علي غير ما كنا نعلم اتضح أن هناك أكثر من مائة منظمة من منظمات المجتمع المدني أو ما يطلق عليها منظمات حقوق الانسان. ولم نكن نظن أن هذا العدد الكبير يعمل معنا وبيننا.. فماذا تعمل هذه المنظمات؟! نحن لا نعلم.. لكن الله وحده هو الذي يعلم. نحن لسنا ضد منظمات حقوق الانسان.. ولكننا نتساءل: ماذا فعلت هذه المنظمات إبان حكم الرئيس السابق حسني مبارك. وكانت حقوق الشعب المصري كلها مهدرة.. وكثير من المواطنين كانوا يتعرضون للمهانة وانتهاك آدميتهم.. لم نسمع عن أي منظمة سوي مركز ابن خلدون والدكتور ابراهيم سعد الدين الذي كانت العلاقة بينه وبين نظام مبارك فيها سر لا نعلمه.. فكانت هذه العلاقة تتعرض لعمليات شد وجذب ولكنها لم تصل إلي درجة الصدام العنيف.. وكانت الدولة تعلم حجم الاموال التي تتدفق علي هذا المركز ولكنها كانت تغض الطرف عنها لغرض في نفس يعقوب. هناك ضجة تملأ سماء مصر وأرضها الآن.. ضجة من الداخل ولها صدي مدويّ من الخارج حول عمليات التفتيش التي تتم لمكاتب ومقار هذه المنظمات بقرار قضائي لمعرفة كيفية تمويلها. والجهات الممولة لها.. وكمية الأموال التي تصل إليها. وأوجه صرف هذه الأموال. حملة إعلامية منظمة تبكي وتتباكي علي حقوق الانسان في مصر. وكيف أن عمليات التفتيش هذه تمثل اعتداءً صارخا علي منظمات لها حصانة فوق حصانة الشعب المصري ولا يجب أن يداس لها علي طرف!! عملية تشويه متعمدة لصرف النظر عن كشف دور هذه المنظمات أو بعضها علي الأقل في تمويل أعمال التخريب والتدمير التي تمارس ضد المنشآت العامة في مصر. وعمليات قتل المتظاهرين بالرصاص من مسافات لا تتعدي عدة أمتار قليلة مما يدل علي أن هؤلاء القتلة مندسون بين المتظاهرين. في الحقيقة احترنا في أهداف الولاياتالمتحدةالأمريكية وتناقض سياستها تجاه مصر.. ففي الظاهر هي مع ثورة يناير التي أطاحت بالحكم الديكتاتوري لترسي حكما جديدا يقوم علي التعددية ويعلي مبادئ الحرية والديمقراطية وفي الباطن تمول جمعيات تعمل ضد الثورة وتشيع الفوضي في مصر!! وإذا قلنا إن هدف أمريكا هو اضعاف مصر حتي لا يكون لها الدور الأول في المنطقة مما يمكن ان يهدد مصالح خليفتها اسرائيل.. فإننا نتساءل عن هدف بعض الدول الخليجية في تمويل هذه المنظمات بعيدا عن أعين الحكومة المصرية. وماذا تريد هذه الدول؟! هل تلجأ إلي هذه السياسة بتوجيهات من أمريكا. بدليل احجام هذه الدول عن دعم مصر ماديا لتخرج من الأزمة التي صاحبت قيام الثورة حتي الآن بعد أن أحجمت أمريكا نفسها عن تقديم هذا الدعم؟ هذا هو الظاهر لنا من سياسة دول الخليج التي أغدقت الاموال بغير حساب علي منظمات تمارس نشاطا لا نعلم كنهه حتي الآن. في الوقت الذي كفت يدها علي دعم مصر الدولة لمواجهة الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها حاليا. أمريكا غاضبة من عمليات التفتيش ومعها الدول العربية الممولة.. لماذا؟ وماذا يريدون من مصر؟ ونحن نتساءل: هل هذه المنظمات تمارس نشاطا في صحراء الربع الخالي أو في أي صحراء في العالم؟! أم أنها تعمل داخل دولة لها قوانينها وسيادتها التي يجب ان تحترم ولا تنتهك تحت أية حجة؟! لقد أغمض النظام السابق عينيه عن هذا المنظمات عمدا.. وآن الأوان لحصرها. ومعرفة عددها ومن المسئولون عنها وما حجم الاموال التي تتلقاها وأوجه صرفها. ويجب أن يتم كل ذلك تحت رقابة قضائية. ورقابة الجهاز المركزي للمحاسبات. حكي لي صديق يعمل في جهة اعلامية أنه كان له زميل يعمل معه.. وفجأة استقال هذا الزميل من هذه الجهة الاعلامية وافتتح مكتبا صحفيا تحت اسم من مسميات منظمات المجتمع المدني. وجاء بسكرتيرة وتليفون وماكينة تصوير.. وفجأة كما قال لي الصديق وجد هذا الزميل يركب أفخم السيارات التي لو ظل يعمل في الجهة الاعلامية طول عمره لما استطاع ان يشتري اطارا من إطارات هذه السيارات. والسؤال: من أين؟!