ينتظر المرحلة النهائية للإعادة ليختار رئيسه الذي تنتظره العديد من الملفات الشائكة لإصلاح ما أفسده مبارك وأسرته وأتباعه وأذنابه. رئيس يعيد لمصر بريقها ورونقها بين دول العالم وبين شقيقاتها العربية لتدافع عن حقوقها وحقوقهم. وبعد الوصول إلي مرحلة الإعادة فإن كل ما نأمله ان يجتمع أولئك الذين كانوا في خضم السباق علي اسم مصر يقدم كل منهم ورقة اصلاحه لتصاغ البرامج كلها في ورقة عمل واحدة مع تنفيذ برنامج الرئيس المنتظر ونتكاتف بعيدا عن التظاهرات والتجمعات والمطالب الفئوية التي صدعت أدمغتنا طوال عام ونصف العام من الثورة لننهض جميعا ببلدنا.