هل يمكن أن نعتبر حركة "حماس" هي عدو مواز لتنظيم بيت المقدس. ويجب علينا في هذه الحالة أن نحاربها وتختفي من الوجود كحركة قامت في البداية لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي؟! حاولنا مراراً وتكراراً أن نقوم سلوك أفراد وقيادات هذه الحركة. واكدنا لهم أن مصر هي سندهم الأساسي ومصدر قوتهم. وهي المنفذ الرئيسي لاتصالهم بالعالم.. لكنهم كما يقول المثل الشعبي "علم في المتبلم يصبح ناسي"!! جعلوا شعارهم الأول محاربة مصر.. ثم مصر.. ثم إسرائيل.. واتفقوا علي تنظيم "بيت المقدس" فأووا إهاربية ودربوهم وأمدوهم بالسلاح وأطلقوهم عبر الأنفاق لتخريب سيناء ومحاولة السيطرة عليها وإقامة ما يسمي ب "ولاية سيناء" ونصبوا الأكمنة واعدوا العبوات الناسفة لقتل جنود الجيش والشرطة. وصدقنا بعض قادة حماس أكثر من مرة عندما جاءوا إلي مصر وأكدوا أنهم لا يمكن أن يعملوا ضدها سواء مع تنظيم بيت المقدس أو غيره.. وكان أخر وفد من حماس قد حضر إلي القاهرة منذ عدة أشهر عقب اعتراف المتهمين في جريمة اغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات بأن الكثيرين من كوادر الإخوان تدربوا علي أيدي ضباط من حماس وذكروهم بالاسم. هل نمارس "لعبة القط والفار" مع منظمة حماس نحاول أن نصدقهم ثم نكتشف أنهم كذَّابون منافقون.. والله لو أن المجاهد الراحل أحمد ياسين الذي أسس هذه المنظمة كان حيا يرزق لما رضي إطلاقا عن تصرفات هذه الفئة التي ضلت طريقها بعد وفاته. يوم السبت الماضي اكتشفت قوات الجيش أثناء حملة مداهمات عسكرية خندقا له مدخلان أسفل "تبة" رميلة مرتفعة عند مدخل قرية "الفيتات" بالقرب من معسكر قوات حفظ السلام جنوب مدينة الشيخ زويد. قال مصدر أمني إن القوات سيطرت علي هذه "التبة" التي وصل ارتفاعها ما بين 25 الي 30 مترا فوق سطح الأرض.. كانت تمثل أخطر منطقة رصد ومراقبة تستغلها العناصر التكفيرية في مراقبة تحركات قواتنا واطلاق قذائف ال "آر بي جي" وصواريخ "الكورنيت" علي القوات نظرا لارتفاعها عن سطح الأرض ولموقعها الإستراتيجي. وأثناء فحص "التبة" اكتشفت القوات أسفلها أخطر خندق استراتيجي لعناصر تنظيم بيت المقدس.. وتبين أنه يتسع من 70 حتي 100 مسلح للاختباء داخله من ضربات الأباتشي دون أن يتأثر الخندق. واكتشفت القوات داخله فوارغ صواريخ "كورنيت" الروسية مداها 7 كيلو مترات وفوارغ هاون وذخيرة وجرينوف.. وكانت العناصر الإرهابية تختبيء فيه وبعد انتهاء الغارة تخرج وتعتلي "التبة" وتطلق منها صواريخ "الكورنيت" والهاون وال "آر بي جي" باتجاه قواتنا. هذه الصواريخ الروسية من طراز "كورنيت" التي تحمل علي الكتف حصل عليها التنظيم الإرهابي من قطاع غزة عبر الأنفاق منذ أكثر من عام وكانت تبلغ 10 صواريخ استنفدها التنظيم في عملياته بسيناء.. إلا أن هذه الصواريخ ظهرت مرة أخري مع عناصره منذ 3 أيام. مما يعني أن التنظيم حصل علي صفقة جديدة منها عن طريق قطاع غزة تحت إشراف الجناح العسكري لحركة حماس!!! أعود وأقول : كيف تتصرف مصر مع حركة "حماس" التي تكذب أفعالها أقوالها؟! هل نعلن الحرب عليها فتقع بين فكي كماشة إسرائيل من جهة ومصر من جهة ثانية؟! هذا ما لا نرضاه لأنفسنا!! وما ذنب الفلسطينيين الذين يقيمون في القطاع ويتعرضون بين يوم وآخر لضربات إسرائيلية يستنكرها العالم؟! هل نغلق حدودنا مع هذا القطاع فنسد آخر منفذ لهم علي العالم؟! كلها أسئلة محيرة وليس من السهل الاجابة عليها في ظل مساندتنا المستمرة لشعب فلسطين وضرورة حل قضيتهم حلا عادلا يحقق طموحاتهم.