قال لي الأستاذ منصور حسن رئيس المجلس الاستشاري إن المشير محمد حسين طنطاوي وأعضاء المجلس العسكري جادون فعلاً في رغبتهم لتسليم الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة وتقليص الفترة الانتقالية إلي أضيق وقت ممكن.. وأنه شخصياً لم يشعر مطلقاً بأن المجلس العسكري يسعي للبقاء في السلطة أو تمديد الفترة الانتقالية أو الحصول علي وضع متميز أو حصانة في الدستور الجديد. وأكد في لقاء حضره صديقنا المشترك الأمير صالح رجل الأعمال المصري الذي يعيش في ألمانيا أن المشير ليس طامعاً في أي موقع بالسلطة بعد انتخاب رئيس للجمهورية.. ولا يريد أن يزاحم علي أي منصب.. وقد أخبره المشير ذات مرة بأنه ربما يقبل تعيينه عضواً بمجلس الشوري. ودعا إلي أن تكون احتفالات العيد الأول للثورة مشرفة.. وتأتي علي قدر مصر ومكانتها.. وطالب الأحزاب والائتلافات بالهدوء والانضباط حتي تمر الفترة القليلة المتبقية من المرحلة الانتقالية بسلام وتبدأ اجراءات انتخابات الرئاسة.. وعندها سوف ينتهي فعليا دور المجلس العسكري.. واذا كان لبعض التيارات والحركات ثأر مع المجلس العسكري فيجب ألا تدفع مصر كلها فاتورة هذا الثأر من أمنها واستقرارها. * سألته: لماذا لا ترشح نفسك لانتخابات الرئاسة خصوصاً أنك شخصية توافقية وليبرالية ومنفتح علي جميع الأحزاب والتيارات وليس لأحد ثأر معك فقال انني مستعد لخدمة بلدنا وشعبنا في أي موقع وإذا طلب مني الشعب أن أترشح فربما أفكر وأستجيب في هذه الحالة.. لكنني لن أزاحم المرشحين الموجودين علي الساحة وكلهم أصدقاء.. أنا لا أريد شيئا ولا أسعي إلي المناصب وليس لي تطلعات أو طموحات. * وماذا عن دعوة الأحزاب إلي التوافق التي طرحتها؟! معظم الأحزاب وافقت وأبدت استعدادها للمشاركة.. وسوف نستأنف نشاطنا في هذا الاتجاه عقب انتهاء الانتخابات البرلمانية التي شغلت الأحزاب والسياسيين جميعاً.. سوف أرسل خطابات رسمية إلي كل من أبدي استعداداً للمشاركة.. والهدف أن نتفق علي الأولويات ونطرح التخوفات ونتبادل الرأي حول كيفية ادارة الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية حتي يتم تسليم السلطة بسلام وطبقا للأجندة المعلنة. ان مجرد الحوار والنقاش علي مائدة واحدة سيوصلنا إلي التفاهم والتعارف وهذا ما نريده خلال هذه المرحلة. * هل مطروح التفكير في الغاء مجلس الشوري أو تأجيل انتخاباته إلي ما بعد انتخابات رئاسة الجمهورية؟! كل شئ يمكن ان يطرح للنقاش ولكن ليس بالامكان حاليا الغاء مجلس الشوري بسبب تداخل القوانين والأوضاع الدستورية.. فالاعلان الدستوري الحالي يفرض أن تشكل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور من خلال الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشوري.. كما أن أي حزب يدخل له عضو واحد في مجلس الشوري يستطيع أن يطعن في انتخابات الرئاسة بعد ذلك بدعوي أن اجراء الانتخابات الرئاسية قبل تشكيل الشوري حرمه من فرصة تقديم مرشح للرئاسة. * ألا يستطيع المجلس العسكري اصدار مرسوم بقانون لتصحيح هذه الأوضاع حتي يتم التخلص من مجلس الشوري الذي ليس له أي جدوي؟! المجلس العسكري لا يريد اصدار أية مراسيم لتغيير الاعلان الدستوري بالاضافة أو بالحذف بعد الاتهامات الكثيرة التي تعرض لها.. وبالتالي علينا ان نصبر ونهدأ.. والدستور الجديد هو الذي يمكن ان يلغي مجلس الشوري. * هل أنت مع الرأي القائل بأن المرشح الحقيقي للرئاسة- الذي هو مرشح المجلس العسكري لم يظهر بعد؟! أنا أتحدث كثيراً مع المشير طنطاوي والفريق عنان وأؤكد أن المجلس العسكري ليس له مرشح في انتخابات الرئاسة ولن يكون له مرشح * هل عرض عليك المجلس العسكري رئاسة حكومة الانقاذ؟! نعم ..عرضوا المنصب علي ثلاثة أشخاص في وقت واحد منهم د.الجنزوري وأنا.. وقد أشدت جدا باختيار د. الجنزوري لأنه صاحب كفاءة عالية وخبرة ويتحمل المسئولية.. والرجل يعمل بجد في كل اتجاه باخلاص.. ويريد فعلا ان يصلح الأوضاع الخاطئة. * هل مصر فعلاً تتعرض لمؤامرات خارجية؟! كل الدول ترسم الخطط أو تتآمر من أجل مصالحها.. المهم ماذا نفعل نحن لنواجه هذه المؤامرات.. هل نعطي الآخرين الفرصة لكي يمزقوا وحدتنا وأرضنا وشعبنا أم يكون لدينا الوعي الكافي لمواجهة هذه المؤامرات بكل قوة وصلابة.. اذا كان الآخرون يتآمرون عليك فيجب ألا تكون لديك القابلية لتمرير وإنجاح مؤامراتهم لأنك في النهاية أنت المسئول عن نفسك وعن بلدك.. وأنت الخسران.. ولذلك علينا ان ندرك خطورة الفوضي والانقسام حتي تظل مصر قوية وعزيزة في وجه أي متآمر عليها.