مواجهة الأهلي اليوم مع شقيقه الترجي التونسي أشبه بمغامرة محفوفة بالمخاطر الكروية لكونها تقبل كل الاحتمالات بعد أن وضع نجوم الأهلي أنفسهم في مأزق حرج وصعب جعل مصيرهم في الصعود للمربع الذهبي لبطولة الملايين الأفريقية مرهوناً حتي الثواني الأخيرة من تلك المواجهة في ختام دوري المجموعات.. ولكن التاريخ يقول.. ويؤكد دوماً أن الأهلي بحكم عراقته وتاريخه الحافل بالإنجازات والبطولات المحلية والعربية والأفريقي وصولاً للعالمية والحصول علي ميداليتها البرونزية وما يمتلكه من نجوم دوماً علي أعلي مستوي فني ومهاري كلها مقومات تؤهله للتعامل مع مثل هذه المواقف المصيرية والفاصلة لأن نجومه يتمتعون بالخبرات الدولية الكبيرة وثقافة الفوز والأداء المهاري والوعي الخططي الذي يعطيهم القدرة علي التحكم في رتم هذه المباريات الحاسمة طبقاً لسير أحداثها ومتغيراتها وإذا كان الأهلي قد تعثر في بداية مشوار دوري المجموعات فإن مباراته في الجولة قبل الأخيرة أمام الوداد المغربي أثبتت أن الفريق قد استعاد توازنه فنياً وبدنياً والكثير من فاعليته الهجومية والصلابة الدفاعية بعد الدفع برامي ربيعة ومحمد نجيب مع الصخرة وائل جمعة وهو ما أضفي مزيداً من حسن التنظيم الدفاعي والتأمين لعمق مرماه.. ومع ارتفاع معدلات السرعة في الأداء والانطلاق نتيجة لوصول أغلب نجوم الفريق لفورمتهم العالية وفي مقدمتهم محمد أبوتريكة وجدو وأحمد فتحي وسيد معوض والهداف عماد متعب وحسام غالي القائد المحنك والدينامو حسام عاشور أصبحت الصورة العامة مطمئنة تجعلنا نتفاءل بقدرة الأهلي اليوم علي حسم تلك المواجهة المصيرية في "جمعة الحسم" لصالحه رغم كل التحديات حتي يواجهها نتيجة للظروف المحيطة باللقاء وفي مقدمتها أنه مطالباً بالفوز بفارق هدفين.. وأنه يواجه فريق الترجي العملاق والعريق وهو فريق بطولات لديه نفس الطموح.. وثالثاً أن البطل التونسي الشقيق يخوض اللقاء ولديه أكثر من فرصة للعودة لتونس ببطاقة الترشيح للمربع الذهبي أصعبها أن يخرج مهزوماً بهدف واحد فقط وهذا الدافع الذي يفرض نفسه علي اللقاء يجعلنا نتوقع أن يقاتل الترجي بشراسة وأن يؤدي لاعبوه بثقة وبهدوء شديدين سوف ينعكس علي تركيزهم في الملعب كونهم يمتلكون تلك الفرص المتعددة لخطف بطاقة الترشيح.. وإذا كان نبيل معلول المدير الفني للترجي سوف يلجأ لتأمين منطقة مرماه واعطاء الجانب الدفاعي أولوية مع الاعتماد علي الهجمات المرتدة السريعة الخاطفة فإن المخضرم مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي والخبير بالبطولات الأفريقية ليس "تلميذاً" ولابد أنه استعد بأكثر من سيناريو للتعامل مع كل المواقف فإنني علي ثقة بأن جوزيه لن يخاطر ويندفع في الهجوم باعتباره مطالب بالفوز بفارق الهدفين بدون ضوابط دفاعية تضمن له حماية من أي هدف مفاجئ ومعاكس يقلب كل الموازين رأساً علي عقب فالحذر مطلوب من نجوم الأهلي والتركيز مطلوب بما يضمن الفرصة المتاحة خاصة أن سلاح التركيز سيقودهم لتحويل أنصاف الفرص لأهداف تقود الأهلي للانطلاق بقوة لتحقيق حلم استعادة كأس أفريقيا والوصول للعالمية بمونديال العظماء باليابان للأندية أبطال القارات.. ويبقي دور جماهير الأهلي العظيمة أن تجعل من هذا اللقاء العربي الأخوي مهرجاناً في حب مصر وتونس بالتحلي بالسلوك الحضاري في استقبال فريق الترجي الشقيق وتشجيع نجوم الأهلي حتي الثواني الأخيرة وتقبل النتيجة بروح رياضية ليصبح هذا اللقاء في فنون الساحرة المستديرة لنجوم قطبي الكرة المصرية والتونسية بمثابة احتفالية جديدة لشعوب وجماهير الترجي والأهلي بثورتي الورد والياسمين.