* يسأل رمضان عبدالموجود الملواني من الإسكندرية: ما فضل التصدق علي ذوي الأرحام؟ وما الحكم إن قاطعوني؟ وما حد الرحم التي تجب صلتها وتحرم قطيعتها؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: اعلم عزيزي السائل أن أفضل الصدقة الصدقة علي ذوي الأرحام: قال النبي صلي الله عليه وسلم: "أفضل الصدقة صدقة علي ذي الرحم الكاشح". ومعني الحديث: أن أفضل الصدقة الصدقة علي ذي الرحم الذي أضمر العداوة في كشحه. لأنها تكون صلة وصدقة لذي رحم مقاطع. كما أن الله يضاعف ثواب الصدقة علي ذوي الأرحام: أخرج الإمام أحمد في مسنده والترمذي في سننه بسند صحيح عن سلمان بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "الصدقة علي المسكين صدقة. وهي علي ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة". وقال صلي الله عليه وسلم: "صدقة ذي الرحم علي ذي الرحم صدقة وصلة". وفئة التصريح بأن العمل قد يجمع ثواب عملين لتحصيل مقصودهما به. فلعامله سائر ما ورد في ثوابتهما بفضل الله ومنته. أما إن قاطعوك فصل رحمك أيضاً لخبر عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أخبرني بفواضل الأعمال؟ فقال: "يا عقبة صل من قطعك. وأعط من حرمك. وأعف عمن ظلمك" "أخرجه أحمد في مسنده". وأخرج البخاري وغيره عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها" "أخرجه البخاري". وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله إن لي قرابة. أصلهم ويقطعوني. وأحسن إليهم ويسيئون إلي. وأحلم عليهم ويجهلون علي. فقال: إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل- الرماد الحار- ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت علي ذلك" "أخرجه مسلم". ثانياً: ما هي الرحم التي تجب صلتها وتحرم قطيعتها؟ ولقد اختلف العلماء في حد الرحم التي تجب صلتها وتحرم قطيعتها علي قولين: الأول: قالوا بأن الرحم التي تجب صلتها خاصة بكل رحم محرم بحيث لو كان أحدهما ذكراً والآخر أنثي حرمت مناكحتها وعلي هذا القول لا يدخل أولاد الأعمام ولا أولاد الأخوال في الأرحام. الثاني: قالوا بإن الرحم تطلق علي الأقارب الذين يجمعك وإياهم نسب واحد سواء كان ذا محرم أم بينك وبينه توارث أم لا وهذا هو الصواب الذي رجحه النووي والقرطبي وابن حجر وغيرهم ويستدل بصحة هذا القول بحديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيراً فإن لهم ذمة ورحماً" "رواه مسلم". وقال الإمام النووي رحمه الله: "صلة الرحم هي الإحسان إلي الأقارب علي حسب حال الواصل والموصول فتارة تكون بالمال وتارة بالخدمة وتارة بالزيارة والسلام غير ذلك". * تسأل أحلام فتحي من القاهرة: نسيت قراءة الفاتحة في إحدي ركعات الصلاة. فهل أسجد للسهو أم ماذ أفعل؟ ** يجيب: للصلاة أركان لا تصح مطلقاً بدونها. منها قراءة الفاتحة في كل ركعة من ركعاتها. لقوله صلي الله عليه وسلم: "لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب". وعن أبي هريرة رضي الله عنه. أنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من صلي صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج" أي فهي غير كاملة. كما أن الأحاديث الواردة في هذا الشأن كثيرة وصحيحة. وأنه لا خلاف فيها. وبالتالي كان من الواجب عليك أن تقرئي الفاتحة أو تأتي بركعة أخري كاملة ثم تسجدين للسهو. أما السجود للسهو فقط دون الإتيان بالفاتحة فلا يجبرها. لأن الفاتحة ركن من أركان الصلاة. والسجود للسهو لا يجبر الركن.