مأساة انسانية شهدها عقار محرم بك المنكوب الذي انهار علي سكانه لعدم قدرتهم المالية علي ترميمه ورفض الورثة المالكين المساهمة واتهام السكان لهم بأعمال تخريبيه.. أما الطامة الكبري فكانت في البحث عن جثتين تحت الانقاض دون جدوي حتي انقضي النهار واصبحت اعمال البحث تتم تحت الاضواء الكاشفة بمساعدة الكلاب البوليسية وايضا القوات المسلحة لسرعة استخراج من تحت الانقاض مع تضارب اسمائهم ما بين محمد فؤاد "70 سنة" بالدور الأول وعم صالح بالدور الثالث. اكد "علي مرسي" رئيس حي وسط علي ان العقار المنكوب رقم 71 بشارع المعز المتفرع من أمين الرفاعي مكون من طابق ارضي وثلاثة ادوار علوية بكل طابق شقة وهو بناء قديم صدر له قرار ترميم رقم 44 لسنة 91 ولم يتم التنفيذ وتحرر محضر بعدم التنفيذ.. واضاف ان مع الانهيار تم قطع المرافق عن المنطقة بأكملها لحين رفع الانقاض موضحا انه قد تم تشكيل لجنة هندسية من الحي لمعاينه ثلاثة عقارات مجاوره للعقار المنهار وصدر قرار بازالة احدهم حتي سطح الأرض لتصدعه وهو عقار خال من السكان وجار دراسة وضع العقاريين الاخريين. وانتقلت "المساء" لموقع الحادث حيث التفت الأهالي بالشوارع المؤديه للعقار بعد ان ساد الظلام المنطقة ولم تظهر جثة محمد فؤاد قاطن الطابق الأول وعم صالح كما يشتهر بالمنطقة بينما اسمه الحقيقي متولي سليمان "70 سنة".. وتقوم الكلاب البوليسية من جهة وإدارة الدفاع المدني من جهة أخري والهيئة الهندسية للقوات المسلحة من جهة ثالثة بالتنقيب عن الجثث المفقودة نظرا لضيق الشوارع المؤديه للعقار المنهار وانتشار العقارات المخالفة والتي يبلغ ارتفاعها 16 طابقاً بجوار العقارات المتهالكة بالمنطقة. ولعل اول جثة تم استخراجها كانت لسيدة تدعي "نجوي محمود أحمد" "54 سنة" "عاملة بمدرسة عرفان" والتي كانت تسير في الرصيف المقابل للعقار المنهار لحظة الانهيار الا أن حظها العثر سقط قالب من الطوب علي رأسها لتموت في الحال. ويفجر المدعو "هيثم عادل" احد سكان العقار المجاور للعقار المنكوب لقد سبق وان انهار احد الأعمدة الحاملة للعقار منذ ما يقرب من شهر وانقذتنا حارة السلطان سيدمدين الفاصلة بيننا وبين العقار والا كان عقارنا قد انهار وقام غالبية السكان بمغادرته واستيئجار شقق بالمنطقة لحين التوافض مع مالكي العقار علي الترميم ولم يبقي بالعقار سوي شقتين بالدور الأول وتقطنها سيدة تدعي ماجدة محمد وشهرتها كوكا وزوجها محمد فؤاد وشقة بالطابق الثالث ويقطنها "انور". سليمان "93 سنة" وشقيقه "متولي سليمان" "70 سنة" وابنه محمد وزوجته واولاده وهناك عم صالح ويقيم بمفرده ويتردد عليه ابنه يوسف لزيارته ولا نعلم جثه من تحت الانقاض. .. اما عن قناوي من سكان المنطقة ففجر مفاجأة من العيار الثقيل حينما أكد علي ان البطل الحقيقي هو الطفل "حسن سامح" "15 سنة" المقيم في العقار المواجهة للعقار المنهار بالطابق السادس عشر الذي سمع مثلنا صوت الفرقعة قبل الانهيار للاعمدة الحاملة للعقار فسارع بالنزول إلي العقار المنهار واخذ يصرخ لانقاذ السكان الا ان العقار انهار عليه ومن حسن الحظ انه انهار عليه وهو علي المدخل فسارعنا لرفع الانقاض بايدينا ونحن نسمع صوته وهو يردد. انا عايش انقذوني.. وتمكنا من اخراجه ونقل للمستشفي حيث اصيب بكسر بالذراع والساق وارتجاج بالمخ وحالته مستقره بعد ان تم انقاذه بأعجوبة..وبجانب العقار وقفت سيدة تصرخ مناديه علي زوجها من تحت الأنقاض تدعي "ماجدة محمد" واكدت علي ان مالكي العقار وراء انهياره بعد عرضوا عليهم اموال للاخلاء لرغبتهم في هدموا فرفضوا فقاموا بتسكين السطح لاحد اتباعهم الذي ظل يكسر في ماسورة المياهه للتأثير علي الأعمدة الحاملة. من ناحية أخري انتقل فريق من النيابة العامة لمعاينه العقار حيث تبين ان العقار قد انهار بصورة تطابقيه لعدم وجود اعمدة حاملة فانهار كل طابق علي الاخر.. وامرت النيابة بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة العقار وبيان اسباب انهياره والتحفظ علي الملف الخاص به بحي وسط واستدعاء السكان الناجيين للسؤال وورثه العقار والتصريح بدفن الجثة المستخرجة.. وكشفت التحقيقات عن ان العناية الالهية قد انقذت سكان العقار لتوجههم إلي اعمالهم صباحا لحظة الانهيار ولم يبقي بالمنزل سوي كبار السن ولو انهار ليلا لتضاعف عدد الضحايا.