ينتظر العالم الميلاد الديمقراطي لأول رئيس مصري منذ أكثر من ستين عاما.. من خلال الانتخابات الرئاسية التي ستجري يوم الأربعاء المقبل, والذي سيصبح يوما تاريخيا واستثنائيا في تاريخ مصر الحديث. إن النظام الديمقراطي يمنح الشعب مرة كل أربع سنوات سلطات ليست للرؤساء أو الملوك! فإن الرئيس قادر علي أن يغير الوزارة.. ولكن الشعب قادر علي عزل الملك, ورفض تجديد انتخاب رئيس الجمهورية.. كما أن الشعب قادر علي أن يغير كل النواب الذين يتألف منهم مجلس الشعب. وإذا كان سلطان الشعب لا حدود له, فإن الشعب الذي لا يستخدم حقه الانتخابي يفقد فرصته في أن يقول للحكام لا, ويفقد إنسانيته وحريته لأن الإنسان الحر وحده هو الذي يستطيع أن يقول لا. والمطلوب من الشعب المصري أن يضرب المثل لكل الشعوب العربية وأن نتقدم علي طريق تأسيس معني الديمقراطية بدلا من مصر مبارك, ويثبت أنه جدير بإنسانيته وحريته, ويذهب لصناديق الإنتخاب ويسجل صوته. إنه حر في إختيار إسم الرئيس الذي يعجبه, فهذا حقه.. ولكن ليس من حقه أن يضع في الصندوق ورقة بيضاء, فهذه الورقة البيضاء وصمة في جبينه لأنها دليل علي أنه أضعف من أن يقول رأيه الصريح في غرفة مغلقة, دليل علي إستخفافه بنفسه لأنه يتصور أن صوته لا قيمة له, دليل علي سلبيته في عصر فقد فيه السلاح السلبي قوته و تأثيره. لا تستخف بصوتك! إن هذا الصوت الواحد قد يكون السبب في دخول المرشح الأسوأ إلي قصر الرئاسة. اذهب إلي صندوق الانتخاب, وضع فيه صوتك. وشجع المترددين علي أن يذهبوا معك, لا تطلب منهم أن ينتخبوا مرشحا معينا بل أطلب منهم أن يختاروا من يعتقدون أنه أفضل المرشحين, وأقنعهم بأن مكانة مصر ترتفع بين شعوب العالم, إذا اشترك أكبر عدد من ناخبيها في المعركة الانتخابية. فإن اشتراكك في عملية الإنتخاب دليل علي أنك علي قيد الحياة.. لأن الموتي لا يشتركون في المعركة! لا تتردد أبدا.. فلم تعد رئاسة مصر قدرا مكتوبا لأناس بذواتهم, ولا شأن لها باختيار الشعب وقراره.. فقد جاء الوقت الذي تتسلم فيه ورقة ميلادك السياسي! المزيد من أعمدة محمود المناوى