عمري 21 سنة طالب بأحد المعاهد.. اعيش مع والدتي التي انفصلت عن والدي منذ أكثر من 10 سنوات وتزوج هو واصبحت علاقتنا فاترة لاتتعدي الاتصالات الهاتفية وعلي فترات متباعدة جداً. أما مشكلتي الرئيسية فبدأت عندما تزوجت والدتي أيضاً وكان ذلك منذ 5 سنوات وفوجئت برجل غريب يعيش معنا في المنزل فكرهت حياتي بمعني الكلمة وبدأت اتعمد الغياب عن بيتي لساعات طويلة بلا هدف سوي التخلص من الشعور بالغربة والصراع النفسي الرهيب الذي أواجهه في البيت. لم يستمر هذا الحال طويلاً فبعد أقل من سنة انفصلت والدتي عن زوجها ولكن بعد اصابتي بشرخ نفسي مازلت لم اتخلص من اثارة حتي الان وبالاضافة إلي الجفاء الذي اصاب علاقتي بوالدتي. انعزلت عن الناس لفترة وكنت اخرج فقط للمدرسة ومن بعدها المعهد أما غير ذلك فكان الجلوس في المنزل هو هوايتي المفضلة.. ومنذ عام تقريباً تغيرت الظروف تماماً فقد تعرفت علي فتاة تصغرني بعامين وهي زميلة لي بالمعهد.. فتاة جميلة بمعني الكلمة ليس جمال الشكل فحسب وانما ايضاً جمال الروح. اصبحت هي النسمة والبسمة بل وكل شيء جميل في حياتي.. اعادت لي التوازن مرة اخري وعادت رغبتي في الحياة من جديد.. لم أخف عليها سراً واحداً واخبرتها بكامل تفاصيل حياتي.. وكذلك فعلت هي وتعاهدنا علي الاستمرار معاً مهما كانت الصعوبات. عشنا سوياً أياماً جميلة هي الاحلي في حياتي دون مبالغة.. ولكن وكأن مكتوباً علي الصدمات والحزن فقد اخبرتني يوما- بعيون باكية- انه قد تقدم لها شاب واهلها يرحبون به جداً وانها لن تستطيع مواجهتهم. اظلمت الدنيا في وجهي مرة أخري واستغثت بوالدي وذهبنا وتقدمنا اليها رسمياً لكن اعتذر والدها لنا واخبرنا بان ابنته في حكم المخطوبة وانه اعطي كلمة للشاب الآخر.. فطلب مني والدي نسيان هذه الفتاة والابتعاد عنها فوراً. هل ممكن انه انسي حياتي فهل يعيش الانسان دون سماء تظلله أو هواء يتنفسه.. لقد انقطعت البسمة عن حياتي وعدت إلي وحدتي من جديد وافكر فيها ليلاً ونهاراً علماً بأنني قطعت علاقتي بها تماماً لكن الحزن اصبح رفيق حياتي.. فماذا افعل؟ العاشق الخاسر أ - ع في البداية استئذنك ان اهدي قصتك لكل زوجين يفكران في الطلاق غير عابئين بما يصيب ابناءهم من تفكك واحباط وصراعات!! أما أنت عزيزي الشاب "الرجل" فقد واجهت الكثير والكثير من المشاكل والهموم والصعوبات لكنك بفضل الله اولاً ثم بعقليتك وصبرك استطعت تجاوزها جميعاً بالمواجهة احياناً وحتي بالاستسلام في أوقات اخري لكن علي كل حال تمرالايام ونجحت في مواجهة كل ما اصابك. وكلي ثقة انك وبإذن الله ايضاً ستتجاوز محنة فراق المحبوبة حتي وان كان الامر شديد الصعوبة في الوقت الحالي لكن مع الايام ستصير الامور اسهل بإذن الله خصوصاً انك لم تقصر وسعيت إلي تحقيق حلمك بالارتباط منها ونحن في كل امور حياتنا لانملك إلا السعي اما التوفيق فهو من الله وحده يهبه لنا احيانا ويمنعه عنا احياناً والحكمة لايعلمها إلا هو سبحانه وتعالي. لا عليك سوي الرضاء بواقعك الحالي ثم لاتنسي انك تتحمل قدرا من المسئولية عما اصابك مع هذه الفتاة فالوقت لم يكن مناسباً لك لتبحث عن شريكة حياتك فمازلت تدرس وامامك الكثير لتفعله لتقف علي قدميك وتصبح مستعداً للزواج. نعم مازال امامك الآن مهمة ليست بالسهلة علي الاطلاق الا وهي الانتهاء من دراستك ثم البحث عن عمل يؤهلك لتحمل مسئولية نفسك اولاً ثم تبدأ التفكير في الارتباط والزواج وتأكد ان الله عز وجل سيعوضك بفتاه تجد فيها كل المواصفات التي تتمناها في شريكة حياتك ولاتنسي قول الله عزوجل "إن مع العسر يسرا" صدق الله العظيم. واصل كفاحك المشرف ولاتنضم علي والدك أو والدتك فالله أعلم بظروفهما وهم اهلك علي كل حال وفقك الله وهداك وابتعد عن الوحدة والعزلة فمثلك اكيد قادر علي التأقلم مع ظروف حياته مع تمنياتي لك بالنجاح والاستقرار والله معك.