كلما قرأت سيناريو مباريات منتخبنا الوطني في بطولة أمم أفريقيا المقامة حاليا بالجابون وما يفعله التوفيق معنا يراودني شعور قوي أننا قادمون علي انجاز تاريخي جديد.. وكلما قرأت تاريخ مواجهاتنا مع الكاميرون الذي سنلتقيه الليلة في النهائي ال 31 علي ملعب ليبرفيل في التاسعة مساء يزداد يقيني بأننا مقبلون علي اللقب الثامن.. وكلما شاهدت فرحة جماهير مصر من مطروح لأسوان عقب كل مباراة أقولها وبالفم المليان: "إن شاء الله هنكسب". منتخبنا مضي بثبات وبجهد عظيم من اللاعبين الأبطال وبتوفيق كبير من الله نحو المباراة النهائية ليجد نفسه أمام الأسد الكاميروني.. تعادل في لقاء الافتتاح أمام مالي ثم فاز تباعا علي أوغنداوغانا والمغرب بهدف دون رد حتي فاز علي بوركينا فاسو بضربات الترجيح بعد تعادل ايجابي 1/..1 كان التوفيق معنا بشكل كبير لا سيما في جولتي المغرب وبوركينا فاسو بعد إصرار هيكتور كوبر المدير الفني علي اللعب بطريقته الدفاعية التي تجعلنا دائما هدفا سهلا امام الخصوم أو لحالة الإجهاد التي اصابت لاعبينا بسبب سوء الملعب الذي خاض عليه المنتخب أربع مباريات أجهدت بعض اللاعبين حتي نالت منهم الاصابة بداية من الحارس الشناوي لمحمد عبدالشافي للنني لمروان محسن للمحمدي لكوكا. التوفيق لم يكن حليفنا فقط في عدم اهتزاز الشباك لا سيما في مباراتي المغرب وبوركينا فاسو.. ولكنه كان ملازما لنا في الأهداف التي أحرزناها بداية من هدف عبدالله السعيد في أوغندا ثم هدف صلاح في غانا وكهربا في المغرب قبل أن يعود صلاح بثاني أهدافه في مرمي بوركينا فاسو. هذا التوفيق لا يمنع الدور الدفاعي الخرافي الذي قام به رباعي خط الظهر أحمد فتحي وحجازي وجبر والمحمدي وأمامهم طارق حامد والنني والسعيد وتريزيجيه أو فتحي أو إبراهيم صلاح عندما لعب في خط الوسط.. بجانب التألق الرائع للحارس المخضرم عصام الحضري. التوفيق هو أهم سلاح يدعمنا في الوقت الحالي.. وهذا فضل من الله ننتظره اليوم لكي نحقق الفوز وننتزع اللقب الثامن في تاريخ البطولة لكي نبتعد كثيرا عن أي منافس وأقربهم الكاميرون صاحب الألقاب الأربعة ومعه في نفس الرصيد غانا.. وليس ذلك ببعيد عن مصر التي تأهلت للنهائي تسع مرات فازت في ثمانية ولم تفقد اللقب سوي مرة واحدة عام 1962 امام اثيوبيا. الدفاع أيضا كان حليفا للكاميرون في بعض المواجهات ومنها المواجهة الأولي أمام بوركينا فاسو وانتهت بتعادل ايجابي أو تراجع مستوي الجابون منظم البطولة الذي وقع معه في نفس المجموعة وتواجد فريق جيد ولكنه ليس منافسا وهو غينيا الاستوائية.. وكان حليفا في عبوره منافسين علي اللقب هما السنغالوغانا.. ولكن التوفيق كان حاسما للكاميرون في مواجهات تتساوي فيها الكفتان فلا تعرف من سيفوز ومن سيخسر.. لعب المنتخب الكاميروني امام السنغال 120 دقيقة ووصلا لضربات الترجيح وأهدر سادبو ماني مهاجم السنغال وليفربول الانجليزي الضربة الحاسمة ليضيع فريقه في مفاجأة أراها توفيقا للكاميرون. كما لعبت مباراة قوية أمام غانا وحتي قبل إحراز الهدف الثاني كانت المواقف متشابهة والتعادل وارداً. وتاريخاً نجد أننا نتفوق علي الكاميرون.. وهو تفوق آراه معنويا ولكنه يمنح المتفوق ميزة كبيرة مثلما كنا نخشي مواجهة المغرب وتحدثنا عما نسميه بالعقدة.. فقد التقينا الكاميرون تسع مرات وليس غريبا ان نعرف اننا حققنا الفوز في خمس مواجهات مقابل ثلاث للكاميرون وتعادل واحد. ولكن توقيت النتائج هو ما يجعل للتفوق المصري معناه.. فقد كنا أصحاب ضربة البداية في عام 1984 بهدف طاهر أبوزيد ثم كررنا الفوز في بطولة 1986 بضربات الترجيح بعد تعادل سلبي وحققنا اللقب في هذا العام.. ودان التفوق للكاميرون في ثلاث دورات أعوام 1988 و1996 و2002 بنتائج 1/0 و2/1 و1/0 وكانت خلال الادوار الأولي.. وعادت مصر للصورة في 2004 بتعادل سلبي قبل ان نحقق الفوز في آخر ثلاث مواجهات: اثنتان في عام 2008 الأولي 4/2 في الدور الأول و1/0 في النهائي.. وفي 2010 فازت مصر 3/..1 وهذه النتائج تؤكد أننا اصحاب التفوق في الفترات الاخيرة.. وهي فترات ليست ببعيدة. ولكن قبل أن يقول التوفيق كلمته علينا ان نفكر معا كيف يمكن لمنتخب مصر تحقيق الفوز علي منافس بقوة الكاميرون.. بداية يجب أن نعلم أين تكمن قوة المنافس.. ثم نفكر كيف نتعامل معهم..الكاميرون ليس به ميلا ولا ابيجا ولاموبومبا.. وهنا تكمن الخطورة الحقيقية ففريق يتفوق بلا نجم يعني أن النجم هو الفريق.. عليك ان تتعامل مع الجماعية وليس الفردية.. لا توجد عناصر مميزة تراقبها وتوقف خطورتها.. هناك فريق يتحرك بشكل جماعي دفاعا وهجوما.. يملك قدرا من اللياقة البدنية رغم خوضه لأقوي مواجهتين امام السنغال ثم غانا.. ولعب امام السنغال 120 دقيقة.. لكنه لعب علي أرضية ملعب جيدة لم تنل منه مثلما حدث معنا.. وفريق الكاميرون معظمه من الشباب الذي يملك الطاقة والحيوية التي تساعده في اللعب بكل قوة حتي النهاية.. كما يملك الفريق حارسا للمرمي مرشحا للقب أفضل حارس في البطولة فلم تهتز شباكه سوي مرتين في الدور المجمع امام بوركينا وغينيا. أما أهم عيوب الكاميرون انه أحيانا يلعب كرة علي الأرض سهلة دون خشونة مستخدما ثقافته التي تتميز بالأداء الجيد وافتقاره للعناصر التي تجيد ذلك تجعل لمنتخبنا فرصة الانقضاض والسيطرة وهز الشباك.. كما انه قد يستقبل اهدافا حتي بعد تقدمه حيث تقدم علي بوركينا في الدور الأول وتعادلت.. والوصول لمرمي الكاميرون ليس مستحيلا خاصة في الدقائق الأولي التي يأخذ خلالها بعض الوقت لدراسة منافسه.. فلو لاحظنا المنافس حريصا فسيكون حريصا ولو شعر بخوف منافسه سينقض عليه كالأسد ويلتهمه.. اما امام مصر وبعد احساسه بأن منتخب مصر يلعب بطريقة الثعبان الذي يختفي قبل ان يلدغ لدغته فسوف يكون حريصا منتظرا خروج المصريين من منطقتهم. وأمام مصر خطتان لواجهة هذا الفكر.. إما أن يظل علي طريقته ويؤمن نفسه ويفوز كما يفوز وينتظر هو لمبادرة الهجومية من الكاميرون ليقتل أكبر وقت من المباراة دون ان يجهد نفسه وهي طريقة تعتمد علي التراجع الدفاعي وتقارب الخطوط ثم الانطلاق بالهجمة المرتدة.. أو ان يباغت منافسه بلقطة جديدة تضرب كل افكاره وذلك بهجوم مبكر وخطف هدف يصعب رده. وسواء لعب علي طريقته أو بعنصر المفاجأة فالتشكيل المصري وفي ظل معاناته مع الاصابة لن يخرج عن الحضري في حراسة المرمي.. المحمدي "عمر جابر" حجازي وجبر وفتحي.. النني وطارق والسعيد.. تريزيجيه وصبحي وصلاح ومعه عمرو وردة.. ويستطيع الاستفادة من سعد سمير كمدافع ثالث أو ظهير أيسر إذا احتاج لذلك مثلما يستطيع الاعتماد علي عمر جابر كمهاجم خطير إذا لزم الأمر.