أن يحتل المخرج المصري الكبير ثلاث صفحات كاملة وحده في موسوعة تاريخ السينما في العالم فهذا في حد ذاته شرف كبير يعني أن مصر قدمت واحدا من أهم صناع السينما في العالم منذ نشأتها.. قد احتلت السينما العربية كاملة حوالي 17 صفحة من ثلاث مجلدات كبيرة عن السينما في العالم وبالطبع كلها تدور حول السينما المصرية التي يعتبرها النقاد والمؤرخون هي المرادف الطبيعي للسينما العربية. كتب الفصل الخاص بالسينما العربية المؤرخ السينمائي البريطاني "روي أرمز" الذي قدم فصلا هاماً لم يهتم بالافلام السينمائية التي قدمتها السينما المصرية وانما تعرض للسياق الاقتصادي والاجتماعي الذي دخلت فيه السينما إلي مصر واقتحام السينما عصر الاحتلال مما جعل الافلام وقتها للتسلية ثم تواتر السباق الاجتماعي والاقتصادي لتتحول إلي اشكال مختلفة تنحو نحو الجدية وسينما المؤلف والسينما الغنائية وتحدث عن مرور السينما المصرية بسياقات اجتماعية واقتصادية مختلفة علي مر العصور من طغيان الميلودراما المصطنعة والكوميديا السطحية إلي تطور نوعي في الخمسينيات علي ايدي كتاب السيناريو الجادين والمخرجين الواقعيين ومنهم صلاح أبوسيف. ثم يتعرض لسينما يوسف شاهين الذي اكتشف مناطق اخري للتعبير في افلام لها طابع رمزي وسير ذاتية وأشاد الفصل بالمخرج العبقري شادي عبدالسلام الذي اعتبره أهم مخرج في السينما المصرية في الستينات رغم انه له فيلم واحد هو المومياء. نأمل ان تحمل موسوعة السينما العالمية في اصداراتها القادمة فصلا وفصولا مشرفة اخري للسينما المصرية تصنعها الاجيال الجديدة بعد ثورة 25 يناير لعلها تمحو بعض النقد اللاذع للسينما المصرية في العقدين الاخيرين.