طالب خبراء التعليم بوضع استراتيجية واضحة المعالم لتطوير منظومة التعليم العام والفني.. بدلاً من مؤتمرات التلميع التي تنتهي بدون أي نتائج أو توصيات إيجابية. عبر خبراء التعليم عن استيائهم من تسريب توصيات مؤتمر تطوير التعليم منذ يومين رغم أن المؤتمر ينطلق اليوم مما يعد اهمالاً وفوضي.. بالإضافة إلي أن التوصيات التي تم تسريبها مثل التوصيات التي خرجت عن العام الماضي. أضافوا ان توصيات المؤتمر لم تخرج عن كونها تلميعاً للوزير د. الهلالي الشربيني ومحاولة لمنحه قبلة الحياة قبل التعديل الوزاري.. مشيرين إلي ان التوصيات عبارة عن لقاءات تقليدية وتخلو من ورش العمل والنتيجة تدهور التعليم لذلك لابد من البحث عن حلول غير تقليدية والبحث خارج الصندوق. تسريب التوصيات تسبب أزمة بين المعلمين وأولياء الأمور الذين عبروا عن غضبهم علي مواقع التواصل الاجتماعي من اللقاءات التقليدية التي اعتادوا عليه تحت مسمي تطوير التعليم.. مؤكدين أن هذا المؤتمر الهدف منه ما هو إلا لتلميع ل "د. الهلالي الشربيني". من أبرز المحاور الذي يتطرق إليها المؤتمر اليوم المناهج والتقويم التربوي والامتحانات والتنمية المهنية للمعلم والإدارة المدرسية وتكنولوجيا التعليم والتعليم الإلكتروني والأنشطة التربوية والتربية الخاصة والأبنية التعليمية وتحسين أداء منظومة التعليم المزدوج والشراكة مع القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني وتطوير مشروع رأس المال والمدرسة المنتجة وحوكمة المنظومة وتنسيق الجهود وتطوير المناهج والبرامج الدراسية لربط مهارات الخريجين بمتطلبات سوق العمل وتطوير المدراس الفنية وربطها بالصناعات المحيطة.. رغم تأكيدات الوزير في لجنة التعليم بمجلس النواب علي ان التعليم الفني مضيعة للوقت وانه لا يوجد تعليم لان مناهج التعليم الفني بعيده عن سوق العمل وأن الطلاب به يعملون علي عربة الفول. كان محمد الغيطي قد أعلن في برنامجه صح النوم المذاع علي فضائية LTC السبت الماضي أنه حصل علي التوصيات التي سيخرج بها مؤتمر التعليم المقرر عقده اليوم مشيراً إلي انه تم تسريب التوصيات قبل انعقاد المؤتمر فضيحة قائلاً:"دا فنكوش" لافتاً إلي ان التوصيات التي سيخرج بها المؤتمر هذا العام نفس التوصيات التي خرج بها المؤتمر العام الماضي قائلاً : بتعقدوا مؤتمر ليه.. تدفعوا فلوس وفروها أفضل!! قال د. محمد يوسف وزير التعليم الفني السابق إن عدم تحقيق أي آليات من التطوير يرجع ل "الشخصنة" والتي تعني أن كل وزير يأتي بخطته.. مناشداً رئاسة الجمهورية بعمل استراتيجية واضحة الملامح لتطوير منظومة التعليم العام والفني. أضاف "يوسف" ان كل وزير يأتي نقوله إن مراحل التطوير عندك كذا وكذا وعليك تحقيقها ثم يأتي الوزير التالي بعده ويكمل مسيرة تطوير الاستراتيجية. طالب وزير التعليم الفني السابق رئاسة الجمهورية بإصدار توجيهات ثابتة للعمل عليها قائلاً : الناس زهقت من إسطوانة تطوير التعليم دون تنفيذ. قال طارق نور الدين معاون وزير التربية والتعليم الأسبق إن جدول المؤتمر الذي تم إعلانه مقسم علي هيئة جلسات استماع ونقاش ومتحدثين وباقي الحضور يعتبر مستمعين فقط.. مضيفاً: لكي نطلق عليه حواراً مجتمعياً لابد من مشاركة كل فئات المجتمع وبعدد يكفي للحوار بينهم ومناقشة وجهات النظر ولها فرصة للحديث لعرض وجهة نظرها قائلاً: واللي انا ملاحظه إن قيادات الوزارة والوزراء فقط من سيتحدثون. أشار نور الدين إلي ان برنامج المؤتمر يخلو من "ورش العمل" التي تعد العمود الفقري لأي حوار مجتمعي وهذه الورش من المفترض أن تقسم إلي فرق حسب كل طائفة ممثلة مثل فريق المعلمين و فريق أولياء الأمور وفريق اساتذة الجامعات وفريق قيادات الوزارة وغيره كل طائفة تخرج بمقترحاتها الخاصة بعد النقاش وفي النهاية يتم تجميع المقترحات حتي نخرج بمقترحات نهائية وهذا لم يحدث وبرنامج المؤتمر المعلن يخلو من ورش العمل فنحن أمام احتمالين الاحتمال الأول ان المؤتمر معد بان لا يخرج بتوصيات وفي هذه الحالة يبقي اهدار للوقت والجهد وهو والعدم سواء والاحتمال الثاني ان تكون التوصيات جاهزة قبل انعقاد المؤتمر وذلك ما سيحدث تحصيل حاصل وفي كلتا الحالتين لا يصح ان نطلق عليه مؤتمر يخرج منه بتوصيات مفيدة.. بل الا صح ان نطلق عليه جلسة استماع. أوضح نور الدين أن التوصيات سواء كانت جاهزة قبل المؤتمر أو أثناء المؤتمر أو بعد المؤتمر يجب أن تكون أفكاراً جديدة.. بعيداً عن كل محاور وبرامج الخطة الاستراتيجية 2014 - 2030 اللي موجودة بالفعل من سنتين في أدراج الوزارة. قال محمد زهران مؤسس تيار استقلال المعلمين: إن هذا المؤتمر عبارة عن لقاءات تقليدية اعتدنا عليها كل فترة تحت دعاوي تطوير التعليم وان ما يحدث هو مزيد من الانهيار ووضع التعليم الآن لا يخفي علي أحد فمستوانا علي المستوي الدولي هو الترتيب الأخير عالمياً في آخر تصنيف لمنتدي دافوس. أكد أن أسباب فشل هذا المؤتمر قبل أن يبدأ هو غياب قانون التعليم ومواد الدستور الخاصة بالتعليم عن هذا المؤتمر وأنه لكي يكون هناك تطوير للتعليم يجب ان تكون هناك دراسات سابقة للوقوف علي وضع التعليم واحتياجات المنظومة التعليمية بالكامل ك "طالب ومنهج ومعلم ومؤسسة تعليمية وكافة احتياجات العملية التعليمية الأخري" وان تطوير التعليم يحتاج لوجود خطة استراتيجية واضحة المعالم والوزارة ليس لديها أي خطة لتعلنها وان محاور المؤتمر تقليدية وعتيقة ولا توجد أوراق عمل ولا أبحاث سيتم مناقشتها في هذا المؤتمر للخروج من الأزمة. أضاف ان المحاضرين في الجلسات هم المسئولون عن تردي حال التعليم وغياب رجال الميدان وان المؤتمر يفتقد لورش العمل!! ولان المعلمين هم الركيزة الأساسية لنهضة وتطوير التعليم ومع ذلك يذكرهم المؤتمر كعنصر أساسي لنهضة التعليم بل ذكرهم علي الهامش فيما يخص ضرورة تدريبهم.. وبالتالي يستخدم المؤتمر نفس الآليات والأفكار والوسائل التقليدية التي لن تزيد التعليم إلا تأخيراً !!. أكد حسين إبراهيم الأمين العام لنقابة المعلمين المستقلة أن التوصيات التي تم تسريبها تكشف ان المؤتمر لتلميع الوزير ومنح قبلة الحياة له قبل التعديل الوزاري رغم المطالبة المستمرة لاقالته نظراً لفشله الذريع في إدارة أخطر ملف في مصر وهو ملف التعليم. أشار إبراهيم إلي أننا لو كنا نعلم خيراً في هذا المؤتمر لكنا أول الحاضرين فنحن دائماً كنا من أوائل المشاركين في أي فعالية تخص التعليم فقد كان قيادات نقابة المعلمين المستقلة من العناصر البارزة التي شاركت في إعداد استراتيجية تطوير التعليم وأيضاً إعداد قانون التعليم في عهد الوزير الأسبق محمود أبو النصر.