لم أشعر بنجاح مقالي لو لم يتصل بي أو يكتب عني كاتبنا الكبير واستاذنا محمد العزبي أمد الله في عمره وقلمه.. وهذا حال جميع الزملاء في الجمهورية.. واصداراتها.. فهو قارئ ومتابع لكل ما يكتبه الزملاء ويحرص علي الاتصال بهم للتشجيع أو النصح أو حتي النقد لنتعلم منه فن كتابة المقال الصحفي فاعتبرنا جميعاً ان الكاتب الصحفي الذي يكتب عنه "العزبي" قد حصل علي وسام النجاح وحمل صك الكتابة ومنح شهادة الصلاحية لاستمراره في عالم الصحافة. تعلمت من "العزبي" المقال الساخر فكان له الفضل في انجاب أولادي الثلاثة "كحيان في بيت الحكومة" و"امسك حكومة" و"شرف ونظيف مش إيد واحدة" وكنت محظوظاً ان الكاتب الكبير محمد العزبي كان أول من كتب عني في مقاله اليومي بجريدة الجمهورية "من غير ليه". تعلمت من "العزبي" ان النقد الهادئ أفضل من النقد الذي يصل إلي حد التجريس احياناً وان الابتسامة مفعولها أكبر من الضحكة المجلجلة وان الاختصار في سرد الحكاية أسرع وصولا لعقل القارئ من الاطالة وان الشجاعة في مواجهة المسئول تجبره علي احترامك أفضل من الخنوع امامه.. وأخيراً تعلمت منه ان الصدق في اختيار كلمات المقال هو الذي يجعل القارئ يبحث عنك وهو ما حدث مع "العزبي" جعل القارئ يبدأ قراءة الجمهورية حسب وجود عموده وليس بترتيب الصفحات.. علي خطي كاتبنا الكبير مصطفي أمين عندما اتفقت معه جريدة الشرق الأوسط لكتابة مقال يومي وعرضوا عليه اختيار الصفحة التي يكتب فيها وقالوا له بالحرف الواحد أمامك كل صفحات الجريدة من الأولي إلي الأخيرة.. فرد "مصطفي أمين" وما هي الصفحة التي لا تقرأ أو أقل اقبالا من القراء؟؟ فقالوا الصفحة الثانية.. فقال لهم وأنا هكتب في الصفحة الثانية حتي أعرف رأي القراء في كتاباتي!! فتحولت الصفحة الثانية إلي أكثر الصفحات قراءة. كاتبنا الكبير "العزبي" اصدر كتابه الجديد منذ أيام بعنوان "الصحافة والحكم" واكتشفت ان الحديث عن الكتاب وحكاياته وأسلوب اختيار كلماته تحتاج لصفحات.. فقد جمع فيه كل فنون المقال.. الساخر والجاد القصة والحكاية والمعلومة والحادثة والأدب والفن فأصبح الكتاب بمثابة كوكتيل من الأدب الجميل والبلاغة الرائعة. باختصار الحديث عن "العزبي" وكتاباته وكتبه يطول ومن الصعب ان يكتب له كلمة نهاية!! "ما عاش" السيد صقر من المطرية دقهلية ارسل لي خطاباً تعقيباً علي مقالي السابق نشره في هذا المكان بعنوان "كلام غادة باطل" قال فيه: إن بعض المسئولين يعتقدون ان كلمة معاش معناها: ما عاش.. أي مات!.. انني أناشد الرئيس عبدالفتاح السيسي ان يدعو لعقد مؤتمر يحضره ممثلو أصحاب المعاشات والمسئولون والخبراء لحل مشكلة أموال المعاشات وكيفية ادارتها واستثمارها لحساب أصحابها.. بصراحة وصف القارئ أبلغ من أي كلام!!