موقف المعارضة السورية يدعو للدهشة. ولا يمكن أن يكون نابعاً من موقف وطني خالص! المعارضة السورية اتهمت المراقبين العرب بمنح نظام الأسد مزيداً من الوقت. متناسين أن استمرار بعثة المراقبين مرهون بانتهاء وقف العنف وكافة مظاهر القوة المسلحة من المدن السورية. وأن البعثة سوف تقدم تقريراً مدعوماً بالصور الي الجامعة العربية في التاسع عشر من الشهر الجاري. للوقوف علي حقيقة ما يجري هناك. الغريب أن تتعجل واحدة من المعارضة السورية بتحويل الملف السوري إلي مجلس الأمن. ليدور نفس دورة الملف الليبي. وينتهي الأمر بتدخل عسكري. وكأن خلع نظام الأسد ولو عبر اخفاء معالم العاصمة دمشق والمدن السورية الأخري. غاية في حد ذاتها. والمأرب الأخير للمعارضة السورية!! يحار المرء في تلك العقول التي تتعجل الخراب والدمار وإراقة الدماء في سوريا كما حدث في ليبيا. ليبيا التي ارتمت في احضان الناتو ودولة الكبري. وتسير وفق مشورتهم ونصائحهم. يبدو أن هؤلاء لا يدركون خطورة الموقف السوري. ولا حجم المأساة والأزمة التي يعيشها الشعب والنظام وقوات الأمن والجيش. ولا يدركون صعوبة الموقف اذا حدث وسمحت روسيا والصين بتدخل عسكري ضد سوريا. اذا كانت القدرات العسكرية في سوريا الآن لا تسمح باستعادة الجولان المحتلة من خلال حرب. ولا تكفي لارغام الإسرائيليين علي ابرام اتفاقية سلام وإعادة الجولان. فلا نظن أنه سيكون بامكان سوريا استعادتها ولو بعد عشرات السنين اذا حدث وتلقي جيشها ضربة كتلك التي تلقاها الجيش الليبي من قوات حلف الناتو! نأمل أن يجد السوريون حلاً لأزمتهم. عبر الحوار والقبول باجراء اصلاحات سياسية ودستورية. تحقق تداول السلطة وتنشر الحرية والديمقراطية في ارجاء سوريا. وبدلاً من الحلول العسكرية التي تطرحها المعارضة ونأمل ألا يتعجل الاسلاميون الوصول إلي سدة الحكم. طالما أن الفرصة مواتية دون الحاجة إلي تدخل عسكري خارجي. قد يكون ضرره أشد وطأة من نفعه.