ماذا يحدث في مصر الآن؟!.. كنا نظن أن الزمن الذي كانت فيه حياة المصري رخيصة الثمن. وعديمة القيمة. قد ولي إلي غير رجعة ولكن أحداث بورسعيد التي راح ضحيتها 75 من شباب مصر إلي جانب مئات المصابين من خلال مؤامرة محكمة أكدت أننا مازلنا نعيش في ظل النظام السابق وكأنه لم تقم ثورة دفع ثمنها آلاف الشهداء والمصابين. هذا النظام الذي غرق واحترق آلاف المصريين في عهده دون أن يحاسب المسئولين عن ذلك. كيف نقبل الآن وبعد ثورة 25 يناير التي استشهد وأصيب في سبيلها آلاف الشباب المصري.. أن يدفع هذا العدد الكبير من الشباب حياته من خلال مؤامرة مدبرة بإحكام ليبدو الأمر وكأنه عراك كروي يعقبه انفلات في الأمن وفوضي في البلاد علي أمل أن يتحسر الشعب علي أيام الاستقرار والأمان الزائف.. ثم يخرج ينادي بعودة من في السجون؟!!.. المؤامرة الساذجة التي أكدت لجنة تقصي الحقائق حدوثها كانت تظن أن المارد بعد أن انطلق من قمقمه يمكنه أن يعود ثانية.. لم يخطر علي بالهم أن شهداء بورسعيد سوف ينضمون إلي قائمة شهداء الثورة وأن الشعب لن يهدأ حتي يثأر لهم ممن اغتالوا شبابهم. لقد خابت توقعات أطراف المؤامرة بحدوث فوضي وعنف وربما حريق القاهرة أثناء مظاهرات الملايين في 25 يناير الفائت.. فراحت تتحين الفرص البديلة لإشاعة الفوضي وإحداث الفتن. فقاموا بمجزرة بورسعيد دون أن يجدوا أي موانع أمنية تحول دون إتمام جريمتهم. الأمر لم يقتصر علي مذبحة بورسعيد رغم بشاعتها. فما تشهده مصر يومياً من حوادث خطف وسطو مسلح في وضح النهار علي بنوك وشركات أموال ومكاتب بريد وسيارات نقل أموال وشركات صرافة.. والأمر من ذلك المغامرة بمستقبل السياحة الثقافية في أسوان والأقصر. فتترك مشكلة عمال هويس إسنا لمدة أسبوع دون التوصل لحل ليبقي آلاف السائحين محجوزين علي متن الفنادق العائمة قبل أن يجدوا الحل مؤخراً. هل هانت الدولة لهذا الحد.. وهل اختفت هيبة الأمن الذي كنا نظنه قد عاد ليطمئن الناس علي أنفسهم وأبنائهم وأموالهم؟!!.. لا أميل إلي نظرية المؤامرة عادة. لكني لا أصدق أن كل ما يحدث في مصر الآن محض صدفة.. الأمر مدبر بعناية. ولن ننسي ما قاله الرئيس المخلوع في مثل هذه الأيام: "أنا أو الفوضي"!!