حالة من الهدوء سادت قرية "طيبة 1" بالنهضة بعد زوال غمة الأزمة المفتعلة لإثارة الفتنة الطائفية.. في الوقت الذي بدأ فيه أهالي النهضة من المسلمين والأقباط في التوافد لدي أسرة أحمد فرج وعمر جلال للالتقاء بالمقدس "إبسخارون سليمان" وأسرته وتهنئتهم بالعودة القريبة ونتائج الجلسات العرفية وتقرير مجلس الشعب وعلي مدار الأيام الماضية لم تنقطع الزيارات من القري المجاورة. علي الجانب الآخر عاد الحلاق صاحب الأزمة والمتهم الثاني في الواقعة "م.م" إلي منزليهما ولم يتم ترحيلهما حتي الآن وكذلك الحال بالنسبة للمتهم الذي أطلق أعيرة نارية خلال الحادث وهو "مسلم" وأصاب ثلاثة مسلمين بينما لم يتمكن المتهم الأول مراد جرجس "الترزي" من العودة هو وأسرته خوفا علي حياته من أي تصرف انتقامي. علمت "المساء" ان منزل "مراد" وأسرته المكون من ثلاثة طوابق تصل قيمته إلي 600 ألف جنيه إذا رغبت الأسرة في عملية البيع التي ستشرف عليها الكنيسة بالقرية لضمان حقوقه. من ناحية أخري نظم ما يقرب من 150 شابا وفتاة من ائتلاف شباب غرب الإسكندرية وقفة بمنطقة مسجد القائد إبراهيم مؤكدين في لافتاتها علي ان المسلم والقبطي يد واحدة و"اللي يحب مصر مايخربش مصر" وعاشت مصر بمسلميها وأقباطها مؤكدين علي رفضهم لأي محاولة لإثارة الفتنة الطائفية في نفوس أبناء الإسكندرية. أكد الشيخ محمد عمران أحد القيادات السلفية بالمنطقة في غرب الإسكندرية والمشارك في جلسات الصلح العرفية بأنه لا يوجد أي عملية ترحيل "لقبطي" خلال الأحداث وان من رحل هو "مراد" الذي تم خروجه من مديرية أمن الإسكندرية بعد إخلاء سبيله وليس من قسم العامرية خوفا علي حياته ونحن لم نمنعه ولو أراد العودة فليعد ولكنه سيخاف بالتأكيد وكذلك الحال لأفراد أسرته بسبب حالة التوتر التي تشهدها القرية نتيجة للواقعة التي ارتكبها لكن التحركات كلها تتعلق ب "أبوسليمان" وأسرة الخميسي وقد تعهد الشيخ شريف الهواري علي ان يقيم له مكتبا ليحصل به أمواله وكمبيالاته وأموال تجارته وأكرر اننا لم نقترح خروجه خلال الجلسات العرفية ولكنه فضل ان يترك القرية حتي تهدأ الأمور. أضاف: اتعجب ممن يريد إثارة الفتنة من جديد فلقد كان معنا في الجلسة الأخيرة شباب ماسبيرو ولم يعترضوا بل علي العكس كانوا أصحاب رؤية وبصيرة ووجهوا الشكر للجميع علي الجهود التي بذلت وكذلك الأب "بقطر" راعي الكنيسة وأود ان أوضح ان من أصيب في الواقعة هم ثلاثة مسلمين بطلقات نارية من مسلم ولم يصب أي قبطي بأي طلق ناري حتي صاحب المشكلة وبالتالي فإن إثارة الفتنة في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها مصر ليس في صالح الدولة ولا صالحنا ولا تبغي سوي تفريق قوي الشعب المصري الطيب والقضاء علي أمنه وأمانه. أما نادر مرقص عضو المجلس المحلي وأحد المشاركين في جلسات الصلح العرفية فقال: أولا أرفض كلمة "تهجير" لأنها إساءة للأقباط والمسلمين معا وهناك صعوبة بوجه العموم في عودة صاحب المشكلة مراد جرجس وأسرهم الثلاثة أشقاؤه ونسايبه وهو يعلم ذلك وبالتالي هي ليست عملية تهجير ولكنه يغادر برغبته ولو أراد العودة فليعد ولكنه لن يستطيع العيش في القرية لوجود حاجز نفسي بينه وبين أهلها الآن وسأتابع بنفسي عملية عودة "الحلاق" المسلم شريكه في الجريمة لأنه لابد من رحيله أسوة ب "مراد" لارتكابهما معا أفعالا شائنة يرفضها الدين المسيحي والإسلامي. أضاف: ان الكنيسة بوجه العموم لن تترك "مراد" وأسرته لأنه ابن من أبنائها وان كان أخطأ "فالله محبة" وسنوفر له حياة كريمة في أي مكان آخر لن نعلن عنه الآن حرصا علي صالحه العام وفي حالة رغبته من بيع أملاكه وأملاك أسرته فإننا سنتابع بأنفسنا عملية البيع وبأعلي الأسعار لأننا لن نقبل ان يخسر حقوقه كما ان أهل القرية والأخوة السلفيين من شيوخ المنطقة حريصون علي العدل حتي علي من أخطأ. بالنسبة لمشكلة "ابسخارون" فهو قد رحل بنفسه ولم يجبره أحد وسيعود مرة أخري وسنتابع عودته ونحتفل بها ولا توجد أسر أخري تم ترحيلها كما يدعي البعض فكفانا إثارة للفتن حتي تهدأ الأمور بالقرية وستعود كما كانت عليه. أما سليمان ابسخارون فيقول: لم أسمع عن أسر قبطية رحلت من القرية سوانا ومعنا عائلة "السبع" وهو نسيبي ورحل لكون منزله قد احترق ولا يستطيع العودة فيه الآن ويحتاج لترميم أما شقيقه "دهشور" فشقته سليمة وخسائرها طفيفة وعاد علي الفور بعد الأحداث وبالنسبة "لمراد" فليس لنا علاقة به.