بورسعيد غاضبة .. ثائرة.. حزينة تصور شعبها أن مصر كلها تقف ضدهم بعد حادث الأول من فبراير.. وأن هناك محاولات لعزل مدينة عزيزة غالية عند الجميع. تسبب هذا الغضب في رد فعل أسوأ زاد من احتقان كل المصريين وليس الرياضيين والكرويين فحسب وذلك عندما رفع بعض المهووسين علم العدو الغادر إسرائيل في مدينتهم والذي تسبب يوما في هدمها وتشريدهم وتهجيرهم عامي 56 و67 ثم موجة تدخل نواب المحافظة بطريق الخطأ وبالتهديد والوعيد والاستفزاز بدلا من أخذ الأمور بصبر وتعقل خاصة بعد ان كانت المدينة علي مشارف التأييد المطلق وفصل الحادث الرياضي عن الشعب وطعامه وكسائه وتسيير حياته اليومية. إلي ان جاءت الضربة الأولي في استبعاد المصري من الدورة التنشيطية لكرة القدم التي يشارك فيها أندية الدوري الممتاز. وكان يجب علي مسئولي النادي ومن بعدهم الجماهير ان يدركوا ويفهموا أن هذا الاستبعاد هو النقطة الأولي في اصدار القرار الذي اتخذ سرا في ابعادهم نهائيا عن الدوري بهبوط الفريق للدرجة الثانية والذي جاء بناء علي موافقة كل أطراف زملائهم في مسابقة الدوري والذين رفضوا وجود المصري معهم سواء لعبوا في بورسعيد أو لعب هو علي ملاعبهم. وأحب أن أوضح للسادة نواب بورسعيد الأربعة أو أي عدد ان مجلس الشعب ليس من اختصاصه التدخل في شئون اتحاد الكرة ولا حتي المجلس القومي للرياضة ذاته حيث يعمل الاتحاد وفق لوائح أقرها الاتحاد الدولي لذا نراه أي اتحاد الكرة قد لجأ للفيفا لاقرار قرار عقوبته السرية حتي الآن مع عقوبات أخري بالحرمان من اللعب في بورسعيد لسنوات قد تصل من ثلاث إلي خمس سنوات. وهذا القرار ليس لشعب بورسعيد أي ذنب فيه وليس له أي تأثير علي حياته وعليهم تقبله والعمل علي التمسك بلاعبيهم وجهازهم الفني من أجل العودة للممتاز مرة أخري هذا اذا أقر فعلا. وعلي أبناء المدينة مزاولة حياتهم الطبيعية وعليهم أن يعلموا أن مجموعة من المحسوبين عليهم كانوا السبب في كل ما يحدث وسوف يحدث لناديهم دون المساس بأحد منهم. وأعترف اني كنت ومازلت من المعترضين علي هبوط المصري للدرجة الأدني والاكتفاء بالايقاف والغرامة أو اللعب بدون جماهير.. أما وأن كان القرار قد اتخذ بناء علي رغبة الجمعية العمومية وتطبيقا للائحة الفيفا واقرار بصحته فان علي شعب وجماهير بورسعيد ان تعود لحياتها الطبيعية وترضي بالواقع الذي هو بالقطع أخف ألما وحزنا وحرقة من أهالي ضحايا الحادث وهو جزء قليل من القصاص وعلي كل بورسعيدي يدرك معني ان يعيش ابنه بين أحضانه أو يراه مقتولا ويدفنه بيده لمجرد أنه ذهب يشاهد مباراة في كرة القدم. وعلي الذين يحاولون النفخ في النار أو سكب البنزين وإذكاء روح العداء لكل من يحاول توضيح الحقائق أن يخمدوا غضبهم ويهتموا بفريقهم ويدركوا ان المصري خلاف المريخ أو بورفؤاد وانه قادر للعودة مرة أخري ووقتها سيكون مرفوع الرأس وتكون الجماهير قد استوعبت الدرس. أقول كل ذلك رغم أنه لم يصدرقرار رسمي بعقاب ناديهم.