الجزيرة الرياضية افترت.. كلمة لا بديل عنها لوصف جرأة هذه الشبكة في الاستحواذ علي أبرز الأحداث الرياضية ووصلت هذه الجرأة إلي حد البث الحصري لمنافسات دورة الألعاب العربية فقد اشترتها الشبكة القطرية من قطر الدولة لتتحكم في بثها الحصري أو إعادة بيعها لمن يريد من الدول العربية "الشقيقة أوي".. دورة الألعاب العربية لم تكن يوماً سلعة تباع وتشتري بين تليفزيونات الدول العربية باعتبارها الحدث الذي يجمع شباب الوطن العربي معاً ويوحدهم لمدة أسبوعين هي عمر منافسات دورة الألعاب العربية وقد سبق ان نظمتها مصر وفتحت ذراعيها لكل الدول الشقيقة ولم تبخل بغال أو رخيص خاصة في مسألة البث التليفزيوني لكل الدول العربية الشقيقة فعلاً. غريب ان يحدث هذا من شبكة قنوات الجزيرة الرياضية كي تحتكر مسألة البث التليفزيوني لفاعليات دورة الألعاب العربية التي ستنطلق في الدوحة ديسمبر المقبل في الوقت الذي يعيش فيه الوطن العربي الكبير تحولات الربيع العربي الذي ساهمت فيه الجزيرة بطريقتها وتحدثت بلغة الثورة أكثر وأبلغ من الثوار أنفسهم في كل الأقطار التي عاشت هذا الربيع ومازالت.. ولكن عندما جاءتها الفرصة لاحتكار حدث رياضي عربي لم تفوت الفرصة وابتلعته ليعيد تفتيته وتصديره إلي التليفزيونات العربية الفقيرة بأغلي الأسعار وبدون رحمة والبديل هو حرمان المشاهد العربي من الخليج إلي المحيط من المشاهدة لأحداث هذه الدورة إلا من خلال شبكتهم المفترية أوي وأيضاً حرمان أبطال العرب في مختلف الألعاب ان يتعرف عليهم الوطن العربي وهي لحظات ينتظرها كل بطل ان تكون كل العيون مسلطة عليه عندما يرتقي منصة التتويج وإلا فما قيمة بطولته وميداليته إذا كان تتويجاً سرياً في ملاعب خاوية ونقلاً إلي شاشة احتكارية واحدة مشاهدوها من النخبة القادرين علي دفع قيمة اشتراكاتها أو من رواد المقاهي الذين لا يهتمون إلا بكرة القدم والدومينو والطاولة. أعذر وزارة الإعلام المصرية التي غابت عن الوجود فترة غير قصيرة بسبب توترات الأحداث المتلاحقة في البلاد وبالتالي غاب عنها ان تأخذ خطوات في سبيل نقل منافسات دورة الألعاب العربية خاصة ان مصر ستشارك في هذه الدورة بالبعثة الأكبر بين كل البعثات العربية المشاركة لذلك أدعو الوزير والزميل الصحفي أسامة هيكل ان يضع هذا الموضوع في مقدمة اهتماماته الحالية والعاجلة جداً حتي يضمن للتليفزيون المصري حقوقه في بث كل فاعليات الدورة خاصة تلك التي سشارك فيها أبطال مصر في مختلف المنافسات علي الأقل لقناة النيل للرياضة التي سوف تحتاج لرسالتين علي الأقل في اليوم.. كما أطالب الجامعة العربية وأمينها العام نبيل العربي ان يكون للجامعة كلمة خاصة أنها المتحكم والمدير لاتحادات الاذاعات العربية التي كان لها مكانة كبيرة ومؤثرة في السابق وتراجعت هذه المكانة بشدة أمام سطوة الشبكات الفضائية المملوكة لحكومات عربية باسم شركات وهمية. المهم الآن ان يتحرك الجميع لمواجهة هذه المشكلة حتي لا تتعقد أطرافها خاصة ان الدورة علي الأبواب التي ستنطلق يوم 9 ديسمبر المقبل أي أمام كل مسئول في هذه القضية أقل من 40 يوماً وإلا لن ينفع الندم بعد ذلك وسيكون الغضب علي رءوس الجميع.