* لأول مرة في تاريخ مصر وبعد أيام قليلة سيكون هناك رئيس منتخب قادم بإرادة الشعب في انتخاب حر شفاف نزيه يراقبه العالم.. لقد تعهد المجلس العسكري بأن انتخابات الرئاسة ستكون فخرا لمصر ومن المؤكد أن تاريخ مصر الحديث سيكتب بحروف من نور موقف الجيش الوطني المصري الذي ساند ثورة الشعب وأجري أول انتخابات تشريعية شفافة وانتخابات رئاسية حرة نزيهة ونقل مصر لأول مرة في تاريخها إلي صف الدول الديمقراطية المدنية الحديثة. * اليوم وغدا سيزحف المصريون بالملايين إلي صناديق الانتخاب لاختيار رئيسهم وهم مطمئنون تماما ولأول مرة علي أصواتهم ويعرفون أن إرادتهم هي المنتصرة وأن أحداً لن يزور هذه الإرادة أو يتلاعب بها. * ليس أمام الشعب المصري اليوم إلا مهمة واحدة وهي حسن الاختيار اختيار الرئيس الذي يتوسمون فيه الخير ويعرفون أنه لن يعيدهم إلي الوراء أو يعيد إنتاج نظام مبارك الذي ثاروا عليه.. ليس أمام الشعب إلا أن يدرك أن هناك بعض المرشحين الذين يتلقون دعما هائلا من المتربصين بالثورة من أعوان وقواعد النظام البائد وأن الملايين التي ينفقونها من أجل الفوز آتية من جيوب أصحاب المصالح والذين نهبوا الشعب المصري علي مدي ثلاثين عاما.. وكل هؤلاء وأعوانهم وأتباعهم وسيناضلون لآخر نفس من أجل انجاح مرشحيهم للحفاظ علي أوضاعهم وحماية مكتسباتهم وفسادهم. * الشعب المصري واع ويعرف جيدا أن نجاح ثورته وتقدم أمته لن يأتي إلا باختيار رئيس يليق بمصر رئيس لم يعش جو ومناخ فساد النظام السابق رئيس قادر علي تطهير البلاد من فلول النظام البائد وقطع دابر الفساد الذي تغلغل في كل مفاصل الدولة. * اليوم سيكمل الشعب المصري ثورته ليبدأ من جديد مرحلة إعادة البناء والتنمية الحقيقية واختياره سيحقق هذا الهدف وكل ما نتمناه أن نختار رئيسنا بعقولنا وبمنتهي الحسم والجدية فما عانيناه في الثلاثين عاما الماضية كفيل بأن يجعلنا ندقق في الاختيار. * والأهم من كل ذلك أن يرضي الجميع بما ستسفر عنه النتائج فأياً ما كان الفائز فهو الرئيس الشرعي الذي اختاره الشعب بالانتخاب الحر المباشر.. أنه سيمثل إرادة هذا الشعب ولا مجال بعدها لمزايدات أو تقولات أو اعتراضات لأن هذه هي الديمقراطية.. وليرفع الجميع القبعة للفائز ويتركوا له المجال لممارسة مهامه وعمله لمدة أربع سنوات للحكم عليه في الانتخابات القادمة.. إن أصلح تركوه وإن أفسد خلعوه وحاسبوه.