هناك مؤشرات قوية تؤكد أن كلمة الرئيس السيسي أمام القمة الإسلامية الأمريكية بالرياض ستكون الدستور الذي سيتم بمقتضاه حسم المعركة مع الإرهاب.. هذا الدستور يتلخص في: 1 التصدي للإرهاب علي نحو شامل دون اختزال المواجهة في تنظيم أو اثنين أو في مسرح عمليات واحد دون غيره.. وبالتالي لن تكون الحرب علي الإرهاب مقصورة علي داعش والقاعدة فقط بل كل التنظيمات مجتمعة "داعش والنصرة وحزب الله والقاعدة والحوثيين وحماس والإخوان وغيرها" ولن تكون في العراقوسوريا فقط بل كل مكان يتواجد به إرهابي مثل ليبيا واليمن وغزة وشمال سيناء أيضًا وكذلك التحرشات الإيرانية بدول الخليج العربية. 2 مواجهة كافة أبعاد ظاهرة الإرهاب فيما يتصل بالتمويل والتسليح والدعم السياسي والإيديولوجي استنادًا إلي أن الإرهابي ليس من يحمل السلاح فقط وإنما أيضًا من يدربه ويموله ويسلحه ويوفر له الغطاء السياسي والأيديولوجي وبالتالي فإنه شريك أصيل في الإرهاب. هنا.. أشار الرئيس بأصابع الاتهام إلي إيرانوقطروتركيا تحديدًا وإن لم يذكرها بالاسم.. بدليل أنه أعقب ذلك بأسئلة كاشفة وفاضحة: أين تتوفر الملاذات الآمنة للتنظيمات الإرهابية لتدريب المقاتلين ومعالجة المصابين وإجراء الإحلال والتبديل لعتادهم ومقاتليهم؟؟.. "إيرانوتركياوغزة والسودان" والعلاج يكون في اسطنبول عادة وفي تل أبيب أحيانًا..!! من الذي يشتري منهم البترول المنهوب ومن الذي يتواطأ معهم عبر تجارة الآثار المسروقة والمخدرات؟؟.. "تركيا أيضًا".. من أين يحصل الإرهابيون علي الدعم المالي؟؟.. "قطر والإخوان".. وكيف يتوفر لهم وجود إعلامي عبر وسائل إعلام ارتضت أن تكون أبواقًا دعائية للإرهابيين؟؟.. "تميم بأموال الشعب القطري وعبر قناة الجزيرة الصهيونية.. وأردوغان من خلال قنوات الإخوان لديه".. والمؤكد أن الرئيس السيسي مستحيل أن يسرد وقائع نوعية محددة كهذه ويتهم دولاً ولو دون ذكر أسماء إلا إذا كان يملك فعلاً أدلة الإدانة.. ومن ثم فإنه يعلن للعالم كله أن أنظمة إيرانوقطروتركيا علي وجه الخصوص هي أنظمة إرهابية وتحت أيدينا الأدلة. 3 القضاء علي قدرة التنظيمات الإرهابية علي تجنيد مقاتلين جدد بأن تكون المواجهة أيديولوجية وفكرية.. ولذا فإنه يشدد وللمرة المليون علي ضرورة تجديد الخطاب الديني لشل قدرة هذه التنظيمات علي التجنيد أو اجتذاب متعاطفين جدد من خلال تفسيرات مشوهة لتعاليم الأديان تخرجها عن مقاصدها السمحة وتنحرف بها لتحقيق أغراض سياسية. 4 الحفاظ علي المؤسسات الوطنية للدول لأن تفكك وزعزعة استقرار هذه المؤسسات يوفر بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية مما يسقط الدول.. ولذا ضرب مثلاً بمصر ونموذجها التاريخي في استعادة مؤسساتها الوطنية بشكل سلمي وحضاري من خلال تفعيل الإرادة الشعبية الجارفة التي رفضت كل محاولات اختطاف الدولة المصرية العريقة وتجريف هويتها الوطنية التي تشكلت علي مدار التاريخ.. انه هنا يقول لكل الدول إن الأنظمة لابد أن تحافظ علي ظهيرها الشعبي الذي هو خط الدفاع الأول والأخير.. انها "أم النصائح" لو يعلمون. 5 تسوية أزمات المنطقة بما يحافظ علي وحدة وسيادة الدول الوطنية وسلامتها الإقليمية وحمايتها من قوي التطرف والتشرذم الطائفي ومحاولات التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والإسلامية مؤكدًا أن مصر تدعم بقوة هذا الاتجاه ومن ثم ينادي وبأعلي صوت بحل أزمات العراقوسوريا وليبيا واليمن مع الحفاظ علي وحدة أراضيها ونسيج شعوبها دون تدخل من الخارج في شئونها لأن هذه الأزمات هي البيئة الخصبة لنمو الإرهاب وانهيار الدول. 6 ضرورة تسوية القضية الفلسطينية بحل عادل وشامل ونهائي علي أساس حل الدولتين ومرجعيات الشرعية الدولية.. انها أهم الأسس التي تضمن نجاح الحرب علي الإرهاب خاصة أن هذه القضية يتخذها الإرهابيون المطية التي يركبونها لتبرير جرائمهم البشعة. الآن.. ما هو المطلوب منا بالضبط؟؟.. علينا أن نقدم كل الأدلة الدامغة ويقينًا نحن نملكها علي تورط إيرانوتركياوقطر وحماس والسودان في دعم الإرهابيين ماديًا وتدريبيًا وتسليحيًا وسياسيًا وإعلاميًا إلي مجلس الأمن الدولي ومجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية. * مجلس الأمن لمحاسبة إيرانوتركيا.. طهران بسبب دعمها لحزب الله والحوثيين في سوريا ولبنان واليمن وتحرشها بدول الخليج العربية. وتركيا لشراء أردوغان الآثار التي سرقها داعش من العراقوسوريا والبترول المنهوب من الدولتين ودعمه للدواعش بسيارات دفع رباعي من اليابان وإيوائه لمقاتلين وإدخالهم الأراضي العراقية والسورية من حدوده وعلاجه لمصابيهم في مستشفياته إضافة إلي إيوائه الإرهابيين الفارين من مصر علي أراضيه وفي فنادقه وإنشاء منصات إعلامية بتركيا للتحريض ضد مصر. * مجلس التعاون الخليجي لمحاسبة قطر علي دعم أميرها تميم للإرهابيين في غزة وليبيا وأظن أن إسقاط طائرة الأسلحة القطرية فوق الأراضي الليبية ليس ببعيد إضافة إلي إيوائه الإخوان الهاربين من مصر فوق أراضيه وتسخير قناته الصهيونية لمهاجمة مصر والتحريض ضدها وأظن أيضًا أن هناك 3 دول خليجية صنفت الإخوان جماعة إرهابية هي السعودية والإمارات والبحرين ولابد أن يكون لها موقف منه حتي يعرف حجمه الحقيقي. * الجامعة العربية لمحاسبة السودان علي تحويل البشير أراضيه إلي مركز تدريب للإرهابيين ومعبر آمن لهم إلي قطروتركيا ولندن. يقيني أن كل هذه الأدلة يجب تقديمها فورًا إلي الجهات الثلاث لمحاسبة المتورطين بحسم.. صبرنا عليهم بما فيه الكفاية.. من أمن العقاب أساء الأدب. هذه الحدوتة الماسخة ستنتهي قريبًا بإذن الله.. فقط انتظروا وانظروا وترقبوا.