المراقبون العرب ذهبوا في مهمة شاقة إلي سوريا. نظام في أزمة. شعب ثائر. جماعات إسلامية تريد الانقضاض علي السلطة. يغريهم ما حدث في تونس. وصعود حزب النهضة الاسلامية هناك. وما حصدته الأحزاب الدينية في مصر من مقاعد داخل البرلمان الجديد في الجولتين الماضيتين!! الاسلاميون في سوريا يتعجلون اسقاط النظام. يرفضون أية محاولة للحوار!! الحوار بالنسبة لهم ضياع للفرصة السانحة والوقت. والقبول بسلسلة اصلاحات سياسية. ودستورية. وهذا معناه استمرار رأس النظام في الحكم لفترة. تتيح له ترتيب أوضاعه وأوراقه. وهذا ما يرفضه الاسلاميون تماماً. وقد سبق ورفضوه في مصر!! والسؤال: ماذا لو رفض النظام السوري التخلي عن السلطة والفرار للخارج تحت الضغوط الشعبية والعربية والغربية؟! قطر تهدد دمشق بأن الموقف قد يخرج عن سيطرة الجامعة العربية. وتهدد بتسليم الملف السوري لمجلس الأمن الدولي كما حدث في المؤامرة المحبوكة ضد ليبيا!! الموقف العربي من سوريا داخل الجامعة العربية لا يقل تخاذلاً عن الموقف التآمري ازاء ليبيا التي انتهت وارتمت في احضان القوي الغربية. وقد تواجه سوريا نفس المصير. وربما يصبح مصيرها أشد بؤسا إذا انتهي الأمر بتدخل عسكري غربي ضدها!! لا يخفي علي أحد أن أمريكا وأوروبا يعنيهم تماماً اضعاف وزعزعة كل الانظمة والدول المحيطة بإسرائيل. دول المواجهة. وسوريا لديها ثاني أقوي جيش عربي في مواجهة إسرائيل. واضعافه أو حتي تحطيمه هدف أمريكي غربي في حد ذاته. وهذا يصب في المصلحة العسكرية لإسرائيل من ناحية ويسهل اعادة رسم خريطة المنطقة من ناحية ثانية. ويجعل الحليف العربي الوحيد لإيران في المنطقة في حالة انكفاء ودفاع عن الذات. لتسهيل مخططات غربية إسرائيلية في المنطقة ودولها!! الحسابات العربية خاطئة. وتصل إلي حد الجرم وأخوف ما نخافه أن نكون جزءاً من لعبة ضد أنفسنا!!