السينما المستقلة في حالة نشاط مكثف هذه الأيام كمحاولة جادة لتجد لها مكانا بين أفلام الشركات الإنتاجية الكبيرة بأموالها ونجومها واحتكارها لنوعية الأفلام التي تعرضها في دور عرضها التي تملكها. وأهم ما تعانيه السينما المستقلة هي أن الجمهور لا يشاهد أعمالها في دور العرض المنتشر في مصر وذلك لأن دور العرض ليست مجهزة لعرض هذه النوعية من الأفلام التي يتم تصويرها بكاميرات الديجيتال التي عند تحويلها إلي أفلام35 ملم لعرضها علي شاشات دور العرض الموجودة تتكلف بين30 إلي40 ألف دولار في الفيلم الذي مدته لا تزيد علي10 دقائق مثلا. وأصحاب وشركات دور العرض ليسوا علي استعداد لتجهيزها لاستقبال أفلام السينما المستقلة التي لا يقبل عليها الجمهور. علي الرغم من أن هذه الأفلام تعرض في معظم المهرجانات السينمائية الدولية العالمية الأجنبية والعربية وتحصل معظمها علي جوائز تؤكد جودتها وأهدافها وفكرها ورسالتها وجودة كل عناصر افلامها تمثيلا.. واخراجا.. وسيناريو ووجوها جديدة وتكلفتها البسيطة ورسالتها التي تؤكد رفض الاحتكار وفرض نوعيات معينة من الأفلام والمغالاة في أجور النجوم والاغراق في تكاليف إنتاج الفيلم لجذب المشاهد باشياء لا تفيده ولا تفيد السينما وصناعتها وأن السينما المستقلة لا تحتاج كل هذا المال.. ولا تملكه لكنها تحتاج للموهبة والموضوع الجيد. وأمام مشكلة عرض أفلام السينما المستقلة تتفاوض مع أصحاب دور العرض وشركاتها بأن تقدم الأفلام المستقلة الجائزة للعرض فنيا ومدتها لا تزيد علي10 دقائق قبل عرض الأفلام الكبري وبهذا يتحقق للسينما المستقلة عنصر المشاهدة الجماهيرية والمساعدة الفنية لانطلاقها نحو تقديم أفلامها الطويلة الجاهزة في دور عرض عادية أو في دور عرض تم تجهيزها فعلا لعرضها بناء علي اقبال الجماهير وهناك آمال أن تحقق عروض أفلام السينما المستقلة في المراكز الفنية والثقافية وساقية الصاوي ولها جماهير تذهب إليها كمؤشر لانطلاقها وتحقيق أملها في خلق سينما جديدة تسعي إليها منذ سنوات وترجوه صناعة السينما المصرية لتلحق بالعالم الذي يهتم بالسينما المستقلة الآن ويقدم لها كل العون من خلال شركات تخصصت في مساعدة هذه السينما المستقلة الجديدة التي أصبح لها مكان في كل العالم وفي كل مهرجانات العالم والسينما المستقلة المصرية عرفت طريق المهرجانات وحققت نجاحا يطلب منا ومن اصحاب السينما المستقلة والاجهزة التي يعنيها الأمر العمل علي تسهيل انطلاقها بتخفيف الإجراءات الروتينية في التصاريح للتصوير وكثيرا من المبالغ المطلوبة التي تحصل عليها النقابات الفنية إلي جانب تكلفة النسخة التي يتم إيداعها في المركز القومي وحصول الجهات المعنية علي قصة الفيلم وأماكن التصوير كل هذه الاشياء تقف ضد تكلفة الفيلم المستقل لانها تصل إلي100 ألف جنيه لتصوير فيلم سينما مستقلة.. وهذا يؤثر بالطبع في عملية الإنتاج التي من المفروض أنها أفلام قليلة التكلفة ويشترك في إنتاجها أحيانا كثيرة النجوم المشتركون فيها مع الوجوه الجديدة كما حدث في فيلم هيلوبوليس و ميكرفون ومشاركة ابطاله في إنتاجه منهم بطل الفيلم خالد أبوالنجا والمخرج المؤلف محمد عبدالله وحصل فيلم ميكرفون علي جائزة أفضل فيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وجوائز في عديد من المهرجانات العربية والأجنبية وهناك أعمال أخري لكثير من المخرجين منهم المخرج إبراهيم البطوط الذي يعتبر الأب الروحي للسينما المستقلة وقدم لها أفلام: عين شمس و ثياكي وفيلم الحاوي الذي يعرض الآن.. ويستعد لتقديم فيلم جديد بطولة عمرو واكد ايضا والمخرج أحمد رشوان.. وأحمد دسوقي صاحب فيلم بصرة والمخرجة هديل نظمي.. ويقدم لحظات مهمة تكشف عن مشاعر داخلية لفتاة حجزت في أسانسير لمدة12 دقيقة وحيدة مع مكالمة موبايل من غريب واسم الفيلم الاسانسير. والسينما المستقلة بدأت في مصر منذ سنوات مضت وظهر لها أكثر من مخرج ودخل مجالها شباب من الوجوه الجديدة ومن خريجي معهد السينما ومعاهد الفنون ومن أصحاب التجارب بداية من الأفلام التسجيلية ووصولا إلي افلام السينما المستقلة بقواعدها الخاصة بها وهناك كثير من الأفلام تم تصويرها باسلوب الافلام المستقلة من حيث قواعدها قليلة التكلفة وجوه جديدة جودة الموضوع والموهبة الصادقة وكسر الاحتكار والمبالغة في الأجور ومنها أفلام تعرض الآن وأخري تم عرضها مثل فيلم سفاري الذي يعتمد تماما علي الوجوه الجديدة ويعتبر هؤلاء الوجوه أن فيلم سفاري هو الطريق إلي النجومية. ولا ننسي فيلم المخرجة والممثلة والمؤلفة نادين لبكي اللبنانية التي قدمت فيلم سكربنات وآثار ضجة نجاح كبيرة في مهرجانات سينمائية عديدة ولم تكتف بهذا الفيلم لكنها اشتركت بفيلمها الثاني هلالوين في مهرجان كان هذا العام وقدمت الفيلم من تأليفها وتمثيلها واخراجها. وتدور أحداثه حول موقف المرأة عندما يذهب الرجال للحروب وكيف تواجه النساء العلاقات الاجتماعية المختلفة المذاهب والاديان وحصلت علي جائزة فرانسوا شاليه. وقد استعانت في فيلمها بعدد100 ممثل لشخصيات في الفيلم وهم لم يكونوا ممثلين محترفين يقفون أمام الكاميرا لأول مرة.. واشترك في إنتاج الفيلم أسرتها كلها شقيقتها مصممة الملابس وزوجها مؤلف موسيقي الفيلم! وكثير من المخرجين في السينما المصرية تحولوا الآن إلي السينما المستقلة منهم المخرج أسامة فوزي الذي صرح بأن السينما المستقلة فرضت نفسها في الأيام الأخيرة وقررت اقتحام مجالها وأعتبر نفسي واحدا من مخرجي السينما المستقلة فأفلامي لها مذاق خاص بحب السينما عفاريت الاسفلت جنة الشياطين وبالألوان الطبيعية. وإذا كانت السينما المستقلة بهذا المجال الذي يجذب الجمهور ويعتمد علي ميزانية منخفضة تحقق التوازن بنيها وبين الخسائر الضخمة التي تصيب أفلام السينما وتحقق ايضا كل المبادئ التي ظهرت من أجلها وتحركت إلي مهرجانات العالم وأصبحت سينما جديدة تغزو سينمات العالم. فهل تستطيع السينما المستقلة المصرية أن تحقق أحلامها.. كما حققت معظم أفلام السينما المستقلة في العالم أحلامها بكل المساعدة الفنية وإتاحة فرصة مشاهدة الجماهير لهذه النوعية من أفلام السينما الجديدة التي اسمها السينما المستقلة ياريت س.ع