فهل انتهت مطالب ثوار مصر وشعبها، بعد حبس الرئيس السابق ونجليه، وقرب بدء التحقيق مع زوجته؟ وهل كانت أقصي أمنيات الشعب المصري أن نري الفاسدين خلف القضبان.. نفرح فيهم ونتشفي؟ فإذا عادت إلينا أموالنا التي نهبوها وهو أمر سيستغرق وقتا طويلا، وإذا ما تم إعدام من يستحق، وسجن من مد يده علي أموالنا واستحل حراما، فهل نهدأ، ونجري إلي بيوتنا نجلس ونستريح؟ لا لم تكن تلك آخر أمانينا.. بل هي أولها.. اسقطنا النظام.. حاسبنا الفساد.. وعادت إلينا الأموال ولنبدأ السؤال.. ماذا نحن فاعلون؟ الشهور القليلة القادمة تحتاج عملا مستمرا دون توقف أو تظاهر أو اعتصام، أو اضراب.. فالوقت ليس في صالحنا.. هيئة السلع التموينية صرحت بأن مخزون القمح والزيت والسكر والأرز يكفي حتي سبتمبر القادم »فقط«.. الاتحاد العام للغرف التجارية في اجتماعات مستمرة مع المصدرين والمستوردين لتوفير الاحتياجات الاساسية، فليس هناك بديل عن العمل دون توقف. سواء كنت موظفا صغيرا، أو عامل نظافة.. ناظر مدرسة أو طالبا.. وزيرا كنت أو غفيرا وكيل وزارة أو صاحب محل بقالة.. فلاحا أو عاملا باليومية ربة منزل أو طبيبة في مستشفي، العمل فقط هو الذي سينهض بنا ويرفعنا حيث نريد وما أحلي أن نكون ذلك.. وما أسهله أيضا إذا أخلصنا العمل والنية.. وإذا خاف كل فاسد من مصيره المحتوم داخل سجن طرة. الشهور القادمة ستشهد أول تجربة ديمقراطية حقيقية يعيشها شعبنا.. أولادنا - ونحن معهم- سنختار بحق، فلن يزور إرادتنا أحد سنذهب إلي صناديق الانتخاب لنختار من يمثلنا في مجلسين »شعب وشوري«، كانوا يقررون مصيرنا.. أما الآن فنحن نملك ذلك.. سنختار، وعلينا ان ندقق.. نقرأ البرامج الانتخابية.. نسمع المرشحين.. نناقش أهل الخبرة والرأي، لن ندع أحداً يضحك علينا بعد الآن. الشهور القادمة سنختار- ولأول مرة- رئيس جمهوريتنا.. لن يُفرض علينا حاكم بعينه بل سنأتي نحن به، فإذا اصاب وجد المصريين كلهم في ظهره.. وإذا أخطأ حاسبوه أو عزلوه.. كل شئ ممكن في حالة الحرية والديمقراطية.. المهم أن نكون قادرين علي التعامل معها بتحضر. شهور قليلة ونضع دستورا جديدا بأيدينا وبموافقتنا.. قوانين ستتغير وأخري سنصنعها.. كل شيء منا وإلينا. شهور وشهور.. ربما كانت سنة أو اثنتين أو حتي ثلاثا.. فما أصعب البدء في البناء وما أحلي الانتهاء منه.. وجني ثماره.. المهم ان نبدأ ولا نعود للوراء، ولا ننظر إليه إلا للعبرة. فما أحلي نسائم الحرية