أغنانا الابن العزيز الكاتب الصحفي الأستاذ مؤمن الهباء في مقاله بصحيفة "المساء" يوم أمس الذي كتبه بعنوان "اعتزال العزبي" عما يعتمل في صدورنا جميعاً نحن الذين صدموا بقرار الكاتب الكبير الأستاذ محمد العزبي اعتزال الكتابة الصحفية واختفاء مقاله في الصفحة الأخيرة بالعدد الأسبوعي بجريدة الجمهورية كل يوم خميس. وفعلاً افتقدنا هذا المقال الرائع الذي حظي باعجاب كل من قرأوه وأولهم الكاتب الصحفي الأستاذ جلاء جاب الله رئيس مجلس إدارة دار التحرير للطبع والنشر والكاتب الصحفي الأستاذ فهمي عنبه رئيس تحرير جريدة الجمهورية.. وجمهرة كبيرة من القراء والأحباب الذين قدروا التاريخ الصحفي لكاتبنا الكبير والأسلوب الراقي الذي كان يتبعه في كتاباته. لا أستطيع أن أزيد شيئاً علي ما قاله الأستاذ مؤمن الهباء من أن قلم الأستاذ العزبي ليس ككل الأقلام وسطوره ليست ككل الكلمات والسطور.. انه كاتب متفرد الكلمة له مذاق خاص أحب الناس فيه بساطته وصدقه وأسلوبه السهل الممتع. شخصياً كنت أبدأ بقراءة مقال الأستاذ العزبي فأشعر أن هناك خيطاً رفيعاً يشدني إلي أن انتهي من المقال.. بل كنت أشعر في أحيان كثيرة أنني أرغب في إعادة قراءته مرة أو اثنتين.. معجباً بالفكرة الناضجة الرائعة وبالأسلوب الجميل الذي ينتقل بك من فكرة إلي أخري دون أن تشعر بمطب في هذا الانتقال. هذا الأسلوب الرائع كان ينتقل بك بين أفكار وموضوعات متعددة في سياحة عقلية وعاطفية تعطيك انطباعاً بأنك تقرأ في موضوع واحد فتشعر في نهاية المقال أن معارفك قد اتسعت دائرتها سياسياً واجتماعياً وسياحياً. نقرأ في مقال الأستاذ العزبي تاريخاً مفعماً بالنضال في العمل السياسي والصحفي وذاكرة قوية قادرة علي حفظ الأسماء والوقائع.. يقارن الماضي بالحاضر ويستشرف معالم المستقبل إما تأييداً أو نقداً بأدب جم دون نفاق أو هجوم يؤذي مشاعر الآخرين. إنها وجبة دسمة حافلة بكل أنواع المعارف.. لذلك فإنني أناشد كل محبي الأستاذ العزبي - وما أكثرهم داخل مؤسسة دار التحرير وخارجها - أن يواصلوا الإلحاح عليه لكي يستأنف كتابة مقاله في "الجمهورية".. فهم المستفيدون أولاً من كتابة هذه الموسوعة المعرفية. لقد سبق أن تكلمت مع الأستاذ العزبي أكثر من مرة لكي يتراجع عن هذا القرار الذي اتخذه.. كما سبق أن تحدث الكثيرون معه ولكنه كان مصراً علي قراره. وتحدثت مع الرجل الخلوق الأستاذ فهمي عنبه رئيس تحرير الجمهورية لكي يقنع كاتبنا الكبير بالتراجع عن قراره فأخبرني أنه تحدث معه أكثر من مرة فكان لديه إصرار علي عدم العودة للكتابة. وأري أنه لو ضغط الأستاذ جلاء جاب الله رئيس مجلس الإدارة والأستاذ فهمي عنبه رئيس التحرير.. والجمهرة الكبيرة من قرائه سيتراجع الأستاذ العزبي ارضاءً لنا جميعاً. حفظك الله يا كاتبنا الكبير واعطاك الصحة وطول العمر لتبقي منارة لقرائك من كل جيل.