ماذا لو حولنا ميدان التحرير الذي انطلقت منه ثورة 25 يناير إلي مزار سياحي عالمي يكون قبلة للوفود السياحية من جميع أنحاء العالم؟! أعتقد انه سوف يصبح من أهم المزارات السياحية في مصر إذا نفذنا فيه بعض الأفكار التي تجعل هذه الوفود تتدفق عليه وسوف يصبح من أهم مصادر الدخل في مصر التي تدر مليارات الدولارات سنويا. بداية يجب الاسراع في انهاء الأعمال الانشائية في الميدان واعتقد انها خاصة ببناء جراج متعدد الطوابق تحت الأرض.. وهذا الجراج سيكون اضافة مهمة جدا في المنظومة السياحية للميدان.. وتحويل الأرض المقام تحتها الجراج إلي حديقة غناء ذات ورود مختلفة الأشكال والألوان. ان تحويل مجمع التحرير الضخم إلي فندق 7 نجوم بإمكانيات تكنولوجية علي أعلي مستوي واسناد إدارته إلي شركة عالمية متخصصة في هذا المجال سوف يعطي الميدان بهاء ورونقا.. وفندق بهذا الحجم مع إدارة متميزة سيعطي عائدا سنويا هائلا.. لأن السائحين من مختلف أنحاء العالم سيضعون هذا الميدان في برامجهم والإقامة في فندق بنفس الميدان ستكون عامل جذب أكبر. فإذا أضفنا إلي ذلك وجود المتحف المصري في الميدان أصلا مع إمكانيات تطويره إلي الأفضل شكلا ومضمونا سيكون إحدي ركائز جذب السائحين. هناك أيضا فندق هيلتون النيل الذي يقع في الميدان يجب إعادة النظر فيه وتجديده داخليا وخارجيا ليكون إضافة متميزة لمزارات وإقامة السائحين.. وعلي الدولة أن تجدد مبني الجامعة العربية تجديدا شاملا ليكون علي مستوي أهميته كمقر لتجمع وتوحد الدول العربية وان تكون زيارة هذا المبني وشرح أهميته وتاريخه ضمن البرنامج السياحي للوفود العالمية. مبني وزارة الخارجية القديم تحفة معمارية.. أقترح تحويله إلي متحف لثورة 25 يناير.. يضم أحداثها بالكلمة والصورة والصوت والضوء.. وتتصدره لوحة الشهداء.. وتذاع فيه الأفلام المسجلة عن أحداث الثورة.. والشعارات التي رفعتها وأصرت عليها حتي اضطر الرئيس السابق حسني مبارك لإعلان تخليه عن الحكم تحت الضغوط الهائلة لملايين الثوار. مبني الحزب الوطني المنحل الذي تم إحراقه يجب إعادته برونق جديد جذاب ويكون مقرا لوزارة السياحة وتؤجر فيه مكاتب للشركات السياحية.. فإدارة السياحة في مصر من ميدان التحرير سوف تعطي إلهاما وأفكارا جديدة لجذب سائحي العالم مع الاستفادة من دخل عشرات المكاتب السياحية المؤجرة. فإذا أضفنا إلي هذه المعالم السياحية الرائعة وجود فندق عالمي "سميراميس" في الميدان أو قريبا منه سوف تكتمل الصورة المثلي للميدان سياحيا. مبني الجامعة الأمريكية القديم بالميدان لست أدري فيم يستغل الآن بعد نقل الجامعة إلي القاهرةالجديدة. وإذا كانت الجامعة الأمريكية متمسكة بملكيته لها فيجب اضافة شيء تفاني اليه لوضعه ضمن منظومة الميدان السياحية وبرنامج الزيارة. ان اقامة نصب تذكاري لشهداء الثورة فوق القاعدة التي تتوسطه سيكون أهم أثر لتخليد ذكري هؤلاء الشهداء الأبرار الذين اريقت دماؤهم الذكية فداء للثورة.. فإذا أضفنا إلي ذلك لوحة تذكارية الكترونية عن الثورة تطرح في مسابقة عالمية وتوضع بحجم يتناسب مع حجم الميدان وفي مكان لافت للانتباه سوف تتوج الصورة الكاملة له. هذه مجرد أفكار أولية لتحويل الميدان إلي مزار سياحي ولاشك ان هناك من هو أقدر مني من المتخصصين الذين يستطيعون اضافة أفكار أفضل.. ولو نفذت هذه الفكرة سوف يصبح ميدان التحرير أشهر ميدان في العالم. وإذا كانت الاستفادة المادية لن تقل عن عشرات المليارات من الدولارات فإنه سيضيف إلي تاريخ مصر القديم تاريخا جديدا يؤكد اننا لا نقف علي أطلال الماضي فقط وانما ننطلق إلي المستقبل بخطي وثابة.