حالة من التفاؤل سادت سوق الأوراق المالية ودفعته للصعود الأسبوع الماضي وبداية الأسبوع الحالي لتسجل البورصة زيادة في مؤشراتها بنحو 15% فيما حقق رأس المال السوقي مكاسب بلغت نحو 34 مليار جنيه حتي جلسة أول أمس الأحد..رغم ما قد يمر به السوق من موجات جني أرباح تدفعه للهبوط النسبي إلا ان المؤشرات الايجابية التي دفعت السوق للصعود تؤهله لمزيد منه وذلك حسب العاملين في سوق الأوراق المالية الذين طالبوا بالغاء باقي الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها البورصة مع بداية الثورة. 3 عوامل وراء القفزة التي حققتها البورصة وفقا للعضو المنتدب لشركة قورطبة لإدارة المحافظ المالية وائل عنبة وهذه العوامل هي انعقاد مجلس الشعب الذي أعطي رسالة ايجابية للمستثمرين. والثاني هو إلغاء قانون الطوارئ والعامل الثالث هو مرور احتفالات 25 يناير "علي خير".. يشير "عنبة" الي أن هذه العوامل عكست حالة من التفاؤل الشديد أدت الي صعود السوق بأكثر من 25% خلال الشهر الجاري لافتا الي أن الأجانب قاموا طوال 20 جلسة متصلة بموجات شراء استباقية علي خلفية ظهور ملامح الاستقرار السياسي وتحسن حالة الأمن كما ان التجمعات والاعتصامات والمظاهرات كانت سلمية بالفعل ولم تعد تخيف أحداً فضلا عن ان أسعار الأسهم هزيلة للغاية رغم قوة الشركات التي تمثلها. زيادة أحجام التداول أهم ما يميز الأسبوع الماضي زيادة أحجام التداول وفقا ل "وائل عنبة" فقد ارتفع متوسط التداول اليومي من 100 مليون جنيه في الأسبوع الأخير من ديسمبر الي أكثر من 500 مليون جنيه أي نحو 5 أضعاف وذلك مؤشر قوي علي دخول سيولة مالية جديدة الي السوق من قبل المستثمرين الأجانب الذين سجلت تعاملاتهم صافي شراء بنحو 400 مليون جنيه منذ بداية يناير حتي الآن. يؤكد "عنبة" أن أسعار الأسهم مازالت رخيصة وحتي لو صعدت 100% فستظل منخفضة لأنها هبطت بشدة العام الماضي ونصح المستثمرون بالشراء مع أول موجة جني أرباح فهذه فرصة من لم يدخل البورصة حتي الآن. اعتبر "عنبة" دخول أموال جديدة للبورصة ظاهرة صحية كما اعتبر أي موجات جني أرباح تؤدي الي الهبوط المؤقت ظاهرة صحية أيضا وطالب بإلغاء جميع الاجراءات الاحترازية التي تم اعمالها منذ بداية الثورة لحماية المستثمرين مؤكدا انها قامت بدور كبير في تجنيب البورصة مخاطر كثيرة لكن الوقت حاليا مناسب لعودة السوق لطبيعته. ليست مرآة يري هشام توفيق رئيس شركة "عربية أوف لاين" لتداول الأوراق المالية ان صعود السوق لا يعكس مؤشرات واقعية لتعافي الاقتصاد فالبورصة حاليا ليست مرآة صادقة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعيشها.. مشيرا الي أن ارتفاع السوق يعكس حالة من التفاؤل لدي المستثمرين باعتبار ان عدم وجود اخبار سيئة تعد في حد ذاته اخبارا جيدة.. فضلا عن انعقاد مجلس الشعب وكان الكثيرون يتشككون في امكانية حدوث ذلك. يعرب توفيق عن أمله في استمرار حالة التفاؤل وان يكون هناك مشترون للأسهم أكثر من البائعين. طالب توفيق بسرعة تمكين الأحزاب الفائزة في البرلمان بتشكيل الحكومة وتمكينها من تنفيذ برامجها الاقتصادية وهو ما يدفع السوق لمزيد من الاستقرار. أكد علي التأني في إلغاء سقف ارتفاع الأسعار اليومي وهو 5% لحين استقرار الأوضاع مشيرا الي إلغاء معظم الاجراءات الاحترازية الفترة الماضية. مفارقة غريبة "المفارقة الغريبة ان السوق انخفض في شهر يناير 2011 نحو 16% خلال يومين فقط.. وخلال النصف الأول من يناير 2012 ارتفع بما يجاوز هذه النسبة" هذا ما يؤكده عيسي فتحي العضو المنتدب بشركة المصريين في الخارج لإدارة المحافظ المالية.. مشيرا الي تحول الأجانب من البيع أثناء أحداث شارعي محمد محمود ومجلس الوزراء الي مشترين منذ بداية يناير بعد ان أدركوا قرب الانتهاء من المؤسسة التشريعية فسبقوا المستثمرين المصريين الي الشراء والي تحقيق الأرباح بعد ان قرأوا المستقبل السياسي خاصة بعد اعلان المجلس العسكري عن موعد تسليم السلطة في نهاية يونيو القادم. الوقت مناسب للشراء قال "عيسي" ان الوقت مناسب حاليا لمن يريد دخول السوق وتحقيق مراكز جيدة من المصريين وتوقع عيسي حدوث موجات لجني الأرباح خلال الأيام المقبلة وقال ان ذلك أمر طبيعي فلا يعقل ان يستمر السوق في الصعود 15% مرة واحدة دون انخفاض وطالب المصريون بالدخول مع عمليات جني الأرباح حيث ان السوق مازال مشجعا بأسعاره المغرية. توقع "عيسي فتحي" ان تسجل البورصة زيادة بمعدل 100% خلال العام الحالي علي خلفية زوال الانفلات الأمني الذي سينعكس ايجابيا علي الاقتصاد المصري فالبورصة تسبق تطور الاقتصاد الحقيقي. أضاف "عيسي" ان المظاهرات والاحتجاجات لم تعد تخيف المستثمرين فالبورصة تعودت هذه الأحداث خاصة أنها سلمية والدليل علي ذلك مظاهرات 25 و27 يناير الجاري. وعن الاجراءات الاحترازية يري "عيسي" ضرورة إلغائها.. مشيرا الي ان زيادة السيولة في السوق مؤشر علي بدء تعافي البورصة ويمكن اعادة مثل هذا الاجراءات عند حدوث أي طارئ جديدة.