بعد 25 يناير ماذا نريد..؟! انه سؤال يجب أن نسأله جميعا لأنفسنا.. ولا يمكن أن نستمر في الاستفسار "احنا رايحين علي فين".. فقد مضي 12 شهرا بالتمام والكمال علي الثورة التي أنجزت سقوط ملف التوريث تماما وأدخلت رموز نظام مبارك مع الرئيس المخلوع ونجليه إلي السجن. كما تمت انتخابات برلمانية هي بشهادة الكل في الداخل والخارج نزيهة وشفافة رغم بعض التجاوزات التي لم تؤثر في المضمون كله. صحيح ان البناء لايزال في مراحله الأولي لكن بدأ البرلمان المنتخب من جموع الشعب في تجربة ديمقراطية غير مسبوقة عمله.. وبالطبع سوف تحكم الجماهير وتراقب الأداء لتحقيق مطالب الثورة الأساسية عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية خاصة بالنسبة للتيارات التي حظيت بالثقة من خلال صناديق الانتخاب وحصلت علي كم كاسح من عدد المقاعد بحكم تنظيمها الدقيق وتواجدها في الشارع منذ عشرات السنين.. وآن لها أن تترجم هذا النجاح بالدخول إلي ملفات ساخنة يريد الشعب حسمها وبسرعة لنستكمل مسيرة البناء.. وفي المقدمة تحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة الأجور.. وإعادة الأمن للشارع.. وعلاج مشاكل البطالة التي تفاقمت.. واصلاح أحوال التعليم الذي تدني.. وتوفير العلاج للمواطن الغلبان في المستشفيات.. الخ من مطالب حياتية هامة بات يحلم بها المواطن ويجب أن نحققها له.. حتي يشعر الجميع حقاً وصدقاً بالثورة ومنجزاتها الحقيقية علي أرض الواقع. وبالتالي نخرج من حالة الاحباط التي باتت تسيطر علي الشارع نتيجة الاصرار علي الفوضي وقطع الطرق وتعطيل السكة الحديد إلي غيرها من الأشياء المجرمة والتي يجب أن يقدم من يرتكبها إلي محاكمات عاجلة لتحقيق الردع. الآن بات في حكم المؤكد ان الانتخابات الرئاسية سيتم فتح باب الترشيح لها منتصف ابريل القادم.. وان المجلس العسكري في طريقه إلي تسليم السلطة إلي الرئيس المنتخب نهاية يونيه القادم.. وبالتالي آن الأوان أن نتجمع ولا نتفرق.. نتجمع علي التوافق لاعداد دستور جيد يعبر عن أطياف المجتمع ويحقق الدولة المدنية الديمقراطية قولا وفعلا.. وأن نركز جهدنا في اختيار الجمعية التأسيسية ليتم الانتهاء من كتابة الدستور خلال الفترة المتبقية.. وألا نعود من جديد للقول بانتخاب رئيس جمهورية قبل وضع الدستور لأن هدا يدخلنا في متاهات.. ثم انه من غير المنطقي أن نشرع في انتخابات الرئيس قبل أن نحدد الأساس الذي سيحكمنا عليه. هذه هي طبيعة الأمور.. وهنا لابد أن نميز بين الديمقراطية وبين الفوضي.. بين الاختلاف في الرأي ومحاولات التشويه أو التشكيك وتوجيه الاتهامات بالخيانة.. وأن يتم نشر الوعي السياسي بين الجماهير العريضة لكي تتوحد الرؤية والإرادة لنحقق معا كل أهداف الثورة.. ولكي تنطلق مصر لتتبوأ مكانتها في المنطقة.. كما كانت قبل أن يغرقها نظام مبارك.. ويجعل أشباه الدول تتطاول علي مصر ودور مصر القيادي في كل عصر وأوان. وهنا لابد أن ندرك جميعا ان المجلس العسكري منذ أن تولي المسئولية هو حريص علي الصالح العام والوصول بمصر إلي بر الأمان.. ورغم الخلافات حول الأداء وظهور بعض الاحتجاجات التي تطالب برحيله إلا انه نجح باقتدار في الحفاظ علي شعرة معاوية حتي مع من يحاول الوقيعة بينه وبين الشعب.. وعلينا أن ندرك ان رحيل المجلس العسكري عن السلطة فورا لا يحقق أهداف الثورة.. لأن المجلس مطالب الآن أكثر من أي وقت مضي بأن يبقي لننجز الدستور الذي يضمن تداول السلطة عبر صناديق الانتخاب ويحقق مدنية الدولة ويحافظ علي حقوق كل أطياف المجتمع. المجلس راحل راحل فلماذا التسرع ومطالبته بالرحيل الآن وأن تبقي المرحلة الانتقالية تحت إدارة أخري رغم ان وجوده أكثر من ضروري الآن. أتمني من كل قلبي ونحن في العام الثاني من الثورة أن نتفق علي هذا السيناريو ليتم صياغة مشروع مصر القومي الذي ينجز سريعا كل أهداف الثورة من أجل مصر وشعب مصر.. ولنجهض الثورة المضادة وأحلام القوي الاقليمية والدولية التي لا تريد لنا النهوض من حالة الفوضي والانقسام خوفا علي مصالحها وأهدافها الخاصة في المنطقة. وهذا هو الذكاء الحقيقي والرهان الكسبان.. فهل نفعل؟! لقطات: ** الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر دعا الولاياتالمتحدةالأمريكية إلي دعم التيار الاسلامي السياسي في مصر مؤكدا ان ذلك يصب في مصلحة الديمقراطية والحرية والاستقرار في المنطقة. * أمريكا دائما تعرف من أين تؤكل الكتف! * د. عماد عبدالغفور رئيس حزب النور قال في حوار صحفي: لدينا طموح مشروع للوصول إلي الحكم.. وحان الوقت لاعطائنا الفرصة. * المهم نتفق أولا.. دولة مدنية أم دينية؟! ** قال د. محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين! الجيش شريك في الثورة ولا يجوز النيل من هيبته. * انه الصواب.. بعينه. * د. علي جمعة مفتي الجمهورية قطع الطرق " شغل مجانين " .. إهدار للمال العام والوقت.. ويتنافي مع تعليم الدين الاسلامي. * معاك حق.. وألف حق. ** فريد الديب محامي المخلوع قال في مرافعته: مبارك لايزال رئيسا للجمهورية. * .. والقديرة فردوس عبدالحميد قالت زمان: في المشمش يا سي مشمش!! ** د. سامر سليمان استاذ الاقتصاد السياسي وعضو الحزب الديمقراطي الاجتماعي: البرلمان لا يمثل الخريطة السياسية في مصر بشكل جيد فنسبة تمثيل المرأة من أعضاء المجلس 1% والأقباط أيضا 1%. * الحل هو الوعي الانتخابي يا دكتور. ** عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط : أخاف علي التيار الاسلامي من قوة الشباب والشعب المصري وليس العكس.. فالتيار الوطني العام لا يمكن أن يقف أمامه أحد. * وشهد شاهد.. منهم. ** عصام العريان نائب مجلس الشعب ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة: اننا جميعا نريد تسليم المجلس العسكري للسلطة.. ولكن لابد وأن يتم هذا التسليم عبر اجراءات دستورية سليمة وليس انقلاباً علي السلطة أو اغتصاباً لها.. فالإجراء السليم هو انتخاب رئيس الجمهورية وليس تولي رئيس مجلس الشعب مسئولية ادارة البلاد. * عين العقل والمنطق ** مهاتير محمد صاحب المعجزة الماليزية: عندما تعثر مصر علي الحكم الجيد فسوف تنتهي كل مشكلاتها. * كلمات بسيطة وقاطعة.. لازم نفهمها.