نقضي في مكان العمل وقتاً أطول مما نقضيه مع أسرتنا وأصدقائنا. وعلاقات العمل قد تسبب لنا بعض الإحساس بالضيق أو القلق. سواء أكنا رؤساء أو مرؤوسين! قد يكون بعض الزملاء أو المرؤوسين كثير الثرثرة.. يتحدث في أمور كثيرة لا يفهم عنها شيئاً.. يحاول أن يقنعك بموقفه القائم علي معلومات مغلوطة. أو يهوي النميمة وترديد الشائعات. وقد يدعي أنه يعرف الكثير من أسرار الشركة أو المؤسسة! البعض يحدثك بلا توقف. ولا يعطيك حتي فرصة الرد أو التعليق. وربما كان موضوع الحديث لا يهمك أو يتعلق بأشخاص لا تعرف عنهم شيئاً. زميل يحاول لعب دور رئيس العمل. علي الرغم من عدم تكليفه بهذا الدور. ويحاول ممارسة سلطاته عليك. وآخر يسعي للفوز بمنصب ليس هو أهلاً له ولا يستحقه.. ينسب لنفسه إنجازات الآخرين ويحب أن يحمد بما لم يفعل!! أحد الزملاء أو الزميلات يأتي بأطفاله أو بأطفالها إلي مكان العمل فيثيرون الفوضي والأزعاج. ويشتتون انتباه العاملين يشوشون عليهم ويؤثرون علي إنتاجيتهم! البعض يتجاهلون أبسط قواعد السلوكيات المتحضرة. حيث ينقصهم الاهتمام بالنظافة الشخصية. ولا يهتمون بنظافة المكتب ولا يراعون مشاعر الآخرين. وقد يدخنون بين زملائهم رغم توافر أماكن خاصة بالتدخين! كذلك تجد بين زملائك من يحضرون متأخرين عن موعدهم. ويغادرون قبل الوقت المحدد. وأمثال هؤلاء يتسببون في نشر الفوضي والشعور بالإحباط بين زملائهم. كما يؤثرون سلباً علي الإنتاجية إذا لم يجدوا العقاب الرادع من قبل المسئولين عن العمل. أحياناً ما يكون رئيسك طاغية.. يحب السيطرة ويريد إثبات وجوده. بمناسبة وغير مناسبة. وأحياناً يكون متحيزاً لفئة أو "شلة" تحيط به وتجيد التزلف إليه وتقتنص لنفسها ما قد لا تستحقه من المكاسب والمزايا. رغم وجود من هم أكفأ منهم وأكثر إخلاصاً للعمل وأحق بهذه المزايا ونحن جميعاً نتعامل مع مثل هذه الحالات ونصادفها يومياً. فما هو الحل؟ الخبراء يقولون إن السلوكيات التي نصادفها في مكان العمل قد تكون مرهقة ومثيرة للضجر ويصعب التعامل معها. لأنها غالباً عبارة عن صراع مصالح أو اختلاف آراء بين الزملاء. وبدلاً من الهروب من هذه الأوضاع ينبغي عليك أن تتفهمها وتتعامل معها بذكاء. بدلاً من الإحساس بالضيق. أو التعامل مع الأمور بنوع من اللامبالاة. تأمل الأوضاع جيداً. وراقب ما يريده كل واحد من الزملاء أو يخطط له. وعليك أن تتفهم ما يحدث في هذه "الغابة العصرية" حتي تتضح لك الصورة وتعرف ما يمكنك عمله. وينصح الخبراء بالحفاظ علي علاقة ودية مع جميع زملائك وبأن تجعل عملك يتحدث عنك. فهذا يساعدك في كسب احترام الآخرين. ابتعد عن الشللية واحتفظ لنفسك بنهج حيادي. مع السعي لإقامة علاقة جيدة مع أصحاب القرار. ومن الحكمة أن تنتهز الفرصة لإبراز مواهبك وإمكاناتك لدي الرؤساء. والمفروض أن تحافظ علي مسافة بينك وبين رؤسائك. وأن تتكلم بحساب أمامهم. حتي لا يأتي وقت يكون فيه كلامك حجة عليك وليس لك. لا تتردد في دعوة زميل علي فنجان قهوة. وأثناء الحوار معه يمكن حل المشكلات العالقة بينكما. حاول التعرف علي كل ما قد يزعج الزملاء والتوصل إلي حل يرضي الجميع. ثم تغيير ثقافة العمل بين أعضاء الفريق. ثم عليك أن تعرف كيف تندمج في بيئة العمل مع عدم الانخراط في الثرثرة ونشر الشائعات ولا تصدر أحكامك علي أحد دون سبب وجيه. كن حازماً بشرط الابتعاد عن العدوانية. حافظ علي كرامتك ولا تنحدر إلي مستوي لا يليق بك. والأهم أن تكون إيجابياً. فهذه الصفة تنتقل منك لغيرك.