مغالطة شديدة وقعنا فيها جميعاً بدءاً من ثوار ميدان التحرير والمجلس العسكري ووزارة عصام شرف. ستقع فيها حكومة الجنزوري أيضاً في المرحلة القادمة.. أما المغالطة فتظهر في صورة سؤال أراه يتردد علي شاشات التليفزيون. وفي الصحف. وفي ميدان التحرير ويتمثل في ماذا أضاف المجلس العسكري وحكومة شرف إلي مصر بعد الثورة؟ فلمن يتساءلون ولمن يغالطون.. أقول إن كلا من المجلس العسكري وحكومة شرف من بعدها حكومة الجنزوري. يديرون البلاد في فترة انتقالية. ولذا فإن حكومة شرف وهكذا ستكون حكومة الجنزوري حكومات لتسيير الأعمال. مهما حاولنا إضفاء أسماء الأعمال علي 4 محاور أساسية وهي ضمان توفير السلع الأساسية لجميع المصريين بأسعار مناسبة. وضخ أموال في السوق لضمان عدم توقف الاقتصاد من خلال توفير السيولة لبعض الأنشطة المعروفة بأنها قاطرة الاقتصاد ومنها المقاولات. مع الأخذ بحلول غير عادية ومها مثلاِ تحمل نفقات بعض الزراعات بالكامل عن الفلاح بشرط أن تضخ المزروعات في الأسواق بسعر التكلفة. استعادة مؤسسة الأمن الداخلي. وأخيراً إدارة التحول إلي الديمقراطية ولمعرفة أسباب عدم رضاء الشعب المصري فترجع إلي أنه لم يكن هناك رؤية لمهام حكومة تسيير الأعمال. والنتيجة إننا لم نشعر بجديد بعد الثورة. لأن كلا من "العسكري" ووزارة شرف تعاملاً مع الفترة الانتقالية من عمر مصر علي أنها فترة عادية رغم أنها بكل المقاييس غير عادية. وتمثل ذلك في أن د. سمير رضوان وزير المالية الأسبق مثلاً. اعد ميزانية دولة متعاظمة في الإنفاق والموارد وكأن مصر تعيش في أحوالها العادية. بينما المراحل الانتقالية تستدعي ميزانيات تسمي بميزانيات حرب أو أزمات. لا تزيد بنودها عن أربعة بنود للموارد والنفقات وتحفيز الاستثمار والدعم. ومع ميزانية اللاوعي بالمرحلة نسي د. سمير رضوان ومعه د. شرف أن يحددا آليات إدارة المرحلة والتي تضم أهم المصالح المنوط بها انجاز المهام في الفترة الحالية. ومنها دور مصلحة الضرائب في تحفيز المصريين علي أداء التزاماتهم الضريبية ومع الوقت الوزارة تاهت. وأخذت معها المجلس العسكري في متاهة المطالب الفئوية فازداد احتقان الناس. والثوار. وازدادت البطالة. وارتفعت الأسعار بصورة مبالغ فيها. وزاد الدين المحلي لتوقف مصلحة الضرائب عن تحصيل الضرائب عن الممولين بدون إبداء الأسباب.. وكان هناك ضرورة لتجدد وقفات ثوار التحرير ليقولوا لوزارة شرف كفي. والسؤال هل سيقع حساب الجنزوري في نفس "الشرك" وهو الرجل المحنك سياسياً واقتصادياً؟ أتصور أن نجاح الجنزوري مرتبط بأن يكون لديه رؤية لحكومة تسيير الأعمال. وأخيراً.. فالمرحلة الحالية تحتاج من الحكومة الصدق والشفافية في تحديد المهام وفقاً للقدرات.. ومن الشعب الاستماع والتأني. والاهم المشاركة في الانتقال إلي الغد بالعودة إلي العمل والإنتاج والتوقف عن تشجيع البلطجة والبلطجية علي حساب امن واستقرار مصر.. والاهم التوقف عن مشاهدة المتلونين الذين يبثون السم لشعب مصر من خلال برامج التوك شو.