** لا يختلف اثنان علي أن دولة الامارات العربية المتحدة هي نموذج حقيقي للوحدة والاتحاد منذ ما يقرب من "47 عاماً".. حيث حولت الدولة الصحراء إلي حضارة مادية ودولة عصرية لترتفع راية الرخاء في كل مكان بها وجعلت من البحر اعجوبة والانسان طاقة ابداعية منتجة ومتفوقة وحولت الاقتصاد إلي قيمة انتاجية. ويعلم القاصي والداني ليس فقط في كل البلدان العربية ولكن في العالم أجمع ان دولة الامارات العربية المتحدة لم تتأخر يوما في الوقوف ومساندة كل قضايا الحق والعدل والخير وانها دولة ذات رؤي سياسية ودبلوماسية وفكرية وثقافية متوازنة بعيدة عن الشطط والمبالغة والانحياز للباطل.. فهي تنحاز دائما إلي جانب خير الانسان والشعوب في كل مكان بالعالم.. مما جعل الكثيرين يطلقون عليها "امارات الخير" منذ ان أسسها المغفور له باذن الله تعالي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان الذي أوصي أبناءه بمصر وأهلها.. مما جعل الجميع يطلقون عليه "زايد الخير". ولعل البعض لا يعرف ان الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي لدولة الامارات هي الخامسة منذ توليه رئاسة الجمهورية في يونيو 2014 بما يعكس خصوصية العلاقات المصرية الاماراتية وما تتسم به من الود والتعاون المشترك. رتجسد زيارة الرئيس السيسي لدولة الامارات العربية المتحدة العلاقة القوية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين ووقوفهما دائما إلي جانب الحق العربي والحرص علي التواصل والتنسيق المستمر لما فيه مصلحة البلدين والشعبين والقضايا العربية التي تحتاج إلي لم الشمل العربي ومكافحة الإرهاب والتطرف وتدخل بعض القوي الخارجية للعبث بأمن واستقرار الدول العربية. والمتابع لسياستي "مصر ودولة الامارات العربية" سيجد أنهما تسعيان إلي تحقيق الاستقرار وايجاد حلول للأزمات التي تشهدها المنطقة مما يستلزم تضافر جميع الجهود العربية لتعزيز الأمن القومي العربي. ولقد جاءت زيارة الرئيس السيسي إلي دولة الامارات استكمالا للزيارة الناجحة للشقيقة المملكة العربية السعودية منذ عدة أيام وذلك في اطار تنسيق الجهود العربية الرامية لانقاذ المنطقة العربية ومواجهة التحديات الكبري التي تهدد استقرارها وأمنها. والمتابع أيضا لمسار العلاقات "المصرية الاماراتية" علي مدار سنوات طويلة يصل إلي اقتناع راسخ بخصوصية العلاقة بين البلدين وهو ما تؤكد عليه الزيارات رفيعة المستوي المتبادلة.. وتطابق رؤي البلدين بشأن ضرورة تكثيف العمل العربي المشترك والجهود الدولية بهدف التوصل لحلول سياسية لكافة تلك الأزمات علي النحو الذي يحفظ وحدة أراضيها ويصون سلامها الاقليمي ومؤسساتها الوطنية وبما ينهي المعاناة الانسانية لشعوبها ويحقق مصالحها العليا. نتائج المباحثات واللقاءات التي أجراها الرئيس السيسي مع أشقائه في دولة الامارات العربية المتحدة أكدت علي قوة العلاقات وروابط الاخوة وعلاقات التعاون التي تربط بين البلدين مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والامارات بقيادة شقيقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان تلك العلاقات الممتدة عبر التاريخ والتي تحمل بين طياتها كل أواصر التعاون بين البلدين الشقيقين في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية وأهمية مواصلة العمل علي تطوير العلاقات الثنائية علي كافة الأصعدة لأن المرحلة الراهنة تفرض تحديات كبيرة علي كافة الدول العربية مما يستلزم تضافر جميع الجهود لتعزيز الأمن القومي العربي. لقد أثمرت زيارة الرئيس السيسي للشقيقة دولة الامارات العربية المتحدة عن توسيع مجالات التعاون في المشروعات التنموية الجاري تنفيذها في مصر خاصة مشروعات إنشاء المدن الجديدة ومشروعات البنية الأساسية في مجالات الطاقة والنقل.. واقامة "معرض عقارات مصر" في دبي وما يوفره من امكانية للتعريف بالفرص الاستثمارية المتنوعة خاصة في المدن الجديدة. زيارة الرئيس السيسي لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة أكدت علي تعزيز وتطوير وتعميق التعاون بين مصر والامارات في العديد من المجالات.. وهي أمر طبيعي في ضوء العلاقات عميقة الجذور بين الشعبين الشقيقين والروابط الودية بين البلدين وقيادتيهما.