أبدي عدد من الفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية رفضه عقد اللقاء المقرر بين المفاوضين الفلسطينيين والإسرائيليين في العاصمة الأردنية عمان اليوم الثلاثاء. وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في بيان بموقعها الرسمي علي الإنترنت "عقد لقاءات مباشرة مع دولة الاحتلال بعد إعادة ملف الصراع إلي الأممالمتحدة ومؤسساتها ينطوي علي خطأ سياسي فادح يعيد الساحة الفلسطينية إلي دوائر المراوحة والانتظار. ويشجع الاحتلال علي سياسته وممارساته التي تطال البشر والشجر والحجر والمقدسات وعلي تهرب الأطراف المعنية العربية والإسلامية والدولية من القيام بواجباتها ومسئولياتها السياسية والقانونية والأخلاقية". وأضافت الجبهة في بيانها "ان الاحتلال ومعه الرباعية الدولية هم المستفيدون من لقاء عمان وهو في الحقيقة لقاء تفاوضي يستنزف الرصيد الوطني الفلسطيني ويعيد الساحة إلي دوائر الأوهام واللهاث وراء استرضاء الآخرين والتهرب من مواجهة الحقائق الدامية التي يفرضها الاحتلال عبر الاستيطان والتهويد والحصار والتطهير العرقي والعدوان". واستجاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدعوة من العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني لعقد لقاء بين وفدي المفاوضات الفلسطيني والإسرائيلي بحضور اللجنة الرباعية في العاصمة الأردنية عمان من أجل أن يقدم كل طرف رؤيته لموضوعي الحدود والأمن بناء علي طلب اللجنة الرباعية. واجتمع عباس في مقر الرئاسة في رام الله مع ديفيد هيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "انه جري الحديث حول اللقاء المزمع عقده اليوم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في العاصمة الأردنية عمان بحضور أعضاء اللجنة الرباعية لعملية السلام ووزير الخارجية الأردني". وأضافت الوكالة "أكد الرئيس "عباس" التزامه بعملية سلام جادة تقوم علي أسس واضحة ووقف كامل للاستيطان وفقد بيان اللجنة الرباعية الأخير". وقال صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الذي سيمثل الجانب الفلسطيني في هذا اللقاء في مؤتمر صحفي في رام الله "الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية ترحب بهذه الجهود وقررت الاستجابة للدعوة الكريمة من جلالة الملك عبدالله الثاني". وأضاف "نحن نأمل أن تتجاوب الحكومة الإسرائيلية مع هذه الدعوة وان تكف.. عن سياسات فرض الحقائق علي الأرض والإملاءات وأن تعلن عن وقف الاستيطان وأن تعلن عن قبول مبدأ الدولتين وأن يصار إلي الاستغلال الايجابي لهذه الفرصة التي أتاحها جلالة الملك عبدالله الثاني والأردن الشقيق". وتابع عريقات قائلا "سنبذل كل جهد ممكن لإيجاد الأرضية المناسبة لاستئناف المفاوضات وفقاً لما جاء في بيان الرباعية".. وأضاف "لم نكن في يوم من الأيام ضد المفاوضات أو استئناف المفاوضات.. علي العكس تماما الطرف الذي أوقف المفاوضات الطرف الذي اختار المستوطنات والاغتيالات والاعتقالات وفرض الحقائق علي الأرض هو الجانب الإسرائيلي ونأمل أن تدرك الحكومة الإسرائيلية أهمية هذا الجهد الأردني وأن تبدأ فورا تنفيذ ما عليها من التزامات وخاصة وقف الاستيطان وقبول حل الدولتين علي حدود عام 67 حتي يصار إلي استئناف المفاوضات". واعتبرت حركة حماس ان "الاحتلال هو المستفيد الوحيد من عقد اللقاء وانه سيستغله للخروج من أزمته وإعادة تلميع صورته في ظل الربيع العربي والتفاعل الأممي ضد الجرائم الصهيونية". وقال سامي أبوزهري الناطق باسمها في بيان بالموقع الرسمي للحركة علي الإنترنت "ان حركة حماس تستهجن استمرار اللقاءات السياسية بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي وتعتبر استمرار هذه اللقاءات إعادة إنتاج لسياسة الفشل". ورأي المحلل السياسي هاني المصري ان الفلسطينيين "قبلوا بعقد هذا اللقاء بدون أي ثمن". وقال لرويترز "اللقاء إشارة ضارة وهو يدل علي موقف إسرائيل القائل بأن الفلسطينيين سيعودون إلي المفاوضات بالرغم من موقفهم المعلن لذلك سيكون لإسرائيل مصداقية بالرغم من اننا لنا فترة طويلة علي موقف يتم التراجع عنه بدون أي شيء". وأضاف "هذه إشارة إلي إمكانية العودة إلي المفاوضات في الوقت الذي كان يجب إعطاء إشارة إلي عدم إمكانية العودة إلي المفاوضات حتي تستجيب إسرائيل لمطلبنا. الآن أصبحت هناك إمكانية أن نعود ولو ليس الآن وهذا يجعل موقف إسرائيل أفضل". وأوضح المصري ان هذا اللقاء الذي أعلن عدد من الفصائل الوطنية والإسلامية رفضه له "سيؤثر علي موضوع الوحدة والمصالحة بشكل سلبي". وأبدت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رفضها لهذا اللقاء وقال قيس عبدالكريم نائب الأمين العام للجبهة لرويترز "أبدينا عدم الموافقة علي هذا اللقاء انطلاقا من انه يمكن أن يشكل مدخلا لاضعاف الموقف الفلسطيني الذي يصر علي ضرورة توفر الأسس والقواعد الواضحة لأي عملية تفاوضية وفي مقدمتها وقف الاستيطان واعتماد حدود الرابع من يونيو 67 كأساس لحل الدولتين". وأضاف "ويمكن أن يستفاد منه من قبل إسرائيل لخلط الأوراق والتعمية علي المسئولية عن تعطيل وعدم عمل الرباعية علي مدار الأسابيع الماضية وتمكين الولاياتالمتحدة من إلقاء اللوم علي الطرفين في حال الفشل المتوقع للرباعية في مثل هذا الدور".