مأساة إنسانية شهدتها منطقة كفر عبده بالإسكندرية بانهيار عقار من سبعة طوابق في لحظات وسط ذهول سكان المنطقة.. في إطار مسلسل الانهيارات التي تشهدها المحافظة.. خاصة بعد أن تبين ان صاحب العقار قد ارتفع بطابقين مخالفين أدي إلي تصدع بأحد جوانبه.. القدر كان رحيماً بإنقاذ 33 أسرة من قاطني العقار خرجوا من وحداتهم السكنية قبل الانهيار بأيام معدودة.. ما عدا أسرتين.. ولعل المفجع كان بحضور بعض قاطني العقار للحصول علي متعلقاتهم ليفاجأوا بأنه قد تحول إلي تراب وسط صراخاتهم علي ضياع شقي العمر.. المأساة امتدت أيضاً إلي العقار المجاور الذي تم إخلاؤه خوفاً من انهياره. .. ولعل أغرب ما في عقار كفر عبده المكون من سبعة طوابق علي مساحة 850 متر وكل طابق يضم خمس شقق وتم بناؤه عام 1973 بشارع القدس المتفرع من إبراهيم الشريف بمنطقة مصطفي كامل ويطل علي السكة الحديد.. هو ما كشفته المعاينة الهندسية الأولية بتحول العقار إلي كوم من التراب وعدم وجود حوائط حاملة وتساقطه بصورة تطابقية كل طابق فوق الآخر مما أدي إلي انعدام فرص النجاة لقاطني الطوابق الأولي كما تبين تآكل الحديد تماماً الموجود بالحوائط الحاملة ليتحول إلي تراب امتد ليغطي القضبان الحديدية ويوقف حركة القطارات وقطار أبوقير. أكد الدكتور محمد سلطان محافظ الإسكندرية أن العقار مبني من السبعينيات وان الانهيار تم مع الساعات الأولي من الصباح موضحاً أنه قد صدر منذ بضعة أيام قرار من حي شرق بهدم الطابق السادس والسابع لتخفيف الأحمال وإخلاء العقار من السكان دون المنقولات لحين ترميمه إلا أن أسرتين رفضتا الإخلاء ومكثتا علي مسئولتيهم الشخصية. فور وقوع الحادث انتقلت قوات الحماية المدنية والمنطقة الشمالية بالإضافة إلي لجنة من الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية برئاسة اللواء أحمد العزازي رئيس الشعبة لايجاد حلول سريعة لإعادة تسيير حركة القطارات المتوقفة بعد انهيار العقار عليها. قامت المحافظة بتوفير أتوبيسات للنقل العام لنقل المسافرين إلي كفر الدوار والعكس بعد ان تم إلغاء الحجوزات حتي تم إعادة تسيير خط القاهرة أولاً ومن بعده خط أبوقير. قام محافظة الإسكندرية بتوفير عمارتين بالعامرية لسكان المنكوب.. خاصة وان سكان العقار جميعهم مستأجرون وليسوا ملاكاً. كما قامت المحافظة بتشكيل لجنة من كلية الهندسة لمعاينة العقار المجاور للعقار المنهار خاصة وانها عقارات قديمة وقررت اللجنة إخلاء العقار المجاور من السكان دون المنقولات كما تم قطع الغاز والكهرباء والمياهه عن المنطقة لحين انتهاء عملية رفع الانقاض. قامت مديرية التضامن الاجتماعي بنقل 15 فرداً من العقار المجاور للعقار المنكوب إلي دار المسنين بمصطفي كامل وتقديم ثلاث وجبات لهم ومصروف يومي كما تم رفع حالة الطوارئ لتقديم خدمات للأسرة المنكوبة مع تواجد فريق من الهلال الأحمر. قام فريق من نيابة سيدي جابر بمعاينة موقع الحادث وأمرت بتشكيل لجنة من كلية الهندسة كان تعليه الطابقين بالعقار أدت إلي انهيار أم تأثره بذبذبات حركة القطارات مع قدومه والتحفظ علي ملف العقار بحي شرق وبيان سبب عدم تنفيذ قرار الإزالة. أكدت الدكتورة عزة الفناجيلي وكيل وزارة الصحة علي أنه تم نقل مسنة تدعي فاطمة السيد 67 سنة لمستشفي جمال عبدالناصر بعد إصابتها بحالة إعياء في أعقاب الحادث. التقت "المساء" بسكان العقار المنكوب فتقول دينا محمد.. أنا من سكان الطابق الرابع وحضرت لأخذ ملابسي حيث أقيم مع والدتي لحسن الترميم وفوجئت بانهيار العقار.. وقالت أنا لا أصدق الصورة التي شاهدته عليها واشك ان الانهيار بفعل فاعل فقد صدر قرار بهدم الدورين المخالفين الذي بناهم مالك العقار منذ أسبوعين وكنا ننتظر التنفيذ ولا يمكن للعقار ان ينهار وهو بحالة جيدة. تقول أسماء فيصل من سكان الطابق الرابع لقد تركت منزلي سريعاً بعد قرار الإخلاء للترميم واستأجرت شقة بالشارع المجاور لحين عودتنا وفوجئت بمن يبلغني بالانهيار وأضافت ان العقار قد تصدع من أحد جوانبه بعد تعليته دورين وصدر القرار بهدمهما ولا أصدق انه انهار فأغلب الشقق التي تقع علي الجانب الاخر بحالة جيدة. قالت حنان حمدي أحد سكان العقار بإننا احضرنا مستشاراًَ هندسياً لمعاينته بعد قرار الحي وتبين أن نصيب كل شقة "35 ألف جنيه" ورفضت عدد من الشقق الدفع لارتفاع المبلغ وخرجت أغلبية الشقق ما عدا الدكتور محمد نبيل وحرمه وعمرو البلتاجي.. وأضافت لم نتمكن من نقل أثاثنا ولا ملابسنا لنفاجئ بالانهيار بالرغم من ان المعاينة أكدت أنه في حاجة لترميم فقط. أما أيمن حامد وهو مقيم بالطابق السادس فقال إن والدته تقيم بالعقار وانه يتردد عليها وغادرته عند صدور قرار الحي ورجح أسباب الانهيار ان العقار قد تعرض لحريق منذ عامين بإحدي الشقق مما تسبب في حدوث تصدعات وميل بالعقار موضحاً أنه قد تم عرض العقار علي أكثر من استشاري الذي أكد علي ضرورة الترميم وغادر أغلب السكان العقار خوفاً علي حياتهم ما عدا أسرتين فيما رفض عدد كبير من قاطني العقار دفع مبالغ مالية بالرغم من صدور القرار في 21 مارس الماضي بناء علي شكوي من أحد السكان بتساقط أجزاء منه. أصيبت قضبان قطار أبوقير بحالة من الهبوط بعد تساقط أجزاء من العقار عليها وتم إعادة رفع مستواها مرة أخري ليعود عمل القطارات مرة أخري بعد توقف دام ما يزيد علي العشر ساعات عكس قطار القاهرة والمحافظات الذي استأنف العمل به بعد توقف دام بضعة ساعات.